ما حكم غُسْل يوم الجمعة؟.. الإفتاء تجيب

الجمعة 04 أكتوبر 2024 | 10:11 صباحاً
الإغتسال
الإغتسال
كتب : محمود عبد الرحمن

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الغسل يوم الجمعة سُنَّة للمسلمين الذين يحضرون الصلاة، حتى لو لم يكن واجبًا عليهم كالصبيان والنساء، وقد أشار الفقهاء إلى أن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلم بالغ وعاقل، وبالتالي لا تجب على الصبي أو المرأة أو المسافر أو المريض.

استحباب الغسل

كما أوضحت الدار أن الغسل يوم الجمعة يندرج تحت مسمى السُّنَّة والاستحباب، وليس الوجوب، وهو ما يتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة، وذهب بعض الفقهاء، كظاهرية الإمام أحمد، إلى القول بوجوب الغسل.

واستندت الفتوى إلى عدة أدلة من السنة والقرآن تؤكد أن غسل يوم الجمعة، حيث قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجُمُعة: 9).

وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ سياقَ الآية يُشير إشارةً خفيَّة إلى عدمِ وجوبِ الغُسل، وذلك لأنَّه لم يَذكُر نوعُ طهارةٍ عندَ السَّعي بعدَ الأذان، ومعلومٌ أنَّه لا بدَّ من طُهرٍ لها، فيكون إحالةً على الآية الثانية العامَّة في كلِّ الصلواتِ: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ... [المائدة: 6] الآية؛ فيُكتَفَى بالوضوءِ، وتَحصُل الفضيلةُ بالغُسلِ.

جاء في الدليل على غسل يوم الجمعة من السُّنَّة: عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن تَوضَّأَ، فأَحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمَعَ، وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بَينَه وبينَ الجُمُعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، ومَن مسَّ الحَصَى فقدْ لغَا»، وَجْهُ الدَّلالَةِ: فيه دليلٌ على أنَّ الوضوءَ كافٍ للجُمُعةِ، وأنَّ المقتصِرَ عليه غيرُ آثمٍ ولا عاصٍ؛ فدلَّ على أنَّ الأمْرَ بالغُسلِ محمولٌ على الاستحبابِ.

اقرأ أيضا