طبقة الأوزون هي عبارة عن درع هش من الغاز تحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، وبالتالي تساعد في الحفاظ على الحياة على الكوكب، حيث يعد بروتوكول مونتريال الموقع في 16 سبتمبر 1987 إنجازاً تاريخيا إذ يمثل أول عمل جماعي عالمي حقيقي حول البيئة يهدف الى درء الأخطار المحيطة بالبشرية.
لم يساعد التخلص التدريجي من الاستخدام المُحكم للمواد المستنزفة للأوزون والاختزال ذات الصلة على حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة فحسب، بل أسهم كذلك إسهاماً كبيراً في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ؛ وعلاوة على ذلك، فإنه يحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض.
في 16 سبتمبر 1994 ، أعلنت الجمعية العامة ، القرار رقم 49/114 اليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون احتفالاً بتاريخ التوقيع على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في 16 سبتمبر 1987.
نحتفل هذا العام باليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون ليس فقط بالإنجازات التي تحققت حتى الآن فحسب، بل نتطلع أيضًا إلى المستقبل من أجل اتخاذ إجراءات أعمق وأسرع لصالح الناس والمناخ والكوكب بموجب بروتوكول مونتريال وقد قال أنطونيو غوتيريش عن الاحتفال ، دعونا، في هذا اليوم العالمي للأوزون، نلتزم بصنع السلام مع كوكبنا، دعونا نلتزم بالبناء على نجاح بروتوكول مونتريال لإظهار ما يمكن أن يحققه التعاون الدولي عندما يكون في أفضل حالاته.
وقاد الدكتور مصطفى كمال طلبة، أحد مسؤولي الأمم المتحدة والذي يعتبر أبا بروتوكول مونتريال، الاتفاقية، حيث يُعرف بروتوكول مونتريال على نطاق واسع بأنه أحد أقسام أنجح معاهدة بيئية في العالم، ولد الدكتور طلبة في 8 ديسمبر 1922 وتوفي في جنيف في 28 مارس 2016، كان أستاذًا وعالمًا رئيسيًا، وهو عالم مصري بارز يتذكر العالم الشرقي والغربي رسائله اللامعة في المجال البيئي، شغل مناصب أكاديمية وسياسية عليا في مصر وأحصته جميع المحافل الدولية كمؤسس لمفهوم الدبلوماسية البيئية، حيث قام بمهام رسمية في وزارة الشباب والاتصالات، وعلى المستوى الإقليمي، كان أول رئيس لمجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية، كما عُين مديرًا تنفيذيًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمدة 17 عامًا، ولقد حظي الدكتور طلبة المولود في مصر بالثناء على قيادته في توجيه اتفاقية فيينا السابقة بالإضافة إلى عمله الرائد في بروتوكول مونتريال.
وهو ينتمي إلى جيل من موظفي الخدمة المدنية الدولية الذين قادوا المنظمات والبرامج الدولية بفعالية وكانوا قادرين أيضًا على تغيير عملية صنع السياسات الدولية، ومع ذلك، لا يزال إرثه القوي والمثير للإعجاب منتشرًا من خلال عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمهام التي أنجزتها وزارات البيئة في جميع أنحاء العالم، والأدوار الحاسمة التي اضطلع بها الدكتور طلبة كأستاذ جامعي وكمدير عالمي لملف ذي أهمية ملحة، لقد أثر عمله ولا يزال يؤثر على البيئة العالمية، وخاصة تغير المناخ حيث تم التوقيع علي اتفاق باريس وفقا للنهج الذي اتبعه الدكتور مصطفى كمال طلبة في اتفاقية فينا وبرتكول مونتريال.
حيث عقدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أول مؤتمر عالمي لتغير المناخ في عام 1979، وفي عام 1988 أنشأ برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لفرز العلوم المتعلقة بتغير المناخ، تم تنظيم مؤتمر المناخ العالمي الثاني بشكل مشترك من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في أكتوبر 1990 وكان خطوة حيوية نحو معاهدة المناخ العالمية الذي مهد الطريق لإنشاء اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مؤتمر قمة الأرض ، ريو 1992.
