أكد الدكتور عمرو الهلالي، أن الحل الوحيد لمواجهة أي عدوان خارجي على لبنان هو بناء دولة وطنية موحدة وقوية.
وأضاف، في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم، أن الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل على لبنان تثبت أهمية وجود جيش واحد ورئيس واحد يحكم البلاد، مع تطبيق قانون عادل يطبق على الجميع دون تفرقة أو محسوبية. وشدد على أن هذه هي الخطوة الأولى لمواجهة أي اعتداء خارجي.
وأشار الهلالي إلى أن التعليقات التي نراها من بعض الفصائل اللبنانية حول استهداف إسرائيل لحزب الله، والتي تتسم بالتشفي، تعكس انقسام الساحة اللبنانية. وتابع بالقول إن اللبنانيين اليوم يدفعون ثمن التفرق والطائفية، والتي تعود جذورها إلى اتفاقية الطائف التي قسمت المناصب السياسية بناءً على الطائفة والدين، بدلاً من التركيز على المواطنة والكفاءة.
وأضاف الهلالي أن هذا النظام الذي استمر لعقود حول مؤسسات الدولة إلى حصص مقسمة بين الفصائل، دون أي محاولة لتغيير هذا المبدأ البالي. كما انتقد عدم قدرة القوى السياسية اللبنانية على التوافق بشأن انتخاب رئيس للبلاد، وهو ما أدى إلى فراغ سياسي استمر لفترة طويلة، مما عمّق الأزمة التي يمر بها لبنان اليوم.
ودعا الهلالي اللبنانيين إلى التعلم من التجربة الفلسطينية، حيث لم تشهد القضية الفلسطينية أي تقدم سوى بعد تحقيق مصالحة وطنية شاملة بين الأطراف المختلفة.
وأوضح أن التوصل إلى هذا النوع من المصالحة، حتى لو كان مؤقتًا، هو السبيل الوحيد لإعادة الوحدة الوطنية والوقوف في وجه الاعتداءات الخارجية.
واختتم الهلالي حديثه بدعوة القوى السياسية اللبنانية إلى إعادة بناء وطن جديد قائم على مبدأ المواطنة، والاعتماد على قوة مسلحة واحدة تمثل الدولة فقط. وأكد أن عقدًا اجتماعيًا جديدًا يجب أن يزيل الفوارق الطائفية والسياسية، إذا ما أرادت لبنان استعادة مكانتها الطبيعية بين دول المنطقة.