يعرف أين يخبئ كلماته وكأنه الوحيد الذي يملك مفتاح الكلمات وسر مكانها، يخرج منها ما يشاء عندما يحين وقتها، ليصنع بها أغنية أو تتر مسلسل يبقى أبد الدهر، هو صاحب "بوابة الحلواني" ونظرية "اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني"، ويواسي"أرابيسك" الذي سرق منه الزمن سنوات عمره بـ"ينفلت من بين إيدينا الزمان/ كأنه سحبة قوس فى أوتار كمان"، بينما في "المال والبنون" يخبر" سلامة فراويلة" أن "المال تجيبه الريح وتاخده الهوايل/ أما البنون يوم الحساب بيفوتونا" وفي مسلسل "الأيام" يفتش في أيام طه حسين ويكتب "ماشى فى طريق الشوك/ ماشى لكن قلبى مطرح ما يمشى بيبدر الأحلام"، وقبل أن تفيق من دهشة كلماته يغصوص بك داخل "ليالي الحلمية" ويصنع لك حالة من الشجن والحنين ويجعلك تردد خلفه "متسرسبيش يا سنينا من بين أيدينا"، هو الشاعر الكبير سيد حجاب.
النشأة
ولد سيد حجاب على ضفاف بحيرة المنزلة في مدينة المطرية بالدقهلية، وهى مدينة الصيادين التي كان لها تأثير كبير في تشكيل وجدانه منذ طفولته، فقد كانت المدينة غنية بالثقافة الشعبية والتراث، والتي انعكست لاحقًا على شعره، كان والده شاعرًا ومحبًا للثقافة، مما جعله يتعرض منذ الصغر للغة الشعر والسرد الشعبي، وساعده هذا التنوع الثقافي على تكوين نظرته الخاصة للشعر والحياة.
البدايات عند سيد حجاب
بعد الانتهاء من تعليمه الثانوي، التحق سيد حجاب بكلية الهندسة، لكنه شعر أن مستقبله الحقيقي يكمن في الشعر، فقرر أن يترك الهندسة ويتفرغ لكتابة الشعر، خاصة العامية التي رأى فيها التعبير الأفضل عن هموم وتطلعات الناس، بدأ في نشر قصائده في الصحف والمجلات الأدبية، ولفت الأنظار إليه بسرعة بفضل قدرته على تصوير الحياة اليومية والمشكلات الاجتماعية بطريقة بسيطة لكنها مؤثرة، واشتهر بقصائده التي تعكس هموم المهمشين وتعبر عن طموحاتهم وآمالهم، واستلهم قصائده من الحياة اليومية، ولم تكن أشعاره مجرد كلمات، بل كانت مرآة للمجتمع، تحاكي أوجاع البسطاء وأحلامهم.
الرحلة
برز سيد حجاب بشكل كبير في الشعر الغنائي، إذ تعاون مع كبار الملحنين والمطربين أبرزهم بليغ حمدي، وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، وكتب العديد من الأغاني الوطنية والاجتماعية التي ارتبطت بفترات التحول في مصر. وتغنى بكلماته كبار المطربين أبرزهم وردة وعلي الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضي، ومحمد منير، وكتب أشعار العديد من الفوازير أبرزها فوازير شريهان.
صاحب أشهر تترات
عُرف سيد حجاب بشكل خاص من خلال أغانيه التي غنتها كبار المطربين، كما كتب كلمات العديد من تترات المسلسلات أبرزها "ليالي الحلمية"، "الوسية"، و"أرابيسك"، و"أبنائي الأعزاء شكراً" و "الشهد والدموع" واستطاع أن يمزج بين الشعر والموسيقى ليصنع أغاني تعبّر عن روح الزمن وتلهم الناس بألحانها العذبة وكلماتها العميقة.
جوائز وتكريمات
حصل سيد حجاب على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته، وكان عضوًا في العديد من المجالس والمؤسسات الثقافية، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الثقافية سواء داخل مصر أو خارجها.
النهاية
توفي سيد حجاب في 25 يناير 2017 بعد مشوار طويل حتى بات من أهم الشعراء الذين أثروا في الأدب المصري والعربي، ولم يقتصر تأثيره على جيله بل امتد ليشمل أجيالًا من الشعراء والمثقفين الذين تأثروا بأسلوبه ورؤيته، رحل "حجاب" بينما يبقى حضوره حيًا في كل تتر غنائي وقصيدة كتبها لتبقى شاهدة على إبداعه وتفرده.