إن بروتوكول مونتريال يشكل نموذجاً للتعاون، وهو نتاج للاعتراف والإجماع الدولي بأن استنفاد الأوزون يشكل مشكلة عالمية، سواء من حيث أسبابه أو آثاره، والبروتوكول هو نتاج عملية غير عادية من الدراسة العلمية، والمفاوضات بين ممثلي مجتمع الأعمال والبيئة، والدبلوماسية الدولية، وهو إنجاز هائل.
فلم يسبق أن اتفقت كل الدول الصناعية والنامية على استراتيجية عالمية موحدة تخاطب مشكلة بيئية مشتركة لحماية كوكب الأرض والحفاظ على سلامة البيئة وصحة الإنسان لصالح هذا الجيل والأجيال القادمة، كما أنها تعد أول اتفاقية في مجال حماية البيئة تحظى بموافقة كل دول العالم، وقد بلغ عدد أطراف بروتوكول مونتريال أكثر من 197 طرف.
إن مصدر التهديد للحياة يأتي نتيجة أعمال وتكنولوجيا ابتدعها الإنسان مع تطور الحياة المدنية واستحداث مواد كيميائية جديدة بالإضافة إلى مجموعة من الممارسات البسيطة في الحياة اليومية العادية لإنسان القرن العشرين، مما نتج عنه زيادة انبعاث الغازات من المواد المسببة.
وقد تعهدت جميع الأطراف على ضرورة اتخاذ خطوات فعالة لمنع إطلاق المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وضرورة تقديم الدعم المادي والفني للدول النامية بهدف مساعدتها على الوفاء بالتزاماتها في التخلص من استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وفقا للجداول الزمنية التي يحددها بروتوكول مونتريال وقد توصل العالم في خلال السنوات الماضية إلى إيجاد بدائل فعالة واقتصادية لإحلال المواد الصديقة للبيئة بدلا من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في مختلف القطاعات.
كما يعتبر بروتوكول مونتريال أيضاً الأداة القانونية في مجال حماية طبقة الأوزون، حيث يحدد التزامات الدول الأطراف في البروتوكول بشأن تجميد وتخفيض والتخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وفقا الجدول زمني محدد، كما يحدد آليات التعامل والتبادل التجاري بشأن تلك المواد مع الدول غير الأعضاء.
قال عنه الرئيس رونالد ريجان، بروتوكول مونتريال، الذي تم الانتهاء منه في عام 1987، هو اتفاق عالمي لحماية طبقة الأوزون الستراتوسفيرية من خلال التخلص التدريجي من إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون، والمواد المستنفدة للأوزون هي مواد كانت تستخدم عادة في منتجات مثل الثلاجات ومكيفات الهواء وطفايات الحريق والهباء الجوي، وقد أثبت بروتوكول مونتريال أنه مبتكر وناجح، وهو أول معاهدة تحقق التصديق العالمي من قبل جميع بلدان العالم، وباستغلال هذه المشاركة العالمية، حفز بروتوكول مونتريال الاستثمار العالمي في التقنيات البديلة، التي طورت العديد منها شركات أمريكية، ووضع طبقة الأوزون، التي كانت في خطر، على مسار الإصلاح.
إن طبقة الأوزون تعمل على تصفية الأشعة فوق البنفسجية الضارة، والتي ترتبط بزيادة انتشار سرطان الجلد وإعتام عدسة العين، وانخفاض الإنتاجية الزراعية، وتعطيل النظم البيئية البحرية، وقد صادقت الولايات المتحدة على بروتوكول مونتريال في عام 1988 وانضمت إلى جميع التعديلات الخمسة اللاحقة للبروتوكول، وكانت الولايات المتحدة رائدة في إطار البروتوكول طوال وجوده واتخذت إجراءات محلية قوية للتخلص التدريجي من إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون مثل مركبات الكلورو فلورو كربون والهالونات، وقد منع التخلص التدريجي من المواد المستنفدة للأوزون ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة يصل إلى 2.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن مع حماية البشر أيضًا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ومع التنفيذ الكامل لبروتوكول مونتريال، تقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية أن الأمريكيين المولودين بين عامي 1890 و2100 من المتوقع أن يتجنبوا 443 مليون حالة من سرطان الجلد، وحوالي 2.3 مليون حالة وفاة بسرطان الجلد، وأكثر من 63 مليون حالة من إعتام عدسة العين، مع فوائد أكبر في جميع أنحاء العالم، وتشير تقديرات لجنة التقييم العلمي التابعة لبروتوكول مونتريال إلى أنه مع تنفيذ بروتوكول مونتريال يمكننا أن نتوقع التعافي شبه الكامل لطبقة الأوزون بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين.
