وليد الغمري يكتب عن رسائل مشفرة ومشهد جنائزي عظيم!!

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 | 02:17 صباحاً
وليد الغمرى
وليد الغمرى
كتب : وليد الغمري

في بعض الأوقات تقف الحروف عاجزة عن التعبير، فكيف لكاتب بسيط مثلي أن يُقنع ملايين البشر أن وطنهم في حالة حرب، في نفس اللحظة التي ينصب فيها العدو نيران مدفعيته الثقيلة على عقول النخب والمثقفين في بلادي، ويجند في معسكره، بالعلم أو بالجهل، طوابير من المرتزقة ومجهولي الهوية الوطنية؟

كيف يمكن أن أشرح لصغاري أن الجهل والتغييب والتسطيح وضرب المقدسات الدينية والأخلاقية في بلادنا هو السلاح الأخير الذي يسبق نيران مدفعية الجيوش قبل أن تُصوب بشكل مباشر لشوارعنا؟ كيف أقص عليكم أن الحرب بدأت منذ عقود علينا، وهي الآن تعيش إرهاصات اللحظات الأخيرة قبل أن تُحلق نيران وطائرات العدو في سماء الوطن؟ كيف يمكن أن تُقنع الملايين من البشر أنك لست درويشًا ولا مجنونًا، وأن جميعنا على شفا لحظة حسم، والرهان ليس اقتصادًا، وليس بشرًا، وليس تنمية.. الرهان أصبح وجود وطن بكامله!!

هل يتخيل عاقل في أي مكان على هذا الكوكب أن القوات الأمريكية الموجودة في 22 دولة في الشرق الأوسط، وما يزيد عن 40 ألف جندي أمريكي موجودون الآن في أرض العرب بكل ما تملكه الترسانة العسكرية الأمريكية، قد جاؤوا في نزهة عسكرية في أرضنا؟!

هل تعلم أن حكاية "صفقة القرن" بكل ما جاء فيها من عبث تم صناعتها في الفترة الرئاسية السابقة للرئيس الأمريكي السابق ترامب؟ وهي صفقة يتم بمقتضاها، بمنتهى البساطة، توسعة دولة الكيان الصهيوني المحتل جغرافيًا على حساب مصر والسعودية والأردن ولبنان وسوريا؟

المتتبع لما يحدث حولنا، بداية من تصريحات السفاح نتنياهو حول الحرب الدينية ودولة إسرائيل الكبرى وتحقيق نبوءات العهد القديم، وعقدة اليهود في الرقم 80 لدولتهم، وتحرشاتهم التي لا تنتهي بسيناء، في السر والعلن، سوف يدرك أن الأرض قد تم تمهيدها.. ببساطة لأن تكون مصر هي المحطة الأخيرة وسط هذا العبث.

أقول هذا والصرخات تتعالى من كل مراكز الأبحاث العسكرية والسياسية في العالم، لتقول أن الكوكب على مشارف الحرب العالمية الثالثة.

أقول هذا والبعد الديني حاضر وبقوة عند أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاث لكل ما يحدث على الأرض، من غزة إلى شوارع أوكرانيا، ومن جفاف نهري دجلة والفرات إلى نبوءة غرق مصر، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. وصل الأمر إلى أن الرئيس الروسي بوتين يقول في تصريح غريب له منذ بضعة شهور إنه لو ظهر الإمام المهدي عند المسلمين فسوف تقف القوات الروسية معه لتحارب الغرب، وعلى الجانب الآخر يقوم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن بتعيين مستشار له لشؤون الإمام المهدي!

تخيل.. وفي بلاد المسلمين من يتحدث عن قرب تحقق نبوءة الإمام الخاتم يتم وصفه بالدروشة، أو بالتشيع، أو حتى بالجنون!

الحرب قديمة جدًا، وممتدة بين النور والظلام منذ فجر التاريخ، ولكن ما يزعجني حقًا أن أبناء مدرسة "بُعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى" (صلى) تناسوا أنهم منذ ما يزيد عن 1400 عام مضت، وهم في آخر الزمان!! خلال كل هذه السنوات كان على الجانب الآخر من يصدقون أن المواجهة الحتمية قد اقتربت، وأعدوا العدة لها منذ ما يزيد عن ستة قرون مضت.

