وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: مصر زاخرة بالنماذج المشرفة على مدار العصور ، فهذا زويل ، وهذا مجدى يعقوب والكثير والكثير من القامات المصرية التى لن يتسع المقام لتناول تجارب كل قامة منهم فى خدمة الإنسانية والبشرية ومن بين هولاء أ.د / أحمد عبدالعزيز استاذ جراحة العظام بكلية الطب - جامعة القاهرة هو نموذج لكل المصريين الشرفاء الذين يعدوا نماذج مشرفة فاقت العالمية وتجاوزتها ووصلت الى مرحلة الإنسانية التى نضبت فى عصرنا الحالى .
أ.د / أحمد عبدالعزيز سافر إلى قطاع غزة رغم تجاوز سنه خمسة وسبعون عامآ ليكون أحد المشاركين فى وفد مؤسسة " رحمة العالمية " لعلاج مصابى غزة الذين شارفوا على عدد ثمانين آلف رغم عدم وجود مستشفيات أو أداوات أو علاج أو قل عدم وجود حياة ، فقد حكى عن هذ الرحلة التى لم يتصورها طوال حياته ، فأنت فى جنابات قطاع غزة تسير بين المقابر والركام على جثث الشهداء الذين ارتقوا الى خمسة وثلاثون آلف فلا حياة ولا بشر وانما انت تسير على أطلال وطن مزقه بنى صهيون وقضوا على كل المعالم الإنسانية التى يمكن أن تتخيلها ، فلن تشعر بشئ سوى دموع تسيل أنهار على شهداء ذهبوا وشهداء يستعدوا للشهادة ، ولكن أقصى شئ سيئلمك هو الصمت الدولى على جرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقى التى ارتكبت فى حق الشعب الفلسطينى الاعزل .
استكمل أ.د / أحمد عبدالعزيز استاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة القاهرة رحلته بقطاع غزة ضمن وفد مؤسسة " رحمة العالمية " وسرد كلامه فى وصف قطاع غزة الجريح فقال لم أشاهد شئ له علاقة بالإنسانية فالأبنية محطمة بالكامل ليس بيت واحد وانما كل جنابات القطاع فلا يوجد فى الطريق مبنى أحد قائم وانما كل البيوت مهدمة بواقع القصف اللإنسانى الصهيونى ولا يوجد دواء أو طعام أو غذاء أو أدوية أو أى معالم للحياة البشرية ويستظل الناس بملاءة من سراير النوم تشيد بعصا لتكون مأوى لأسرة بالكامل ، وأشار بأن حجم الاصابات الذين شارفوا على الثمانين آلف تفوق مقدرة أى أنظمة طبية ، بل والأدهى أن الاطباء بقطاع غزة عقب انتهاء عملهم الذى يستمر لعدة أيام بدون توقف يذهبون للخلود إلى النوم بضع سويعات قليلة داخل خيمة مشيدة بعصى ولا يوجد بها صرف صحى أو مياة أم أبسط مبادئ الإنسانية ، بل أن هناك كثير من المرضى فقدوا حياتهم داخل القطاع لعدم توافر مستشفيات أو أداوات طبية أو علاج .
أشار أ.د / أحمد عبدالعزيز استاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة القاهرة بأن هناك حرب أخرى تنتظر قطاع غزة بعد أنتهاء تلك الحرب وهى حرب أعادة أعمار غزة الذى سيكلف الفلسطينين الكثير والكثير ولا أمل الا الله والمجتمع الدولى لمساندة الشعب الفلسطينى المشرد منذ سبعون عامآ .
أشار أ.د / أحمد عبدالعزيز استاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة القاهرة بضرورة تصدى منظمة عالمية ليس لترميم قطاع غزة ، فلم يعد هناك قطاع وانما لبناء غزة وعلاج الفلسطنيين من هذة الأمراض النفسية التى لن تزول عنهم قبل عشرات السنين وتعيد لهم كرامتهم وحياتهم كبشر .
غزة الآن بدون مستشفيات وبدون بنج وبدون حضانات وبدون رعاية طبيبة وبدون تطعيم وبدون اطباء وبدون تمريض وبدون خبرة مسبقة وبدون أى أدوية وبدون ماء وبدون غذاء وبدون كهرباء وبدون حياة بعد ان أصبحت غزة تحت الركام فلا شئ يذكر فيها سوى الذكريات وحفنة من التراب فلا مدارس ولا جامعات ولا منازل ولا أبنية ولا مساجد ولا كنائس ولا رحمة من بنى البشر على غزة ، والمجازر التى ترتكب فيها ، بعد انحياز أمريكا والدول الغربية لبنى صهيون فى المأساة الإنسانية التى ترتكب يومآ على مرأى ومسمع من العالم دون ان يتحرك ساكنآ .
غزة مش باقى منك غير حفنة من التراب ، فقد قصف بنى صهيون كل شئ ولم يتبقى منها شئ ، فقد ابادوا الحرث والنسل وهدموا المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمنازل والمستشفيات وقضوا على البنية التحتية وعزلوا قطاع غزة عن الحياة فلا ماء ولا كهرباء ولا ادوية ولا غذاء .
غزة بها كل لحظة شهيد ، يسعفه شهيد ، يصوره شهيد ، يودعه شهيد، يصلى عليه شهيد ، فلم يعد هناك شبر فى غزة الا ودماء الشهداء قد ساقته ، ولم يعد هناك شئ سوى رحمة الله التى ينتظرها الشعب الاعزل بعد ان تخلى عنه العالم ، فبنى صهيون بمعاونة أمريكا والدول الغربية دمروا كل شئ الحرث والنسل والمدارس والجامعات والمنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ ، وقتلوا الإنسانية فلم يعد شئ فى غزة سوى سماء الله وارض الله التى استكثروها عليهم ، فبإدوا الإنسانية ، وقتلوا الحياة فلم يعد هناك شئ سوى حفنة من التراب ، حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، يارب نسألك بأسمك الأعظم الذى اذا دعيت به استجبت ان تنصر أهل غزة وتثبت اقدامهم وتشتت شمل بنى صهيون ومن عاونهم وساندهم أنك على كل شئ قدير ، فإنت نعم المولى والنصير .
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .