أطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسة حياة كريمة والهلال الاحمر المصري، حملة "إيد واحدة"، وهي مبادرة تنموية شاملة تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة لمليون ونصف المليون أسرة من الأسر الأكثر احتياجًا في مختلف محافظات الجمهورية.
تأتي هذه الحملة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين التحالف ووزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسة حياة كريمة والهلال الأحمر المصري، وذلك بهدف تعزيز مظلة الحماية الاجتماعية وتحسين جودة حياة الفئات الأكثر احتياجاً.
وقال هاني عبد الفتاح، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صُناع الخير، إن حملة «إيد واحدة»، ليست مقتصرة على تقديم الدعم الغذائي للأسر الأكثر احتياجًا فقط، بل إن الحملة تستهدف تقديم العديد من الخدمات التي تساهم في إعلاء الوطن والارتقاء بمستوى الأسر الأكثر احتياجًا، فبالتوازي مع محور تأمين المواد الغذائية، هناك محور التمكين الاقتصادي، الذي من خلاله تم إطلاق دورات جديدة في مراكز استدامة لدعم السيدات القرويات بالمحافظات، فضلًا عن تقديم الخدمات الصحية والتعليمية وإقامة معارض للملابس، وحملات التوعية.
وأشار هاني عبد الفتاح، في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، إلى أن خطوات المبادرة الأولى كانت من خلال تجهيزات فرق العمل لكل مؤسسات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، لمخازن المؤسسات، لافتًا إلى أنه بالنسبة لمؤسسة صناع الخير قامت في البداية بالتعبئة وتسيير القوافل إلى محافظة البحيرة، مشيرًا إلى أن القوافل كانت تحمل كراتين مواد غذائية، ووزن الكرتونة الواحدة 14 كيلو مشكلة من المواد الغذائية الأكثر أهمية للأسرة، مثل الأرز والسكر والزيت والبقوليات والمكرونة.
وأوضح "عبد الفتاح"، أن المرحلة الأولى من توزيع المواد الغذائية كانت بمحافظة البحيرة وشملت حوالي 30 طن مساعدات غذائية، وشملت التمكين الاقتصادي ومن خلاله تم إطلاق دورات جديدة في مراكز استدامة لدعم السيدات القرويات في محافظة الفيوم مركز يوسف الصديق، قرية دار السلام، مؤكدًا على أنه تم مضاعفة أعداد المستهدفين في الخدمات الطبية التي تقدمها مؤسسة صناع الخير.
وانسجاماً مع أهداف التحالف الوطني في تعزيز التكافل الاجتماعي ودعم الفئات الأولى بالرعاية، لاقت حملة «إيد واحدة»، العديد من التفاعل والدعم من مؤسسات المجتمع المدني، إذ نظمت مؤسسة صناع الحياة، عضو التحالف الوطني، معارض للملابس بمركزي دشنا وقنا، وقد شارك في تنظيم هذه المعارض أكثر من 70 متطوعاً من المؤسسة، واستفاد منهما أكثر من 1200 مستفيد.
فيما انطلق فريق عمل مؤسسة صناع الخير والمتطوعين إلى القرى الأشد احتياجا لبدء توزيع المواد الغذائية على الأسر فى منازلها بمدينة دمنهور ومنها إلى جميع أنحاء محافظة البحيرة، حيث تم استعراض اصطفاف شاحنات صناع الخير المحملة ب30 طن من المواد الغذائية وإعطاء إشارة البدء لفرق عمل المؤسسة وفرق المتطوعين للانطلاق نحو القرى الأشد احتياجا فى أنحاء المحافظة للبدء فى التوزيع على الأسر المستهدفة فى منازلها، أتى ذلك قبل أن تقوم مؤسسة أبو هشيمة الخير بتوزيع ألف كرتونة غذائية على الأسر الأولى بالرعاية بمحافظة بني سويف.
من ناحيتها أطلقت مؤسسة الجارحي، بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي بالفيوم، برنامجا وطنيا شاملا لتنمية مهارات الشباب وتأهيل معلمات الطفولة المبكرة بمحافظة الفيوم، وذلك بهدف تمكين الشباب: من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة للاندماج بفعالية في سوق العمل، وتعزيز قدراتهم على المنافسة في بيئة العمل المتغيرة، ورفع كفاءة معلمات الطفولة المبكرة: لتقديم رعاية وتعليم أفضل للأطفال، وتحسين منظومة الخدمات المقدمة للأطفال والنشء في محافظة الفيوم، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالم.