لقد كانت أرض العرب هي الهدف منذ أن تم إنشاء وزارة المستعمرات البريطانية، التي تحولت فيما بعد لجهاز المخابرات للإمبراطورية البريطانية، وكل ما كُتب في سجلاتها وتم إعلانه حدث ولا زال يحدث ويتحقق في بلادنا، وكان رهانهم رابحًا حين راهنوا على جهلنا وأننا لا نقرأ- تخيلوا- ربح رهانهم على أمة "اقرأ" في أنها لا تقرأ!! ومجرد تصفح بسيط على الإنترنت ستجد الوثائق والخرائط والمخططات مُعلنة.

حتى قرار الحرب هم من يحددون موعده، وكأن قدر هذه الأرض أن تكون مجرد رد فعل لكل طقوس الشر التي تُعلن عليها.. ومن الكوميديا السوداء أنه منذ مونديال كأس العالم الذي تم تنظيمه في الشقيقة قطر وحتى أولمبياد فرنسا الأخيرة، قررت جيوش الظلام الإعلان الرسمي عن وجودها ببساطة لأنهم قرروا تعجيل القدر وبداية الحرب التي يرونها مقدسة.

وهي فعلا حرب مقدسة، ببساطة لأنها الحرب الأخيرة بين النور والظلام، بين من هم على الحق المبين وبين من أسماهم الرئيس السيسي أهل الشر.. فهل تركت السماء هؤلاء الذين يرون أنفسهم من أهل الحق؟ هل تخلت السماء عنا وستترك جيش الشيطان ينتصر؟ هل يستحق هذا الجيل أو القادم أو من يليهم من أبنائنا أن ينالوا شرف خوض هذه الحرب؟

والإجابة قطعية الثبوت والدلالة في يقيني: أن نصر الله واقع لا محالة.. ولكنها سنوات الفرز والكشف، بين من يتخندقون في جيش الله ومن يقفون على مشارف الفتنة يتخطفهم جنود الشر من كل حدب وصوب.. فما يحدث في عواصم العرب ليس سوى إرهاصات ولحظات أخيرة قبل أن تتبدل كل المفردات من حولنا، وتنهار كل الثوابت والقواعد التي بُنيت على الباطل، في السياسة والحكم والاقتصاد وحتى داخل بيوتنا البسيطة.

وإنني لأرى من وسط حروفي البسيطة هذه مشاهد لا أستطيع ذكرها، فقط هي مجرد محاولة لتنشيط ضمائر وعقول تم احتلالها في بلادنا، فنحن فعلا نعيش أيامًا مفجعة من احتلال العقول، ويكفي مجرد نظرة سريعة على مانشيتات صفحات الحوادث، والفن، والرياضة، والسياسة، في صحفنا المهترئة والممزقة دون صدق ولا حرية.

من أجل هذا، سنكتب وسط الحروف رسائل مشفرة لأصحابها في كل مكان في هذا العالم، ليدركوا أن في بلادنا جيوشًا مستترة غير تلك المعلنة التي تحمل السلاح، وأن لله جنودًا لا يعرفونها، ونعرف أنهم جنّدوا كل ما وصلوا إليه من علم وتكنولوجيا وأقمار صناعية للبحث عنهم، ولكنهم بحول الله وقوته لن يصلوا إليهم أبدًا.

إن في هذه الأرض، وبالتحديد من أرض التجلي ومن حواري القاهرة الفاطمية التي مُلئت بالجواسيس والسحرة والدجالين، لن تستطيع عيونهم أن ترى شيئًا ببساطة لأن كل عيونهم على الكوكب هي مجرد "عين واحدة".. وعين الله تحمي جنوده ورجاله في كل مكان.

دعونا نخبرهم لمرة أخيرة أن لهذه الأرض قدرًا في أقدار خالقها.. رغم أنهم يجيدون القراءة عنا، إلا أنهم لم يقرأوا ما كتبته حروف التاريخ المصري من أقدار لهذه الأمة، لقد كانت مصر وستظل إلى الأبد مقبرة لهم عبر العصور، دُفن في ثراها كل أسرار العالم، وكل من حاول كشف هذه الأسرار دُفن فيها، وجميعنا على موعد مع مشهد جنائزي عظيم لرفات جنودهم وهي تُدفن للمرة الأخيرة هنا.. في مصر.. وليس في أي مكان آخر في العالم، ولكن هذه المرة ستلفظ أرض مصر كنوزها وأسرارها، وإننا على موعد ليس قريبًا فحسب، بل يحدث الآن، فارتقبوا وانتظروا واحتسبوا.. "ألا إن نصر الله قريب" (214).