لقد لعبت الولايات المتحدة دوراً فعالاً في التفاوض على بروتوكول مونتريال، ففي سبعينيات القرن العشرين، بدأت الأدلة تظهر على أن مركبات الكلوروفلوروكربون، التي كانت تستخدم في المنتجات المنزلية اليومية مثل مكيفات الهواء والثلاجات، كانت تستنزف طبقة الأوزون الواقية للأرض وتزيد من مستوى الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح كوكبنا، ودعت الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وأصحاب المصلحة، إلى فرض ضوابط صارمة على إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون، وعززت التعاون الدولي، وبنت إجماعاً على التخلص التدريجي من المواد المستنفدة للأوزون، ووافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على تصديق الولايات المتحدة على بروتوكول مونتريال في عام 1988، واستمرت المعاهدة في تلقي الدعم من الحزبين لأكثر من ثلاثين عاماً، وعلى مدار تاريخه، تلقى بروتوكول مونتريال دعم الغالبية العظمى من الصناعة الأميركية فضلاً عن المدافعين عن البيئة.
تعديل ،كيجالي لبروتوكول مونتريال، في عام 2016، اعتمدت الأطراف في بروتوكول مونتريال ، تعديل ،كيجالي ، حيث كان الهدف من تعديل ،كيجالي هو الحد من إنتاج واستهلاك مركبات الهيدروفلوروكربون HFCs على مستوى العالم، وتُعَد مركبات الهيدروفلوروكربون بدائل واسعة الاستخدام للمواد المستنفدة للأوزون مثل مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون HCFCs والكلوروفلوروكربون CFCs، والتي تخضع بالفعل للرقابة بموجب البروتوكول، وتُعَد مركبات الهيدروفلوروكربون غازات دفيئة قوية، ومن المتوقع أن يؤدي التنفيذ العالمي لتعديل ،كيجالي إلى تجنب ارتفاع درجات الحرارة بمقدار نصف درجة مئوية بحلول عام 2100.
لقد لعبت الولايات المتحدة دوراً قيادياً حاسماً في اعتماد تعديل ،كيجالي في عام 2016، وقد أدت الدبلوماسية الأميركية المكثفة في السنوات التي سبقت اعتماد التعديل إلى خلق الدعم السياسي الدولي اللازم للوصول إلى توافق في الآراء بشأن إضافة التزامات التخفيض التدريجي على مركبات الهيدروفلوروكربون إلى بروتوكول مونتريال،تمت المصادقة عليه تعديل ،كيجالي في عام 2022.
إن هذا التعديل يخلق حالة من اليقين في السوق ويفتح الأسواق الدولية أمام التكنولوجيا الجديدة الأفضل للبيئة، دون المساس بالأداء، وهو يدعو جميع البلدان إلى خفض إنتاجها واستهلاكها من مركبات الهيدروفلوروكربون تدريجياً في العقود المقبلة باستخدام النهج المرنة والمبتكرة والفعّالة التي استخدمها بروتوكول مونتريال لأكثر من ثلاثة عقود، وقد أيد أصحاب المصلحة العالميون اعتماد تعديل ،كيجالي، بما في ذلك الشركات الأميركية الكبرى العاملة في القطاعات ذات الصلة، كما يقدم خفض إنتاج مركبات الهيدروفلوروكربون فرصة للدول لتعظيم فائدة تعديل ،كيجالي من خلال تحسين كفاءة الطاقة في التبريد وتكييف الهواء، وتقدر الأمم المتحدة للبيئة أن هذا قد يضاعف فائدة تعديل ،كيجالي.