فيما أطلقت مؤسسة الجارحي، بالتعاون مع مديرية الطب البيطري بالفيوم، قافلة بيطرية مجانية بقرية شكشوك بمركز أبشواي، استهدفت القافلة فحص وعلاج نحو 400 رأس من المواشي بالقرية، وذلك بهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية وتحسين مستوى المعيشة لأهالي القرية، ويأتي ذلك بعد أن قامت جمعية الاورمان بتنظيم أنشطة إعمار وأنشطة طبية في محافظات الفيوم وسوهاج والغربية، حيث تم توصيل 30 وصلة مياه لأهالي، وقوافل طبية شاملة بأجمالي 640 مستفيد في محافظتي الغربية وسوهاج.
ولاقت مبادرة «إيد واحدة»، إشادة كبيرة من الأحزاب المصرية، حيث قال هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن مبادرة "إيد واحدة"، التي انطلقت بالتعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي، التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، مؤسسة حياة كريمة، والهلال الأحمر المصري، تهدف إلى تقديم دعم شامل لمليون ونصف أسرة من الأسر الأكثر احتياجًا في مختلف أنحاء الجمهورية، واصفًا المبادرة بأنها "نموذج" يحتذى به في العمل التطوعي والتكاتف المجتمعي.
وأكد "عبد العزيز" في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن المبادرة تأتي في وقت حرج، حيث تواجه العديد من الأسر ظروفًا اقتصادية صعبة بما يخفف من أعباء الحياة عن المواطن المصري من خلال توفير الدعم الغذائي والنقدي، كما تشمل تقديم الخدمات الصحية المتنوعة والبرامج التوعوية، مما يعزز من مستوى الوعي والتمكين الاقتصادي والمعرفي للمواطن المصري.
وأضاف هشام بأن المبادرة تعد ترجمة للدور الفاعل الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في المشاركة الفعالة في حملة "إيد واحدة".
وأكد أن هذا التعاون يعكس التزام المؤسسات بالمسؤولية المجتمعية ودورها الحيوي في بناء مجتمع أكثر عدالة وتنمية.
وأشار رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إلى أهمية توسيع دائرة الشراكة لتشمل مشاركة القطاع الخاص، مشددًا على أن هذه الشراكة تمثل نوعًا من المسؤولية المجتمعية للشركات العاملة في مصر، موضحًا أن القطاع الخاص يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز بناء الإنسان المصري.
من ناحيته قال ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن التحالف الوطني للعمل الأهلي، أصبح أحد سواعد الدولة المصرية القوية التى تستعين به فى مجهوداتها المختلفة لرفع معاناة المواطنين والتخفيف عنهم فى ظل ارتفاع التضخم وزيادة الأسعار الناتج عن الانخفاضات المتتالية فى سعر صرف الجنيه بالنسبة للدولار، لافتا إلى أهمية مبادرات التحالف المدنى ومنظماته الخيرية فى تمكين المواطنين الأشد احتياجا ومحدودى الدخل من مواجهة جشع التجار الذى لا يتوقف.
وأكد ناجى الشهابي في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن مبادرة «إيد واحدة» لها دور كبير فى التخفيف عن كاهل الأسر الاكثر احتياجا والأسر محدودة الدخل بما تقدمه للقرى المصرية وتحسين جودة الحياة بها من خلال تزويدها بالمواد الغذائية الحياتية والضرورية.
ويرى رئيس حزب الجيل ضرورة أن تركز مبادرة "ايد واحدة" على تحقيق أكبر استفادة للأسر الأكثر احتياجًا، من خلال الدقة في اختيار الأولى بالرعاية، منوها بضرورة المشاركة المجتمعية لجيش المتطوعين المنضمين للحملة فى تحقيق هذه الأهداف الرائعة بحيث، نجعل من هؤلاء المتطوعين، قوة دافعة للحملة تمكنها من النجاح، موضحًا أنه من الضروري أن يقوم المتطوع بالبحث الاجتماعي وطرق الأبواب لتقديم المساعدة والخدمات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، فضلًا عن الدعم المعنوي لهؤلاء من خلال المحادثات الودية التي تدور بينه وبين الأهالى الأكثر احتياجا، مما يحافظ على مشاعر المواطن وكرامته.
وأضاف "الشهابي" أنه من أهم الدروس المستفادة من مبادرة إيد واحدة هو ما يعبر عنه عنوانها من أن نكون بالفعل يدا واحدة، وهذا يعني شراكة حقيقية بين الأهالى والمتطوعين فى الحملة، موضحًا أنه من الضروري أن يتشارك الجميع في العبور من الأزمات التي تواجه الوطن.
وثمن رئيس حزب الجيل مبادرة «إيد واحدة»، داعيًا إلى المزيد من هذه المبادرات المجتمعية، لأنها بمثابة رسالة أمل للمجتمعات الريفية في مصر، على طريق تحسين جودة الحياة في القرى المصرية بما تسهم به وغيرها من مبادرات المجتمع الأهلى المصرى الخدمي في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على مستوى القرى المصرية ومن ثم على مستوى المحافظات.