بليغ حمدي..«العبقري» بين حب وردة وانتحار «سميرة مليان»

الاثنين 07 أكتوبر 2024 | 07:31 صباحاً
بليغ حمدي
بليغ حمدي
كتب : محمد أحمد أبو زيد

شاب نحيل، ذو ملامح حزينة وعيون تحمل في طياتها الشجن، بمجرد أن يلمس أوتار "العود" يتنقل بك إلى عوالم من السحر الموسيقي. بليغ حمدي، الذي وصفه الشاعر كامل الشناوي بـ"بيتهوفن الشرق" و"أمل مصر في الموسيقى"، لم يكن مجرد ملحن، بل كان حالة فنية نادرة تجسد عبقرية موسيقية لا تتكرر.

ولد بليغ في 7 أكتوبر 1931 في حي شبرا بالقاهرة، كان والده، عبد الحميد حمدي، أستاذاً للفيزياء، بينما ورث بليغ شغفه بالفن من والدته التي كانت تهوى الشعر والغناء. 

ظهرت موهبته الموسيقية منذ صغره، وعندما بلغ العاشرة، طلب من والده عوداً ليبدأ مشواره مع أغنية "يا وابور قولي رايح على فين" لـمحمد عبد الوهاب، تعلم بليغ على يد الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي، وكان صديقه في الطفولة الشاعر صلاح جاهين.

توفي والده وتركه في سن 12 وتولت والدته وشقيقته رعايته، ورغم التحاقه بكلية الحقوق بناءً على رغبة شقيقته صفية، فإن الموسيقى كانت عشقه الأول، والتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى وتفرغ للتلحين بعد أن ترك دراسة الحقوق في السنة النهائية.

انطلاقة فنية

كانت بداية بليغ مع الغناء عندما اعتمدته إذاعة القاهرة مطرباً، وسجل عدة أغنيات منها "قلبي من الشوق سهران"، لكن التلحين كان يجري في عروقه، وسرعان ما تخلى عن الغناء وركز على التأليف الموسيقي، وجاءت انطلاقته الحقيقية مع أغنية "ليه فاتني ليه" التي غنتها فايدة كامل، تلتها عدة ألحان ناجحة منها "متحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد.

في 1957، بدأت مسيرته مع عبد الحليم حافظ بأغنية "تخونوه"، واستمر التعاون بينهما ليقدما معاً روائع مثل "عدى النهار" و"جانا الهوى"، كما قدّم 4 أغاني من الفلكلور الشعبي لعبد الحليم، منها "سواح" و"على حسب وداد".

التعاون مع الكبار

كان محمد فوزي أول من عرف بليغ على أم كلثوم، التي لحن لها أغنية "حب إيه" في 1960، ليغير بها بليغ أسلوب كوكب الشرق في الغناء.

 وتوالت الروائع منها "أنساك"، "سيرة الحب"، و"ألف ليلة وليلة"، وتعاون مع شادية في "قولوا لعين الشمس"، ومع وردة الجزائرية التي أحبته وقدم لها أجمل ألحانه منها "العيون السود" و"حكايتي مع الزمان".

كما قدّم بليغ ألحاناً لعدد من النجوم مثل صباح، محمد رشدي، ونجاة الصغيرة، وكان مكتشفاً لعدة مواهب شبابية مثل هاني شاكر وسميرة سعيد.

قصة حب ومأساة

بليغ عاش قصة حب شهيرة مع وردة الجزائرية، ولكن دبت الخلافات بينهما ورغم وقوع الطلاق بعد ست سنوات، ظل الحب قائماً بينهما حتى وفاته، وكانت حادثة انتحار المغربية سميرة مليان من شرفة منزل بليغ عام 1984 أكبر مأساة في حياته، ما أجبره على الهروب إلى باريس، قبل أن يحصل على البراءة بعد 5 سنوات.

الرحيل والخلود

عاد بليغ إلى مصر في 1990، لكن سنوات الغربة أثرت عليه بشدة. وفي 12 سبتمبر 1993، رحل بليغ عن عالمنا بعد صراع مع سرطان الكبد، تاركاً إرثاً موسيقياً خالداً، رحل وبقيت ألحانه تعيش في وجدان المصريين، وموسيقاه تدق في قلوب محبيه.