ذكرى ميلاد عزيزة أمير.. قصة كفاح وأول فيلم عربي صامت في تاريخ السينما المصرية

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 | 05:25 صباحاً
كتب : علام عشري

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة عزيزة أمير، التي تعتبر الرائدة الأولى للسينما المصرية وصاحبة السبق في إنتاج أول فيلم عربي صامت، "ليلى"، الذي عرض في دار سينما "متروبول" بالقاهرة يوم 16 نوفمبر 1927.

ذكرى ميلاد عزيزة أمير 

اسمها الحقيقي كان مفيدة محمد غنيم، وولدت في الإسكندرية، لكنها فقدت والدها بعد ولادتها بأيام قليلة، مما دفع والدتها للانتقال إلى القاهرة، نشأت في شارع خيرت بحي السيدة زينب، حيث تلقت عناية كبيرة من أسرتها التي اهتمت بتعليمها القراءة والكتابة والعزف على البيانو، كما تعلمت اللغة الفرنسية، رغم أنها لم تحصل على شهادة دراسية رسمية.

البداية الفنية وحلم المسرح

في عام 1925، قرأت عزيزة أمير إعلانًا للفنان يوسف وهبي يطلب فيه وجوهًا جديدة للعمل في فرقة "رمسيس"، لم تتردد وأرسلت إليه خطابًا مرفقًا بصورتها، تعبر فيه عن رغبتها في دخول عالم المسرح، وأعجب وهبي بثقتها وأسند إليها دور العروس الخجولة في مسرحية "الجاه المزيف"، حيث وقفت لأول مرة على خشبة المسرح.

لكن طموحها لم يقف عند حدود المسرح، فسرعان ما تنقلت بين فرق مسرحية كبرى مثل "شركة ترقية التمثيل العربي" و"فرقة نجيب الريحاني"، ومثلت في مسرحيات عديدة منها "ليون الأفريقي"، و"إحسان بيك"، و"الشرف الياباني".

السينما حلم يتحقق

طموح عزيزة أمير تخطى حدود التمثيل، إذ قررت اقتحام مجال الإنتاج السينمائي عام 1926، كانت خطوتها الأولى إنتاج فيلم "ليلى"، الذي يعد أول فيلم عربي صامت في تاريخ السينما المصرية، وحقق نجاحًا كبيرًا.

استمرت في الإنتاج وأنتجت أفلامًا بارزة مثل "بنت النيل" عام 1928، و"كفري عن خطيئتك" عام 1933، رغم خسارتها فيه بسبب التحول إلى الأفلام الناطقة.

الحياة الشخصية بين الفن والحب

عزيزة أمير عاشت حياة عاطفية مليئة بالتغيرات، حيث تزوجت ثلاث مرات، وكان من أبرز أزواجها الفنان محمود ذو الفقار، الذي شاركها في كتابة السيناريو لعدد من أفلامها.

الإنتاج والإبداع

واصلت عزيزة أمير إنتاج الأفلام عبر شركتها "إيزيس فيلم"، وبلغت حصيلة أفلامها 25 فيلمًا، من بينها "بياعة التفاح"، "قسمة ونصيب"، و"فتاة من فلسطين"، كما شاركت في بطولة أفلام بارزة مثل "آمنت بالله"، الذي كان آخر أعمالها السينمائية عام 1952.

الرحيل نهاية مشوار حافل

بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، رحلت عزيزة أمير عن عالمنا في 28 فبراير 1952، تاركة إرثًا خالدًا في تاريخ السينما المصرية والعربية.

عزيزة أمير لم تكن فقط ممثلة أو منتجة، بل كانت امرأة طموحة مهدت الطريق للسينما المصرية لتصبح أحد أهم أركان الفن في العالم العربي.