الحديث عن رد إيران بعد إعتداء إسرائيل على قنصليتها في سوريا لم يستغرق تفكير عند تفسير السلوك الإيراني لأن إيران وإسرائيل حسب المثل الشعبي إيد واحدة في المصالح والأهداف إسرائيل دولة غاصبة إيران دولة فارسية التوجه حتي لو حملت مسمي الجمهورية الإسلامية الهدف تدمير الوطن العربي إيران وإسرائيل والتي تجمعهم علاقات خفيه أكثر مما يفرقهم ، يجمعهم العداء المشترك للدول العربية والعمل على نشر الفوضى والصراعات الداخلية وتقاسم النفوذ فيها على أسس دينية فكان الاتفاق غير المعلن بين إسرائيل وإيران هو التعاون لتدمير القوي العربية بدعم ومعاونة أمريكا ،ثم تقسيم مناطق النفوذ بينهما ،فالمنطقة بها ست قوى عسكرية كبرى ، ثلاثة غير عربية وهي إيران وإسرائيل وتركيا وقوة واحدة عربية واحدة هي من تبقت بعد تدمير الجيش العراقي والسوري وهي مصر.
لكن إيران وإسرائيل لا يريدان تمدد كل منهما الأخر في المنطقة ، فدعمت إيران حزب الله وحماس ليصبحوا شوكة في جنب إسرائيل ،وسعت إسرائيل لاغتيال علماء الذرة الإرانين وفرض عقوبات إقتصادية عليها بسبب برنامجها النووي ، وبالتالي من المستحيل أن يحارب كل طرف الأخر في صراع حقيقي يجمعهم لعدة أسباب ،أهمهم تعطيل المشاريع المشتركة بينهم لخدمة عدوهم المشترك المتمثل في الدول العربية وعلى مدى عقود من الزمن إستهدفت إسرائيل الكثير من المنشآت العسكرية والنووية في إيران واغتالت قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس والعشرات من العلماء الإيرانيين العاملين في برنامج إيران النووي منهم محسن فخري زاده ومسعود علي محمدي وماجد شهرياري وغيرهم الكثير ،ومع هذا لم تتجراء إيران على إستهداف إسرائيل وما حدث من هجوم إيرانى متفق عليه لأسباب كثيرة ،منها تحويل إسرائيل من جلاد إلى ضحية واستعادة الدعم والتأييد الشعبي والرسمي في أوربا وأمريكا بعد ان خسرت جزء كبير منهم بعد السابع من أكتوبر وتحويل نتنياهو إلى بطل قومي بعد ان كان يواجه ضغوطاً شعبية إسرائيلية تتهمه بالفشل والفساد.
اما بخصوص الشان الداخلى الايراني لقد ضعفت إيران بسبب الاحتجاجات خصوصاً تلك التي شهدت مطالبات من المرأة الإيرانية بالحصول على حقوقها حتى الانتخابات الرئاسية والنيابية الأخيرة التي كانت على مقربة كبيرة من زعزعة الاستقرار ،على الرغم من عدم ديمقراطية النظام وانعدام الشعور بالأمان لدى القادة الإيرانيين ،ومما لاشك فيه أن الانتخابات البرلمانية الإيرانية رسخت الوضع الحالي ،ونسبة المشاركة التي بلغت 41 في المئة كانت النسبة الأدنى التي سجلت منذ الثورة الإسلامية ولا يمكن أن تكون مناسبة لطهران كي تنخرط في حرب حقيقية ،ولكن لا يمكن لإيران تحمل الظهور بمظهر الضعيف في الوقت نفسه.
وما قامت به إيران من هجمات على إسرائيل يأتي في أطار التنسيق بينهما لتضليل وخداع الشارع العربي وخاصة اتباع إيران من مليشيات مسلحة لتصدير صورة تدل أن إيران أصبحت قوة عسكرية كبرى في المنطقة ورسالة لدول الخليج أنها أصبح لديها المقدرة على مواجهة الجميع والوصول إلى جميع أعدائها في المنطقة والتوسع في أعمالها الأرهابية والتخريبية فلو أرادت إيران توجية ضربة حقيقية لإسرائيل لكانت استخدمت مناطق سيطرتها في اليمن ولبنان وسوريا لتوجية الضربة الجوية ليكون المدي الجوى في صالح ايران لتحقيق ضربة موجعة لاسرائيل لان بعد المدايات عائق وليس ميزة دة مثال بسيط لكن الأمور العسكرية أعمق واشمل .
الخلاصة …. طائرة مسيرة واحدة قتلت سليماني والمهندس وعدد من مساعديهم طائرة مسيرة واحدة قتلت محمد رضا زاهدي وخمس مستشارين عسكريين إيرانيين اما إيران فقد أطلقت 170 طائرة مسيرة، و120 صاروخا باليستيا، و30 صاروخ كروز على إسرائيل ولم يقتل إسرائيلي واحد الوطن العربي في مرمى نيران الصديقان إسرائيل وإيران
فهل يتوحد العرب؟!