«أبوصدام»: استيراد الأعلاف بالدولار هو السبب في ارتفاع أسعارها
«بكير»: اعتمادنا في الفترة المقبلة سيكون على المصايد
«المنشاوي»: لا بُد من دراسة الأسباب وإيجاد حلول بديلة
أثار ارتفاع أسعار الأسماك غضب المواطنين خلال الفترة الأخيرة، خاصةً بعد ما أقبل المستهلك على شرائها بعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، ووصلت الزيادة في أسعارها لأرقام غير مسبوقة من قبل، حيث بلغ سعر كيلو الماكريل 120 جنيهًا، والفيليه البلطى تراوح سعره ما بين ٤٠ و٥٠ جنيهًا، وجاءت أسعار السمك البورى بين ١١٠ و١٢٠ جنيهًا، والسمك البلطى تراوح سعره ما بين ٩٥ و105 جنيهات حسب المنطقة، والمكرونة السويسي بـ ١١٠ و١٣٠ جنيهًا للمستهلك والسبيط بـ٢٠٠ جنيه، في حين وصل سعر الجمبري نحو٢٠٠ و٥٠٠ جنيه حسب المنطقة.
ارتفاع أسعار الأسماك
مما جعلنا نسأل عن السر الخفي وراء تلك الارتفاعات غير المبررة في الأسعار، وما هي الأسباب الحقيقية التى أدت لهذه الزيادات التاريخية في الأسعار، والتى لم تشهدها مصر من قبل خاصةً في سوق السمك الذى كان يلجأ إليه المستهلك دومًا في ظل ارتفاع أسعار اللحوم البديلة هربًا من غلاء أسعارهم والبحث عن بديل آخر يفي بالغرض ومنخفض في السعر.
«أبوصدام»: استيراد الأعلاف بالدولار هو السبب في ارتفاع أسعارها
حسين أبو صدام نقيب الفلاحين
في هذا السياق، أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن إنتاج مصر من الأسماك حوالى ٨٠% تكون من خلال مزارع الثروة السمكية، وهى تمثل النسبة الأكبر من الإنتاج والاستهلاك المحلى، لذلك نحن نعتمد على زراعة الأسماك بشكل كبير، وهي تعتمد وتنمو وتتغذى على الأعلاف التى يتم استيرادها من الخارج، مشيرًا إلى أنه بعد الأزمة الروسية الأوكرانية تأثر اقتصاد معظم دول العالم، ومع تحرير سعر الصرف تضاعفت أسعار الأعلاف بعد ارتفاع سعر الدولار؛ لأننا نستورد الأعلاف بالعملة الصعبة مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسماك.
وتابع «أبوصدام»، أن من ضمن الأسباب أيضًا ارتفاع أسعار النقل، خاصةً وأن الأسماك يتم زراعتها في أماكن معينة ومخصصة لها بعيدة عن الكثير من المحافظات والنقل يتطلب مصاريف خاصة، كما أن أسعار الأسماك ترتفع وبشدة خلال فصل الصيف لاحتياجها كميات كبيرة من الثلج، وأيضًا ارتفاع أسعار منتجات اللحوم البيضاء والحمراء ومع ارتفاعهما يلجأ المستهلك إلى شراء الأسماك ويكون هناك إقبالًا كبيرًا عليها؛ لانخفاض أسعارها بالمقارنة مع أسعار اللحوم والدواجن.
«بكير»: اعتمادنا في الفترة المقبلة سيكون على المصايد
الدكتور محمد بكير، أستاذ الاستزراع السمكي بمركز البحوث الزراعية
وقال الدكتور محمد بكير، أستاذ الاستزراع السمكي بمركز البحوث الزراعية، إن هناك مشكلة كبيرة جدًا في المزارع السمكية تتمثل في أن إجمالى إنتاج مصر من الأسماك حوالى ٢ مليون من جميع المصادر سواء كانت المصايد أو تربية الأسماك، وإنتاج المصايد ٢٠% فقط أما المزارع تنتج نحو ٨٠%، وتحتاج مزارع الثروة السمكية للأعلاف مثل صناعة وتربية الدواجن.
90% من مكونات الأعلاف مستوردة
ولفت «بكير»، إلى أن تربية الأسماك في المزارع تحتاج للأعلاف وتعتمد عليها اعتمادًا كليًا، وجميع مكونات الأعلاف التى يحتاجها السمك مستوردة من الصويا والذرة الصفراء، كما أن تربية الأسماك تحتاج للأعلاف المستوردة بنسبة ٩٠% من الخارج حتى تنمو وتكبر، وتحتاج إلى فيتامينات أيضًا، مشيرًا إلى أن هذه الأعلاف والفيتامينات يتم استيرادها من الخارج وتضاعفت أسعارها عدة مرات مؤخرًا حتى بلغت نسبة الزيادة في أسعار الأعلاف أربعمائة في المائة وتزداد أسعارها يوميًا، وكان سعر طن العلف يصل عشرة آلاف جنيه والآن تخطى الأربعين ألف جنيه.