وقد وجد أن عدداً من المواد الكيميائية الشائعة الاستخدام يضر بشدة بطبقة الأوزون، مركبات الهالوكربونات هي مواد كيميائية ترتبط فيها ذرة كربون أو أكثر بذرة واحدة أو أكثر من الهالوجين الفلور، الكلور، البروم أو اليود، وعادة ما تكون الهالوكربونات التي تحتوي على البروم أعلى بكثير من استنفاد الأوزون من تلك التي تحتوي على الكلور، والمواد الكيميائية التي صنعها الإنسان والتي وفرت معظم الكلور والبروم من أجل استنفاد طبقة الأوزون هي بروميد الميثيل وكلوروفورم الميثيل ورابع كلوريد الكربون وأسر المواد الكيميائية المعروفة باسم الهالونات ومركبات الكربون الكلورية فلورية ومركبات الهيدروكلوروفلوروكربون.
وكانت اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون هي الدفع للتأكيد العلمي لاستنفاد طبقة الأوزون ومحفزا للمجتمع الدولي إلى إنشاء آلية للتعاون لاتخاذ إجراءات لحماية طبقة الأوزون، وقد تم إضفاء الطابع الرسمي على ذلك في اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون التي اعتمدها ووقع عليها 28 بلداً في 22 مارس 1985، وفي سبتمبر 1987، أدى ذلك إلى صياغة بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
ان الهدف الرئيسي لبروتوكول مونتريال هو حماية طبقة الأوزون من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة الإنتاج العالمي واستهلاك الإجمالي للمواد المستنفدة للاوزون، مع الابقاء على الهدف النهائي المتمثل في القضاء على هذه المواد عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة،كما يتمحور بروتوكول مونتريال حول عدة مجموعات من المواد المستنفدة للأوزون، والتي تم تصنيفها لمجموعات من المواد الكيميائية وفقا للعائلة الكيميائية المدرجة تحتها في مرفقات نص بروتوكول مونتريال الذي يتطلب السيطرة على ما يقرب من مائة من المواد الكيميائية في عدة فئات، وتحدد المعاهدة لكل مجموعة من هذه المواد جدولاً زمنياً للتخلص التدريجي من إنتاجها واستهلاكها، وذلك بهدف القضاء عليها في نهاية المطاف تماماً.
والجدول الزمني الذي حدده بروتوكول مونتريال ينطبق على استهلاك المواد المستنفدة للأوزون، ويتم تعريف الاستهلاك بإنه مجموع الكميات المنتجة والمستوردة منقوص منها الكميات التي يتم تصديرها في أي سنة من السنوات من نفس المواد، اضافة الى المواد التي تم التحقق من التخلص منها وتدميرها،كما ان خفض نسبة الاستخدام لمادة معينة متعلق بنسبة استخدام هذه المادة خلال العام الواحد، فالبروتوكول لا يحظر استخدام المواد الخاضعة للرقابة المعاد تدويرها أو الموجودة خارج مواعيد التخلص التدريجي.
وهناك بعض الاستثناءات القليلة للاستخدامات الأساسية حيث لم يتم العثور على بدائل مقبولة، على سبيل المثال، في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المستخدمة لعلاج الربو وغيرها من مشاكل في الجهاز التنفسي أو اجهزة اطفاء الحرائق الناجمة عن التماسات الكهربائية المستخدمة في الغواصات والطائرات.
ان التقدم في تنفيذ بروتوكول مونتريال يتم بوتيرة جيدة في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على السواء، قد تم الالتزام بجميع الجداول الزمنية وحتى قبل الموعد المحدد في بعض الحالات، وتم تركز الاهتمام في البداية على المواد الكيميائية ذات الضرر العالي المسببة لإستنفاد الأوزون بما في ذلك مركبات الكربون الكلورية فلورية والهالونات، وكان الجدول الزمني للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية أكثر استرخاء بسبب ضعف إمكانية هذه المواد على استنفاد الأوزون ، كما جرى استخدام هذه المواد كبدائل انتقالية للمركبات الكربون الكلورية فلورية.
