عصام أبو بكر يكتب: إسرائيل وحرب لبنان ومصير حزب الله

الاربعاء 27 نوفمبر 2024 | 01:31 صباحاً
عصام أبو بكر
عصام أبو بكر
كتب : .

 قال رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي نتنياهو، أن حرب لبنان هدفها إبعاد جماعة "حزب الله" اللبنانية إلى ما وراء نهر الليطاني سواء عبر التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار أو بدونه، مشدداً على ضرورة منع الجماعة من إعادة التسلح، مضيفا "سواء كان هناك اتفاق أو بدونه، فإن إعادة سكاننا الذين جرى إجلاؤهم بأمان إلى منازلهم في الشمال يستلزم إبعاد (حزب الله) عن نهر الليطاني ووأد كل محاولة لإعادة تسليح الجماعة،والرد بقوة على أي عمل ضدنا 

وبعد ٦٠ يوم من الحرب علي لبنان وعام من تبادل إطلاق النار مع إسرائيل تحت عنوان "إسناد جبهة غزة"، كان أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم دعمه لجهود رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتجنّب قاسم خلال خطاب متلفز ألقاه منذ فترة الإشارة إلى شرط وقف إطلاق النار في غزة، الذي كان الحزب قد أصر عليه سابقاً كشرط أساسي لوقف القتال في لبنان، مما أثار تساؤلات وتكهنات حول ما إذا كان موقفه يعكس تراجعاً أو ضعفاً لحزب الله، وما إذا كان يمثل تحولاً في استراتيجية الحزب تجاه الصراع في غزة، بما في ذلك احتمال فك الارتباط مع القطاع.

 وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول في الحكومة اللبنانية قوله إن حزب الله عدل عن شرطة وقف إطلاق النار مقابل وقف الحرب في غزة بسبب مجموعة من الضغوط منها الضربات الموجعه للحزب وإغتيال معظم قياداته والتي كان اخرها محمد عفيفي المسئول الإعلامي للحزب وأيضا النزوح الجماعي للأفراد من الضاحية الجنوبية والتي يقطن معظمها الشيعة .وأضاف إن حزب اللة وافق علي وقف إطلاق النار يوم مقتل حسن نصر اللة بدون شرط الهدنة مع غزة ، ومع تخلي حزب اللة عن الارتباط بغزة حدد مسؤول إسرائيلي شروط وقف إطلاق النار بتفكيك المنشأت الخاصة بحزب الله علي الحدود والانسحاب شمال نهر الليطاني.

وكانت كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن بنود مشروع التسوية المقترح بين لبنان وإسرائيل والذى تضمن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وحق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر مع اعتبار الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل.وستشرف الحكومة اللبنانية على أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله مع سحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام.وأن يحل الجيش اللبناني محل القوات الإسرائيلية المنسحبة من الجنوب وستشرف على ذلك الانسحاب الولايات المتحدة ودولة أخرى. كما يتعيّن على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان في غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق . إلا أن هذا الاتفاق تعثر

وحسب قراءتي للعقل اسرائيل انتهى زمن المفاوضات إلى ما وراء الليطاني واعتقد أن حرب لبنان ستنتهي باستلام الجيش اللبناني زمام الأمور ودعم الدولة اللبنانية وانهاء حزب الله سياسيا والغاء دور قوات اليونيفيل مع بناء اسرائيل منطقة عازلة ستقطع جزءا من الأراضي اللبنانية لذلك أما مقترحات ما وراء الليطاني فقد انتهى زمنها. ،فالحرب القائمة الآن بين إسرائيل وحزب الله قد تجاوزت قواعد الاشتباك وتطورت إلى مدى أكبر وهو الحرب البرية، وأعتقد أن إسرائيل تجاوزت مرحلة إبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني إلى تدمير حزب الله، فإسرائيل تسير حسب خطط ممنهجة وسيناريوهات معينة في مسار هذه الحرب حيث إنها استعملت سياسة حرب عكسية مع حزب الله أي بدأت بحرب إضعاف واستنزاف والآن حرب عسكرية، بعكس نهجها في حرب غزة، حيث بدأت في حرب عسكرية طويلة والآن تسير في خطى حرب الاستنزاف نحو تفريغ غزة من سكانها وإحلال أمريكا والشركات العالمية مكانهم

حيث تقوم إسرائيل حاليا بحرب ضد لبنان بهدف تدمير الضاحية الجنوبيه للبنان مقر حزب الله وضرب بعض المواقع داخل بيروت مع إغتيال معظم قادة حزب الله لإنهاء وجوده ودعم الدولة اللبنانية وتقويتها وبدعم من الامريكان وأوروبا والسعودية على إحلال الجيش اللبناني مكان حزب الله وسحب سلاحه لصالح الجيش وإنهائه سياسيا وتقليل فرص حصوله على مقاعد في البرلمان ولن يتم ذلك إلا من خلال

أولا..ضربه وتدميره بقوة واستمرار الاغتيالات

 ثانيا..أبعاده عن الجنوب اللبناني وإحلال الجيش اللبناني مكانه

 ثالثا..تقوية الدولة اللبنانية سياسيا وعسكريا من خلال الامريكان وأوروبا

 رابعا..إيجاد قادة لبنانيون أقوياء قادرون على ضبط سيادة الدولة اللبنانية وأكثر اعتدالا في العلاقة مع إسرائيل 

