بعد وقف البافارية للوكالة دون سابق إنذار.. 3 آلاف عميل يبحثون عن قطع غيار سيارات ماهيندرا الهندية

الاربعاء 29 مايو 2024 | 10:55 صباحاً
السيارة ماهيندرا سكوريبو - صورة أرشيفية
السيارة ماهيندرا سكوريبو - صورة أرشيفية
كتب : محمد الإمبابي

السيارة ماهيندرا سكوربيون  الهندية وصلت إلى السوق المصري منذ عام 2008 على يد المجموعة البافارية التي توقفت عن توفير طرازات أو صيانات لها منذ منتصف 2013، لتترك 3 آلاف عميل وثقوا في السيارة ووكيلها الذي كان ملء السمع والبصر يوما في سوق السيارات قبل أن يتآكل حضورها في سوق السيارات المصري شيئا فشيئا، إلى أن أصبحت موزعا لعدد من العلامات.

نحو 3 آلاف سيارة ماهيندرا يواجه أصحابها مشكلات متعددة في الصيانة والإصلاح سواء على مستوى القطع الميكانيكية أو الكماليات، وهم في حيرة من أمرهم ما بين البيع بثمن بخس أو الرضوخ للسعر المرتفع لقطع الغيار الشحيحة والاضطرار لقبول التجارب والتعديلات المستباحة لسيارة تركتها المجموعة البافارية لقيطة.

سيارات ماهيندرا بلا وكيل منذ 10 سنوات

يوضح محمد عبد الحليم أحد مُلاك السيارة ماهيندرا سكوربيون أن السيارة تتوافر منها ثلاث فئات الأولى تعمل بالبنزين وناقل الحركة يدوي والثانية سولار مانيوال والثالثة سولار أتوماتيك، ولا وكيل لها في مصر منذ 10 سنوات، وكماليات السيارة من فوانيس ومرايات جانبية ومقابض الأبواب وغيرها لا توجد نهائيا، أما قطع الغيار الفنية، فيحاول عدد محدود لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من أصحاب الورش ومراكز الصيانة توفيرها وبلا شك بأسعار مرتفعة للغاية لندرتها ولا خيار أمامنا إلا الشراء.

تعديلات للتغلب على نقص قطع غيار ماهيندرا

يقول عماد حنفي مالك آخر للسيارة إن "الوكيل لبسنا" فالتعديلات لا تنتهي مع كل عطل فعلى سبيل المثال إذا خرب المحرك نضطر إلى وضع محرك ميكروباص بدلا منه وكذلك تستبدل العفشة –نظام التعليق- بعفشة السيارة الدبابة وغيرها من التعديلات التي أحيانا قد تصل إلى قطع في الشاسيه وخصوصا عند تغيير المحرك وجميعها تسبب أضرار أخرى يمكن أن تؤدي لإهلاك السيارة بالكامل في حالة فشلها، وإن نجحت فربما تواجه صعوبة في وحدات المرور ولا يقبل تجديد ترخيصها وفي كلتا الحالتين يخسر صاحب السيارة أمواله.

البافارية سرحت العمالة فجاءة

يقول بدر حسين وشهرته بدر ماهيندرا اختصاصي صيانة محركات وواحد من موظفي الشركة البافارية إنه شهد التمهيد لإطلاقها داخل خطوط تجميع الشركة وتلقىت تدريبات على الصيانة بداية من 2007 قبل إطلاقها رسميا للمرة الأولى في 2008 وإلى عام 2010 بأسعار تراوحت من 140 إلى 165 ألف قبل أن تُوقف البافارية خط إنتاج السيارة وتمتنع عن طرح المزيد من الطرازات، لتفاجيء السوق في منتصف 2013 بإعلاق كافة مراكز الصيانة وتسريح العمالة بلا أي حقوق ولم توفر مراكز صيانة بديلة أو تنقل الامتياز لأخرين من أجل رعاية مصالح لأصحاب السيارات المباعة من الطرازات الثلاثة للعلامة الهندية ماهيندرا لتبدء رحلة التخبط ومحاولة إنقاذ أصحاب السيارة لتجنيبهم تكبد الخسائر التي وقعت بالفعل لعدد منهم، مضيفا أن ماهيندرا علامة مميزة وإمكانيات جبارة مقارنة بأسعارها عند الطرح فلك أن الأقوى والمؤهلة لمنافسة كبرى العلامات الأخرى من ليبرتي وشيروكي وغيرها.