ولالفعل تم عرض جدول زمني للتخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون في عام 1992 على البلدان المتقدمة والنامية، بغرض تجميد التداول بهذه المواد نهائيا في عام 2015، والتخلص النهئي من هذه المواد بحلول عام 2030 في البلدان المتقدمة وفي عام 2040 في البلدان النامية.
وفي 16 سبتمبر 2009، أصبحت اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال أول معاهدتين في تاريخ الأمم المتحدة لتحقيق التصديق العالمي، وقد توصلت الأطراف في بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون إلى اتفاق في اجتماعها الثامن والعشرين للأطراف في 15 أكتوبر 2016 في ،كيجالي ورواندا للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية.
خلاصة ذلك ، إن بروتوكول مونتريال لعام 1987 بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون يشكل اتفاقية تاريخية نجحت في الحد من الإنتاج العالمي للمواد المستنفدة للأوزون واستهلاكها وانبعاثاتها، كما تعد المواد المستنفدة للأوزون من الغازات المسببة للانحباس الحراري والتي تساهم في التأثير الإشعاعي لتغير المناخ، وباستخدام الانبعاثات التاريخية للمواد المستنفدة للأوزون وسيناريوهات الانبعاثات المحتملة، نبين أن مساهمة المواد المستنفدة للأوزون في التأثير الإشعاعي كانت لتكون أكبر كثيراً على الأرجح لو لم يتم الاعتراف بالارتباط بين المواد المستنفدة للأوزون واستنفاد الأوزون في طبقة الستراتوسفير في عام 1974 وما تلاه من سلسلة من اللوائح، إن الحماية المناخية التي حققها بروتوكول مونتريال وحده أكبر كثيراً من هدف الحد من الانبعاثات في فترة الالتزام الأولى لبروتوكول كيوتو، ومن الممكن تحقيق فوائد مناخية إضافية كبيرة مقارنة بهدف الحد من الانبعاثات في بروتوكول كيوتو من خلال اتخاذ إجراءات بموجب بروتوكول مونتريال، من خلال إدارة انبعاثات غازات الفلوروكربون البديلة و/أو تنفيذ غازات بديلة ذات إمكانات أقل في الاحترار العالمي
وقد تم صياغة سيناريوهات جديدة لتنظيم المواد المستنفدة للأوزون في المستقبل بالإضافة إلى السيناريو الأساسي لأن الأطراف في بروتوكول مونتريال أقرت باهتمامها بزيادة فائدتها المزدوجة للأوزون وحماية المناخ، وقد نظرت الأطراف في هذا الأمر لأول مرة في عام 1999 عندما تم التوقيع على بروتوكول كيوتو ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد في ذلك الحين، وخلال الاجتماعات الدبلوماسية وفي القرارات، نظرت الأطراف في بروتوكول مونتريال في خيارات للتخفيف بشكل أكبر من استنفاد الأوزون مع الحد من التأثيرات المناخية، ومن الأمثلة المهمة ما يلي:
أ المزيد من تسريع التخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون واستخدام بدائل ذات دالة احترار عالمي منخفضة؛
ب جمع وتدمير المواد المستنفدة للأوزون الموجودة في "بنوك" من معدات التبريد وتكييف الهواء ومنتجات الرغوة العازلة للحرارة القديمة و
ج صياغة الجدوى الفنية والاقتصادية لمزيد من خفض انبعاثات المواد المستنفدة للأوزون الإجمالية
إن التخفيضات في انبعاثات المركبات التي تشهد بالفعل انخفاضاً في الانبعاثات أو المتوقع التخلص منها تدريجياً في العقود المقبلة، مثل مركبات الكلورو فلورو كربون ومركبات الهيدروكلورو فلورو كربون، سوف تكون أقل فعالية بشكل عام من تخفيضات المركبات التي تشهد تركيزات متزايدة أو انبعاثات متزايدة .
