أحمد سلام يكتب.. دار العودة

الاثنين 05 اغسطس 2024 | 06:12 مساءً
أحمد محمد سلام
أحمد محمد سلام
كتب : أحمد محمود سلام

كانت عبقرية الأستاذ محمد حسنين هيكل في حُسن اختيار الكلمات والتعبيرات ولأجل هذا ظل متوهجأ حتي النهاية وقد كان مثيرا أن يكون منقوشا علي واجهة مقبرته عبارة " دار العودة" بناء علي طلبه والأكثر إثارة أنه قد أوصي بأن أن يشيع من مسجد الحسين وأن يكون صوت الشيخ محمد رفعت في غرفته بعد أن تصعد روحه إلي بارئها وقد ووري الثري تاركا دار الفناء إلي دار العودة حيث لقاء الله.

تذكرت مقولة "دار العودة" عندما لقي الدكتور أحمد زويل ربه قبل ثمانية أعوام مساء الثلاثاء 2 أغسطس 2016 وقد أوصي بأن يدفن في ثري مصر .

لاحقاً اكتُشف أنه قد اشترى مقبرة في السادس من أكتوبر في طريق الواحات قبل ستة أشهر من الرحيل .وقد تم تجهيزها فور الإعلان عن وفاته وقد أيقن أن الرحلة تقترب من النهاية في ظل تداعيات المرض اللعين الذي ألم به ولأجل هذا حرص علي سرعة الإنتهاء من بناء مقبرته .

عندما يشعر المرء بدنو أجله يتأهب للقاء الله مؤمناً بأن دنيا الله هي الأبقي من دنيا فانية لاتبقي علي أحد .

الطريق إلى دار العودة يستبق بركض في الدنيا بحثاً عن متاعها القليل وفي النهاية يواري المرء الثري ولايصاحبه إلا عمله .

دار العودة هي المحطة الأخيرة ولابد للمرء أن يتأهب للقاء ربه لأن الموت يأتي بغته .

عند لقاء الله يصحب العمل المرء إلى القبر وتبقي الثروة موضع تناحر وتلك هي طبيعة البشر لمن لايدركون أن متاع الدنيا قليل .

في 17 فبراير عام 2015 رحل محمد حسنين هيكل صاحب تعبير دار العودة وطويت صفحته بعد عمر مديد وتجربة لها مالها وعليها وماعليها .

ينطبق الأمر على الدكتور أحمد زويل الذي سطر مجدا بعلمه وقد وجد في السفر للخارج مبتغاه بعد أن ضاقت مصر بأحلامه ليجد في الولايات المتحدة الأمريكية التي حمل جنسيتها الدعم والشهرة وكان ذلك حافزا ليُبدع ويتألق ليحصل علي جائزة نوبل.

في دنيا الفناء دائما الركض وراء المرء طالما في أوج المجد والشهرة ولم يكن مستغربا أن تمر الذكري الثامنة لعالم بقدر الدكتور أحمد زويل الراحل 2 أغسطس عام 2016 مرور الكرام وقد مات والحسرة تلازمة جراء ماحدث له في السنوات الأخيرة وتحديدا عندما طُرح إسمه ليكون رئيساً لمصر. !

العزاء أن الدكتور زويل قد ترك علما يُنتفع به ولأجل هذا سوف يظل في ذاكرة البشرية علي طوال دوام تزامنا مع غروب مقيم لكل من ضيقوا عليه ليموت كمدا .!

آفة حارتنا النسيان.

التذكير بالدكتور احمد زويل يغاير مشهد آخر عند احياء ذكري فنان أو لاعب كرة كأن رجل العلم يعاقب علي ولوج طريق العلم في بلد يؤثر الصخب كلما راج أثر العبث .

كم يؤسف أن الجحود يطغي ولا أثر للوفاء .

 دار العودة تستبق بالعمل الصالح لأجل حسن الختام.

لله الدوام والبقاء.

اقرأ أيضا