التأثر بالتضخم العالمي
وأكد «أستاذ الاستزراع السمكي»، أن الأزمة في ارتفاع أسعار السمك لم تحدث من قبل ولم تكن في مصر فقط ولكن جميع دول العالم تأثرت بسبب التضخم العالمى وتأثر كل اقتصاديات الدول الكبرى القوية مثل "ألمانيا وبريطانيا وأمريكا".
واستطرد: لذلك نسعى بجدية لتطوير المصايد لتعظيم عملية الاستفادة منها وتطهيرها من التلوث، وسيتم عمل محطات تنقية ومعالجة، وسيصب ذلك في الصالح العام للمستهلك المصري، وفي الفترة المقبلة سنعتمد على المصايد لأن المزارع السمكية بلغت أعلى نسبة في زيادة الأسماك ولن تستطيع الإنتاج أكثر من ذلك، خاصة وأننا نغطى احتياجاتنا المحلية بنسبة ٨٥% من الأسماك في مصر ونستورد الباقي من الخارج، مثل "التونة" و"الهارينج" الذي نصنع منه الرنجة والفسيخ، وكل الأسماك التى يتم تمليحها نستوردها.
وأشار إلى أن الدولة بدأت زراعة الأراضي الجديدة القمح صويا وذرة صفراء في الدلتا الجديدة والفرافرة والمنيا الجديدة؛ لتقليل تكلفة الارتفاع في الأعلاف المستوردة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف وتوقف عملية استيرادهم بالعملة الصعبة، خاصة وأننا نستورد نصف احتياجاتنا من القمح من الخارج وتضاعفت أسعار القمح عدة مرات وهو مايكلف الدولة مبالغ طائلة، متابعًا كما نعمل على تطوير المصايد بشكل كبير لتزويد الإنتاج الإجمالي من الأسماك ولتخفيض أسعار السمك، حيث كان هناك مصارف صرف زراعى وصرف صناعى وصرف صحى يقومون برمى حوالى ١٢ مليون متر مكعب في اليوم الواحد ببحيرة المنزلة، هذه المصارف تلوث البحيرة والخواص البيئية للبحيرة تتدهور وبالتالى يتدهور إنتاج الأسماك منها.
وتابع: لذلك قمنا بعمل محطة تنقية ضخمة جدًا في سيناء لكى يمر ٥ ملايين متر مكعب من الـ١٢ مليون من خلال صحارة السلام ويتم تنقيتها ومعالجة المياه، وبذلك تم تقليل حمل التلوث في بحيرة المنزلة، وتم عمل مصرف المحسمة أيضًا الذى يقوم بمعالجة مليون متر مكعب في اليوم الواحد مياه نظيفة، ومن ثم تستخدم هذه المياه في الزراعة في سيناء، وبالتالى تقل نسبة الميكروب البيكتيري الذى يقوم بتلويث البحيرات عن طريق هذه البحيرات ويقوم بتنقية الترسبات الموجودة في القاع أيضًا التى ترسبت خلال عشرات السنين الماضية.
«المنشاوي»: لا بُد من دراسة الأسباب وإيجاد حلول بديلة
الدكتور هاني المنشاوي، رئيس شعبة الأسماك بغرفة الصناعات الغذائية
ومن جانبه، أوضح الدكتور هاني المنشاوي، رئيس شعبة الأسماك بغرفة الصناعات الغذائية، إن هناك عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق المصرية من أهمها: ارتفاع أسعار الأعلاف مما أدى بدوره لرفع تكلفة الإنتاج، وارتفاع تكلفة «الجاز» المستخدم في مراكب الصيد، فضلا عن ارتفاع أسعار الكهرباء، مؤكدًا أن الأسعار الحالية مبالغ فيها.
وتابع «المنشاوي»، أن العوامل المذكورة أعلاه قد تكون سببا في ارتفاع الأسعار، لكنها ليست مبررا لهذا الارتفاع الحاد والكبير في أسعار الأسماك، مشددًا على ضرورة دراسة تلك الأسباب ومكوناتها بشكل أعمق والعمل على إيجاد طرق لمعالجتها.
الوسطاء هم المستفيدون
واستطرد «رئيس شعبة الأسماك» أن الوسطاء هم المستفيدون من ارتفاع أسعار الأسماك، بينما يتضرر المنتجون والمزارعون.
وكشف عن رد فعل أصحاب المزارع، مؤكدًا رفض البعض في الإسكندرية توريد الأسماك خوفًا من الخسارة بسبب انخفاض الأسعار، مما يؤدي بدوره لنقص المعروض في الأسواق، وارتفاع الأسعار أكثر.