خامسا ..تقوية لبنان اقتصاديا وذلك بالدعم المادي وبناء مشاريع اقتصادية ودور بارز للسعودية والإمارات في ذلك 

في قضية لبنان ستمارس اسرائيل جنونا حقيقيا بحق لبنان ولن يجد اللبنانيون موقفا دوليا يستحق الذكر بقدر ما هو مطالب لضبط النفس وتحركات سياسية لأن دخول حزب الله في هذه الحرب بدأ من وجهة نظر اسرائيل خطئا باعتباره ليس طرفا في معادلة الصراع ويبدو أن حزب اللة نسي ما حدث في عام 2006 والحرب المدمره علي لبنان والتي قامت بها إسرائيل فدخول حزب الله الحرب في غزه لم يخدم حماس ولا قطاع غزه ولم يكن ضاغطا علي اسرائيل بقدر ما كان شوا اعلاميا اكثر منه حرب حقيقيه علي ارض الواقع كما فتح الباب لإنهاء ما تبقى من لبنان

واعتقد وفقا للعقليه الاسرائيليه ان لم يوافق حزب الله علي مشروع التسويه ولم يحدث اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذا الاسبوع وفق الأنباء المتداولةووفق تصريحات مسؤلين أمريكيين ستقوم إسرائيل بضرب عده مواقع و اختيار المرافق الحيويه مثل شركه الكهرباء وشركه اتصالات و شركه المياه وضربها في نفس التوقيت وضرب البنيه التحتيه مثل ضرب المطار في بيروت وضرب بعض المواقع في المخيمات الفلسطينيه بالاضافه الي ضرب بعض المواقع لحماس في جنوب لبنان ومواقع لحزب الله في سوريا ومنازل لقادة في حزب الله في جنوب لبنان كما ستقوم إسرائيل بعمل العديد من الاغتيالات لقاده حزب الله في جنوب لبنان وستكون هذه الضربات متتاليه وسريعه وذات أهداف محدده وستكون هذة الحرب لعدة شهور دون توقف بحيث لا يشعر اللبنانيين باي امن او امان خلال هذه الحرب كما حدث في غزه لكن غزه كانت الحلقه الاصعب بالنسبه لإسرائيل لأنها كانت حرب شوارع وحرب عصابات وفي مناطق ضيقه وذات ثقافه سكانية كبيره جدا ولكن الوضع يختلف بالنسبه للبنان فلبنان دوله ذات سياده لها اماكن سياديه معروفه كما ان مساحه لبنان وطريقه توزيعها يسهل على اسرائيل ضربها

نهاية حزب الله أصبح وشيكا وما يحدث الآن يذكرنا بما قامت به اسرائيل بالدخول إلى لبنان لإنهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982 وانتقالها لاحقا إلى تونس ومن ثم جلب ياسر عرفات وجماعته إلى رام الله وتصفيته فيها باسم اتفاق أوسلو الفاشل ،ما تقوم به اسرائيل اليوم هو فعليا ليس فقط ابعاد حزب الله إلى شمال الليطاني بعد عام كامل من المناوشات ليس لأنها كانت مشغولة في قطاع غزة فلا رابط بين الجبهات فالجيش الإسرائيلي اساسا مقسم حسب المناطق و موزع في الضفة الغربية وقطاع غزة وشمال اسرائيل وبالتالي لا مانع لديها بخوض معارك متعددة الجهات ولكن صمتها كان هدفه هو خلق رأي عام وتحالف دولي حتى تستطيع اسرائيل العبث في لبنان بأريحية دون تدخل اي دولة لمنع ذلك وكذريعة لإحتلال جنوب لبنان بالكامل

أما الجنوب اللبناني سيقطع جزء كبير منه لصالح المنطقة العازلةولن يعود اللبنانيون في هذه المناطق إلى بيوتهم مرة اخري هذا بعد رجوع ما تبقي من حزب اللة إلي شمال نهر الليطاني ، كما يجب أن يستعد الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية لضربات اسرائيلية فلن يكون الفلسطينيون والفصائل الفلسطينية بمأمن وهذا جزء من إنهاء فكرة العودة وانهاء فكرة توريث الفلسطينين حقهم في العودة إلى فلسطين ، ويبقي الخاسر الوحيد في هذه المعادلة هو الشعب اللبناني الذي أدخله حزب اللة في أتون حرب طاحنة وإلى زاوية انتحاره وخسارة أرواحهم وبيوتهم وامنهم واستقرارهم ومستقبلهم ،فحزب الله لم يساند غزة هذا وهم وكذب هو ساند حماس والتي انتهت أيضا و أنهت معها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وهجرت الغزيين وفتتهم إلى دول العالم يبحثون عن جنسيات الإقامة، فحزب الله ينتحر وإيران تراقبه عن كثب وقبضت الثمن الأمريكي في تدمير لبنان كما دمرت غزة وتفتيت الشرق الأوسط لصالح إسرائيل