إن تسريع التخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون قد يزيد من استخدام مركبات الهيدروفلوروكربون كبدائل، وهو ما من شأنه أن يعوض، جزئيًا على الأقل، الفوائد المترتبة على هذا التسريع، ولكي يعمل تسريع التخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون على زيادة حماية المناخ، فلابد من تطوير أنظمة تبريد ذات دالة احترار عالمي أقل واستخدامها على نطاق واسع و/أو تحسين ممارسات احتواء المبردات وصيانتها لتقليل الانبعاثات في هذه الأنظمة، ولابد من الحفاظ على كفاءة الطاقة في الأنظمة أو تحسينها.
والبدائل المستخدمة حاليًا لاستبدال مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون هي مخاليط من مركبات الهيدروفلوروكربون ذات دالة احترار عالمي أعلى، ومع ذلك، وبدافع من التنظيم في أوروبا الذي سيتخلص تدريجيًا من المبردات ذات دالة احترار عالمي تزيد عن 150 في تكييف الهواء المتنقل خلال الفترة 2011-2017، استكشفت الشركات استخدام ثاني أكسيد الكربون ومركبات الهيدروفلوروكربون-152أ كمبرد لتكييف الهواء المتنقل وفي الآونة الأخيرة، أعلنت شركات الكيماويات عن بدائل جديدة من الفلوروكربون منخفضة الاحتباس الحراري العالمي لتحل محل مركب HFC-134a في تكييف الهواء المتنقل، وإذا أمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا الجديدة في تطبيقات أخرى لتوسيع المبردات والرغوة، فسوف يصبح من السهل تحقيق التخلص التدريجي السريع من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون والفوائد المناخية المرتبطة بها.
بناءً على النظر في الانبعاثات الإجمالية في التبريد والرغوة المطورة لسيناريو التخفيف IPCC، يمكن تقليل انبعاثات الكلورو فلورو كربون والهيدروكلورو فلورو كربون بمقدار 0.12 و0.34 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا على التوالي ، في عام 2015 مقارنة بعام 2002، مع تخفيضات إضافية مرتبطة بمقدار 0.30 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في انبعاثات HFC-23 المنبعثة كمنتج ثانوي لإنتاج HCFC-22. ستنبع هذه التخفيضات المحتملة في الانبعاثات بشكل أساسي من الاحتواء الأفضل في التبريد وتدمير بنوك المواد المستنفدة للأوزون.
يمكن للتقييمات العلمية والتقنية التفصيلية أن تزود صناع السياسات بالمعلومات اللازمة لضبط التخلص التدريجي السريع من HCFC للسماح بالاستخدامات المرغوبة لـ HCFC، مثل المواد الخام للبوليمرات الفلورية وفي التطبيقات الأخرى حيث تكون الانبعاثات قريبة من الصفر أو حيث توجد فوائد كبيرة لكفاءة الطاقة، يمكن تحقيق تخفيضات إضافية في انبعاثات مركبات الهيدروفلوروكربون بمقدار 0.44 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ سنويًا في عام 2015 مقارنة بعام 2002 من خلال الانتقال إلى مواد كيميائية بديلة أكثر أمانًا على كل من الأوزون والمناخ.
وبالتالي، توجد سيناريوهات معقولة وقد تم النظر فيها والتي يمكن أن تحقق تخفيضات في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئ للمواد المستنفدة للأوزون والغازات البديلة بحلول عام 2015 والتي تعتبر كبيرة مقارنة بهدف التخفيض في فترة الالتزام الأولى لبروتوكول كيوتو بمقدار 2 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ سنويًا .
وهناك خمسة تعديلات التي أدخلت على بروتوكول مونتريال وهي:
1 - تعديل لندن ، وذلك خلال الاجتماع الثاني لأطراف بروتوكول مونتريال عام 1990 الذي تم عقده بمدينة لندن - إنجلترا، تم الاتفاق على تأسيس الصندوق العالمي متعدد الأطراف للأوزون لتنظيم وتمويل مشروعات الاستبدال بالدول النامية، وقد تم التصديق على التعديل وصدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 313 لسنة 1992 بشأن الموافقة على التعديلات.
تعديل كوبنهاجن ، وذلك خلال الاجتماع الرابع الأطراف بروتوكول مونتريال عام 1992 الذي تم عقده بمدينة كوبنهاجن - الدانمارك، أضيفت تعديلات أخرى وكان أهمها وقف إنتاج الهالون عالميا ابتداء من الأول من يناير 1994، وقد تم التصديق على التعديل وصدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 80 لسنة 1994 بشأن الموافقة على التعديلات.