السيارة ماهيندرا سكوريبو - صورة أرشيفيةالسيارة ماهيندرا سكوريبو - صورة أرشيفية

وتابع أنه الفني الوحيد الذي خرج عند إغلاق مراكز الصيانة ليستكمل رحلته مع أصحاب لتوفير قطع الغيار الأساسية كي لا تتوقف عن العمل ويجلب قطع الغيار استيرادا بالطائرة وبعيدا عن التعامل المباشر مع الشركة الأم ما يجعل الفاتورة الاستيرادية باهظة ولا بديل لذلك إلى الآن حيث أن الشركة المصنعة في الهند ترفض التعامل مع غير المجموعة البافارية لارتباطها بعقد وكالة حصرية ينتهي في 2025 تقريبا.

مستورد قطع غيار ماهيندرا.. الوكالة تمنع استيراد قطع الغيار ونضطر للتحايل

يقول وائل عبد الرحمن صاحب مادي أوتو سيرفيس ومستورد قطع غيار للسيارة ماهيندرا إن السيارة جيدة جدا وسعرها عند طرحها يعد أفضل من منافسيها إلا أن توفير قطع غيار للسيارة من أصعب ما يكون منذ أن توقفت المجموعة البافارية عن توفيرها في السوق المصري بعد أن باعت ما يقرب من 3 آلاف سيارة، مٌلاك السيارة يواجهون صعوبة في توفير ما يحتاجون إليه من قطع غيار وكماليات لذا قرر السفر للهند وحاول الاستيراد من الشركة الأم مباشرة لكن المصنع رفض بحجة التزامه تجاه المجموعة البافارية صاحبة الوكالة في السوق المصري وفقا للتعاقد الرسمي علما بأن البافارية لم يعد لها وجود تقريبا داخل سوق السيارات حاليا، ولذلك لجأ لحيلة أخرى من أجل استيراد قطع الغيار تمثلت في وسيط هندي يشتري من المصنع الأم قطع الغيار المطلوبة ثم يعيد تعبئة قطع الغيار في عبوات أخرى من أجل شحنها له في مصرمقابل 20% من قيمة الشحنة للوسيط ما يرفع من سعر قطع غيار السيارة.

ويوضح أنه يركز في الاستيراد على القطع الميكانيكية التي تتلف بسرعة ومنها طرمبة ورشاشات الجاز بسبب عدم ملائمة مواصفات الجاز لدينا للمواصفات الفنية للسيارة، مؤكدا أن المجموعة البافارية فشلت في توفير الصيانة للسيارة ولم تقدمها للسوق كما يجب، علما بأن السيارة نموذجية وإمكانياتها جيدة ونحاول أن نوفر لأصحاب السيارة ما يحتاجون من قطع غيار ومن مساعدات فنية لكنها تظل محدودة.

رئيس شعبة السيارات: أتواصل مع الأطراف المعنية

وقال الدكتور نور درويش رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة إن ماهيندرا سيارة موجهة بالأساس للاستخدام العسكري ويناسبها أكثر من المدني لما فيها من مواصفات قوية تناسب الجيوش، ورأى أن المجموعة البافارية لو كانت اهتمت بتقديم السيارة في مصر بطريقة أفضل لكان وضعها مختلف على الإطلاق، مضيفا أنه سيوجه اهتمامه بهذا الملف وسيحاول التواصل مع الأطراف المعنية من الشركة الأم أو ممثلي البافارية لتوفير قطع الغيار لعملاء السيارة أو جلب الوكالة لمصر مرة أخرى.

يشير المستشار أسامة أبو المجد أن قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018 يلزم من أدخل السيارة إلى مصر بتوفير قطع الغيار لأصحاب السيارة لمدة 10 سنوات، إلا أنه طرازات ما هيندرا المتوافرة حاليا مضى عليها أكثر من 10 سنوات وبالتالي فلم يصبح لهم حق في الاحتكام للقانون.

ولا يسعى أصحاب السيارة إلا لإنقاذ سياراتهم وتتلخص كل مطالبهم في توفير قطع غيار إلا أن رأي المتخصصين يشير أن السوق المصري خسر سيارة مميزة قادرة على منافسات طرازات تنتمي لعلامات ذائعة الصيت ربما تكون استفادت من الوكالة المعطلة للسيارة الهندية ماهيندرا. 

السيارة ماهيندرا سكوريبو - صورة أرشيفية
السيارة ماهيندرا سكوريبو - صورة أرشيفية

اقرأ أيضا