اللواء الدكتور محسن الفحام يكتب: "ويستمر مسلسل الاكاذيب"

الخميس 23 مايو 2024 | 04:44 صباحاً
الدكتور محسن الفحام
الدكتور محسن الفحام
كتب : بلدنا اليوم

على مدى تاريخ القضية الفلسطينية كانت مصر هى الدولة الأولى والوحيدة التى وقفت بجيشها وشعبها لمقاومة المحتل الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وأعتبرتها قضية القضايا .... فمن أجلها خضنا الحروب وبسببها سقط منا الآلآف من الشهداء وعلى طول إمتدادها تدخلنا حرباً وسلماً لصالح الشعب الفلسطينى وايضاً من أجل أن يسود السلام فى المنطقة للشعبيين الفلسطينى والإسرائيلى .

منذ أحداث السابع من شهر أكتوبر الماضى وتحاول مصر أن تحقق للشعب الفلسطينى حقه فى أن يكون له دولة مستقلة معترف بها دولياً على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتمسكت وبقوة برفض فكرة التهجير القسرى لسكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر منفذ رفح البرى وكان موقفها معلناً وصريحاً وحتى بعد أن إحتلت القوات الإسرائيلية منفذ رفح من الناحية الفلسطينية استمرت مصر على موقفها بكل حسم وحزم.

وافقت مصر على الوساطة بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى بناءً على طلبهما على الرغم من علمها مسبقاً من خلال خبرتها الطويلة فى التفاوض مع إسرائيل بأن اسلوب الخداع والمماطلة هو العنصر الغالب معهم ومع ذلك فقد وافقت على التدخل حقناً للدماء وسعياً لإيقاف تلك المجازر غير الإنسانية ولا الأخلاقية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل وبالفعل تمت الموافقة فى يوم 6 من الشهر الحالى على إقتراح وقف إطلاق النار وبدأ المفاوض المصرى فى التحرك بين كلا الجانبين متحملاً تلاعب الجانب الإسرائيلى من ناحية... وتعنت قيادات حركة حماس من ناحية اخرى وبدا أن الأمور قد بدأت تصل الى حلول موضوعية لكلا الطرفين وكذلك للولايات المتحدة الأمريكية الحليف الرئيسى لأسرائيل وايضاً العديد من الدول الأوروبية ...وهنا استشعرت الحكومة اليمينية الإسرائيلية بحرج موقفهم ودخولهم فى دائرة حقيقية قد تجبرهم على انهاء العدوان دون ان يتحقق لهم الهدف المنشود وهو تصفية القضية وتهجير الفلسطينين من قطاع غزه....وهو إنجاز يحسب للمفاوض المصرى...وبناءاً على ذلك قاموا بإختلاق إدعاءات وأكاذيب وهمية بأن هناك خلط فى أوراق التفاوض وأن الإقتراحات التى تم تقديمها للجانب الإسرائيلى تم إدخال تعديلات عليها لصالح الجانب الفلسطينى ولجأت الى وكالة CNN الأمريكية لتصدير صورة غير حقيقية لتلك الإدعاءات الكاذبة كوسيلة من وسائل الضغط على مصر التى أعلنت ومازالت تعلن رفضها الإحتلال الإسرائيلى لقطاع غزة بل وأعلنت منذ قليل إنها تفكر جدياً فى الإنسحاب من الوساطة بين الطرفين مالم تكذب الحكومة الإسرائيلية تلك الإدعاءات وتنسحب من منفذ رفح وتلتزم بما سوف يتم الإتفاق عليه بين جميع الأطراف.

أن ما يحدث حالياً من الجانب الإسرائيلي من إدعاءات وأكاذيب تحاول تصديرها للمجتمع الدولى يؤكد لنا الحقائق التالية:

1-إن مصر نجحت بالفعل فى تحقيق إنجاز يحسب لها فى الدور التفاوضى الذى قامت به والذى ترتب عليه كشف الوجه الخبيث للجانب الإسرائيلى الذى لم يكن يتوقع أن يحققه المفاوض المصرى والذى وضعها فى خانة من الصعب الفكاك منها.

2- أن إسرائيل لا ترغب فى تحقيق أى إتفاق أو سلام حقيقى مع الشعب الفلسطينى وأن ما حدث كان من قبيل كسب الوقت من خلال التسويف والمماطلة وإذا لزم الأمر تشويه دور المفاوض وإدعائه بعدم الحياد.

3-أن مصر قادرة على كشف أكاذيب إسرائيل وذلك على ضوء العقود الطويلة التى تعاملت فيها مع إسرائيل وهو الأمر الذى إنعكس على رد فعلها القوى والسريع ومطالبة القناة المشبوهه بتحديد مصدر تلك المعلومات الكاذبة والمغلوطة.

4-ان هناك ايد خفية فى الداخل المصرى تلعب دوراً دنيئاً فى تقليص أو تحجيم أو تقزيم الدور الذى تقوم به مصر بكل أمانة وشفافية وإنه من الممكن ان يكون هناك قنوات إتصال مع العدو الصهيونى او مع شبكات الأنباء العالمية المأجورة.

5-ان هناك سيطرة يهودية واضحة على وسائل الإعلام الاجنبية خاصة الامريكية مازالت تروج لإسرائيل فى إنها تستخدم حقها المشروع فى الدفاع عن شعبها متناسية ان آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة بأحدث الأسلحة الامريكية تقوم كل ساعة بقتل العشرات من الاطفال والنساء والشيوخ الأبرياء من الشعب الفلسطينى بلا رحمة ولا هوادة.

لقد غاب عن إسرائيل وحكامها ان موقف الدولة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسى لن يتغير تجاه القضية الفلسطينية مهما كانت الضغوط التى تمارس عليها....وهى تدرك أن هناك التزاماً تاريخياً واخلاقياً وانسانياً تجاه الشعب الفلسطينى ولن يثنيها اى إدعاءات أو أكاذيب أو مؤامرات عن إستكمال دورها فى تحقيق السلام المبنى على العدل مدعوماً بتأييد الشعب الفلسطينى الحقيقى والإرادة السياسية والشعبية المصرية الأصيلة الصادقة الشريفة.