تعديل مونتريال، وذلك خلال الاجتماع التاسع الأطراف بروتوكول مونتريال عام 1997 والذي تم عقده بمدينة مونتريال - كندا، وكان أهمها إلزام أطراف في بروتوكول مونتريال باحكام الرقابة على استيراد وتصدير المواد الخاضعة للبروتوكول وكذلك المعدات والأجهزة التي تعتمد عليها وقد تم التصديق على التعديل وصدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 202 لسنة 2000 بشأن الموافقة على التعديلات.
٤ - تعديل بكين ، وذلك خلال الاجتماع الحادي عشر الأطراف بروتوكول مونتريال عام 1999 والذي تم عقده بمدينة بكين - الصين، وكان أهمها إضافة مادة بروموكلوروميثان لقوائم المواد المستنفدة للأوزون والخاضعة للرقابة، على أن يتم التخلص الكامل من انتاجها واستهلاكها بحلول عام 2002، وقد تم التصديق على التعديل وصدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 176 لسنة 2008 بشأن الموافقة على التعديلات.
٥- تعديل كيجالي ، حيث بدأ النقاش بشأن تخفيض المواد الهيدروفلوروكربونية في الاجتماع الحادى و العشرون الأطراف بروتوكول مونتريال والذي قامت مصر باستضافته عام 2009 واستمر النقاش حتى توصل الأطراف إلى اتفاق للخفض التدريجي لمركبات الهيدروفلوروكربون وذلك في الاجتماع الـ 28 للأطراف في 15 أكتوبر 2016 في كيجالى عاصمة دولة رواندا، ويعتبر الاتفاق الناجح بشأن تعديل كيجالى استمرارا للإرث التاريخي لبروتوكول مونتريال
حيث تستخدم المركبات الهيدروفلوروكربونية عادة كبدائل للمواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وبرغم ان هذه ليست مواد مستنفدة للأوزون بحد ذاتها، فإنها تعد من الغازات الدفيئة التي لها إمكانيات احترار عالمي عالية أو عالية جدا تصل إلى 13800 مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وقد تم اعتماده خلال اجتماع الأطراف الثامن والعشرين والذي تم عقده بمدينة كيجالي - رواندا خلال الفترة من 10 - 14 أكتوبر 2016 ودخل تعديل كيجالى حيز التنفيذ في 1 يناير 2019 وكان هذا مشروطاً بتصديق على الأقل ۲۰ طرفا في بروتوكول مونتريال وقد تم هذا بالفعل علما بأن عدد الأطراف المصدقين على تعديل كيجالي حتى مارس 2021 وصل إلى أكثر من 114 طرفاً حسب احصائيات برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، حيث يهدف التعديل إلى إدراج المركبات الهيدروفلوروكربونية HFC's ضمن جداول المواد الخاضعة لرقابة البروتوكول والخفض التدريجي لاستهلاك هذه المواد لكونها من أقوى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى مسئولية بروتوكول مونتريال عن تزايد استهلاك هذه المواد نتيجة لاستخدامها كبدائل للمواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
والمواد التي يشملها التعديل تستخدم في نواحي عديدة أهمها صناعة معدات تكييف الهواء وأجهزة التبريد والرغاوى الإسفنجية ومواد العزل الحراري والأيروسولات وأجهزة اطفاء الحريق ، ونجد ان المركبات الهيدروفلوروكربونية لا تنتج محليا وانما يتم استيرادها من خارج مصر ويتوفر بالأسواق العالمية والمحلية العديد من البدائل ويراعى عند اختيار المواد البديلة أن تكون صديقة للمناخ ذات معامل احترار عالمى منخفض وتحقق الكفاءة والخفض في استهلاك الطاقة.
يعبر عن الانتاج والاستهلاك والواردات والصادرات والانبعاثات، وكذلك خطوط أساس الاستهلاك للمركبات الهيدروفلوروكربونية بمكافئات ثاني أكسيد الكربون.