نظرة إلي المشهد السياسي القائم نجد أمريكا تريد إرباك منطقة الشرق الأوسط ولا تريد إشعال حرب شاملة واشنطن تدير الصراع القائم الأن حتى تقطع الطريق أمام الروس من التوسع داخل الشرق الأوسط في ظل التراجع الملحوظ للنفوذ الأمريكي في النصف الغربي من الكرة الأرضية وزيادة حالة الخلافات بين الولايات المتحدة وبعض بلدان هذة المنطقة ليمهد الطريق أمام الروس من خلال تقديم أنفسهم كقوة دولية يمكن لبلدان هذة المناطق الاعتماد عليها وهو ما يعرقل الجهود الأمريكية لإعادة الانخراط في هذة المناطق ومن المؤشرات الدالة على تنامي نفوذ الروس في أمريكا اللاتينية امتناع أربع من دولها عن التصويت على قرار في الأمم المتحدة يدين حرب روسيا على أوكرانيا في مارس 2022 فالسياسة الامريكية تدرك مدى توغل الحلف الروسي فيما يعرف بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية.
لأجل هذا تحاول أمريكا ترتيب علاقتها بمنطقة الشرق الأوسط فواشنطن لم تعد اللعب الوحيد المهيمن عليها وقد يبدو ذلك واضح في عدم استجابة الدول الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة فيما يخص القضايا الاقليمية وعلى رأسهم مصر فالمنطقة تسعي الي مرحلة انهاء الهيمنة وما بعد الهيمنة الأمريكية وهذة المرحلة لا تعني إنتهاء الدور الأمريكي فهي تسعي مجددا الى إعادة تأكيد الوجود السياسي والعسكري في الإقليم من خلال إشعال حرب غزة ودعم إسرائيل بشكل مباشر في حرب الإبادة ضد أهلنا في فلسطين وإعادة تشكيل الدور الأمريكي في المنطقة فالسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة تتعلق بكيفية إعادة الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط وإدارة المسافة الاستراتيجية في المنطقة بشكل أفضل مع الإستمرار في ممارسة درجات النفوذ على دول المنطقة.
من خلال عدم القضاء على ايران والجماعات التابعة لها في المنطقة وهذا واضح في التعامل الأمريكي مع ما تفعلة هذه الجماعات فضرب اليمن قبل أيام جاء على ميناء الحديدة وليس للقواعد العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين و هذه دلالة عن عدم رغبة امريكا وإسرائيل والتحالف الدولى في القضاء عليهم لكن لتقليم أظافرهم إقتصاديا فلا أحد يعترف بقوة إيران الإ أمريكا لتجعل منها فزاعة تهدد بها أمن المنطقة إيران قوية فقط على العراقيين واللبنانيين والسوريين بحكم تواجد جماعات مسلحة تابعه لها على أرض هذة الدول.
أمريكا هي من تضع قواعد الاشتباك لإيران وأسرائيل ولا أحد منهم يقدر على تخطى هذه القواعد إيران مخترقة بالطول والعرض ولدى واشنطن رؤية لمسار القرار فى طهران وتعرف كيف يغير الإيرانيون قراراتهم وإيران تعلم أن أرضها وسمائها تحت رصد أمريكي مكثف ومكشوف فتجد الجانب الإيرانى يقوم بالتنسيق مع الجانب الأمريكي قبل أي تحرك حتى لا يتم إحباطه في مكانة.
ليسة هذه المرة الأولى التى تقوم بها اسرائيل باغتيال قادة تابعين لاذرع إيران في المنطقة اليوم إسماعيل هنية وغدا حسن نصرالله لكن سيناريو التصعيد خطير لن تسمح به أمريكا ولا حتى روسيا لانة سيفتح الباب نحو حرب عالمية ثالثة.
روسيا تدعم إيران ولن تسمح بهزيمتها لهذا ستحاول جاهدة أن تجنب طهران دخول حرب مفتوحة فهناك إتفاقية بين روسيا وإيران في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية وروسيا تريد أن تحافظ على العمق الإيراني لأنه في حالة تضرر إيران سيؤثر علي روسيا وستطوق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها خاصة أن الوضع في أرمينيا متوتر وبالتالى روسيا أيضا ستقف ضدد التصعيد.
وما يحدث في غزة من حرب إبادة جماعية لشعب أعزل وسياسة الاغتيالات في حد ذاتها بالنسبة لإيران ومن يعتقد أنها تدعم القضية الفلسطينية تفاصيل صغيرة لن تلتفت لها دولة المرشد والرد على هذه الاغتيالات يعقبه حديث عن الإنتقام غير مستساغ لأن إيران لاتقدر علي مجابهة مباشرة مع إسرائيل ويؤكد ذلك تاريخ طويل من أفعال لم تجد رد فعل ايراني قوي.
أما الشرق الأوسط لن يكون مجرد ساحة للحرب بين القوى الدولية لأن هذا تقليل لوضعه الحقيقي فهو مطمع إستراتيجي للجميع والكل يريد أن يكون له موضع قدم . أمريكا تغرق المنطقة في نزاعات تتضمن بالضرورة وجود صراعات مسلحة محدودة أو حرب أهلية تغذيها لخلق حالة من الصارع والانقسامات بين الدول التي قد تتدهور في المستقبل القريب لرسم سمات الشرق الأوسط الجديد الذي ما زال في مرحلة التكوين بعد الأحداث الذي شهدتها المنطقه في عام 2011 لتشتعل الدول العربية ويتم اضعافها للحفاظ على أمن إسرائيل وتصبح هي القوي الكبري في المنطقة.
ذاك الأمر الواقع والمؤكد بأن حرائق الشرق الأوسط معلومة المصدر.
فتش عن الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر بحسب أحاديث دولة الملالي في إيران حفظ الله مصر حفظ الله الجيش.