الإعلامية هنا عبد الفتاح تكتب .. ليس كل ما نريده نملكه .. لن يعود الزمان للوراء.

الاربعاء 27 نوفمبر 2024 | 11:15 مساءً
هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح
كتب : بلدنا اليوم

سأبدأ حديثي بسؤال لك عزيزي القارئ؟هل مر عليك وقت تمنيت أن يعود بك الزمان إلي الوراء؟ لإنجاز مهام لم تفعلها قديما؛ وندمت عليها كالتحاقك مثلاً بكلية ما..

أو تمنيت أن تعود بالزمن مرة أخرى لتصحيح بعض الأوضاع أو الأخطاء التي ارتكبتها وندمت عليها..

أعلم أن الإجابة في الغالب ستكون نعم تمنينا ذلك كثيراً ..

أنا أيضاً تمنيت أن أرجع بالزمن لأيام الطفولة حيث أعود من المدرسة بين الغيام والمطر ولا أشعر بالبرد اطيرا فرحا بأجواء الشتاء الدافئة..اتطوق شوقاً لأعود إلي أمي لأجد طعامها الدافئ في انتظاري اتناوله وهو ساخن ليدفئ أجسادنا.. ثم أنتظر الشاي التي تعده أيضا أمي بعد تناول الطعام..

لنشربه أثناء مذاكرتنا لدروسنا..

اشتقت لطعام أمي القديم على الرغم من بدأءيته آلتي كانت تعده بها..اشتقت لحصيرتنا المتواضعة التي كانت تسع أناس كثيرون يجلسون عليها أثناء زيارتنا ليتناولون الشاي..

اشتقت لمقلمتي ولكراستي ولالواني الخشبية القديمة.. اشتقت لرائحة استيكتي..التي كانت برائحة الفراولة..

اشتقت لمدفاة أمي الطينية التي كانت تمتلئ بالخشب نجلس أنا وأختي وأمي نتدفي عليها ونتناول البرتقال..

اشتقت لأبي الذي لم أره. اشتقت لشارعي القديم الذي كنت أذهب منه إلي الكتاب لاحفظ القران.. اشتقت لطريق معهدي الأزهري الذي كان يمتلئ بالاشجار ويبعد عن العمران كيلوا مترات لم نشعر يوماً بملل أو طول طريق حينها..كنت أستمتع بالحديث مع صديقاتي ولم نكن نعلم أن الطريق طويل إلا بعد ما تركنا المعهد.. إشتقت لصديقتي التي كانت توأمي وكانت أقصر مني كم حلمنا أن نظل سويا ننجح سويا ونكبر سويا لكننا كبرنا ولكن لسنا سويا..

اشتقت لأجواء رمضان القديمة التي كنت أجمع من مصروفي وأكمل من الجيران لإعداد الطعام..ونذهب بكل فرح لتوزيعها على الناس إشتقت للذهاب الى المسجد لاصلي العشاء في جماعة أنا وصديقاتي.. وبعد الصلاة نتجمع نلعب سويا أمام ساحة المسجد ونضحك كثيراً.. إشتقت لشيخي الذي كان يعلمني القران ولمعلم اللغه العربيه في ابتدائي الذي كان يشجعني دائما.اشتقت لأبناء خالاتي اللاتي كنت أجلس معهن نتحدث كثيرا عن طموحاتنا نلعب معا ونذهب للمدرسة معا ومن ثم الجامعة.

لم يكن يمر أسبوعاً واحداً دون سؤال أحدا أو رؤيتهم..

إشتقت لزيارة خالتي "مشيرة" التي كانت خيراً من الله تمشي على الارض لم نري منها إلا كل خير وحنان دائما ما كانت تعاملنا كبناتها...اشتقت لحديثها ولحنانها اشتقت لرؤيتها لم أشعر أني لم أشبع منها إلا بعد موتها المبكر كانت أطيب من رأت أعيننا وكأن الله يختار الطيبين كي يرحلوا اليه..

اشتقت لصديقاتي اللاتي احببني واحببتهم..

اشتقت لحلم خذلني..

واشتقت لحبيبا غدر بي..

إشتقت لأشياء كثيرة..

تمنيت أن يقف الزمان لكي استطيع تنفيذها وتمنيت أن يعود كي أصلح ما أخطأت..

كم تمنيت أن يكون ماانا فيه حلم ساستيقظ منه قريباً ..

لكنه لم يكن حلم بل كان واقعا اجبرنا أن نتعايشه.لم تكن اختياراتنا مانحبه ولكننا اجبرنا على التعايش معها . فاغلبها خيبات لنا .

كم تمنيت أن يعود الزمن ولو قليلا..ربما لاتذوق حضن أبي..

ربما لاعيد حبيبا تركنا..ربما لاصحح بعض الأخطاء..

ربما لاغير مسار حياتي كليا..

لكن لن يعود الزمان ولن يتوقف ولن استطيع تغيير شئ.. ساقول لك مفاجأة عزيزي القارئ أنا لست نادمة على اختياراتي على كبواتي وربما على فشلي وخيباتي..

فلولاها لم أكن بهذه القوة..ولم أكن اتعلم الدرس..

بسببها اصريت على إكمال الطريق على الرغم ما به من أشواق لم نجد في طريقنا من يحبنا أو يحارب لأجلنا جميعهم ارادونا رفقاء في الطرق السالكة وحينما ظهرت الجبال تركونا بمفردنا..لم نندم يوماً على خطأ ارتكبناه إلا إذا كانت معصية في حق الله..تعلمت أن أتعثر وأقوم أقوي لأكمل الطريق الى النهايه..ربما بمفردي وربما لأ..ولكن في كل الأحوال لن أنحني .