قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن العلماء اتفقوا على أن الحج يكفر جميع الذنوب إلا مظالم العباد فيرجع بها كما هي.
وأضاف شيخ الأزهر، أن من يشعر بأنه وقع في هذا الذنب اللي هو الظلم فرمضان فرصة أن يتحلل من المظلوم، متابعا: الأحاديث الواردة في الحج عن أنه يكفر الذنوب، لكن اتفق العلماء على أنه يكفر جميع الذنوب إلا مظالم العباد فيرجع بها كما هي، وقالوا التحلل من الظلم إما بالأداء أو الإبراء.
وتابع: ناس كثيرون لا ينتبهون للظلم، وأجدادنا كانوا يقولون: الظلم لو لم يجد حد يقعد في الحيطان، يعني وراك وراك، إذا لم توفي فلازم ابنك يوفي، مكانش، يتخرب البيت والحيطان فلازم.
وخلال الحلقة الخامسة من برنامج الإمام الطيب، قال إن العدل اسمٌ من أسماء الله الحسنى، ويعَّرف بأنه ضد الجور والظلم؛ ويعني أن المالك وهو الله -سبحانه وتعالى-، حين يتصرف في ملكه كيفما يشاء فهو لا يظلم؛ موضحًا أن اسم الله العدل، لم يرد في القرآن الكريم بهذا اللفظ المباشر، وهذا لا يعني أنه لا يكون اسمًا من أسماء الله الحسنى، لأنه مثبت في القرآن الكريم بورود ضده وهو الظلم، كما أنه ورد في السنة المطهرة.
وأشار شيخ الأزهر، خلال الحلقة الخامسة من برنامج الإمام الطيب، أن القرآن الكريم استخدم كلمة الظلم ومشتقاتها، في 270 موضعا لإثبات اسم الله العدل، مما يفسر أن الله تعالى لم يحرم على نفسه إلا الظلم، وقال في حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، وقد تحدث القرآن عن الظلم وعاقبة الظالمين في 91 آية، منها قوله تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مبينا فضيلته أن العدل المطلق هو لله سبحانه وتعالى، خاصة وأن جل وعلا نفى عن نفسه الظلم وأثبت أنه ليس بظلامٍ للعبيد، وقال "وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ"، "وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ"، "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا".
وحول الآلام والابتلاءات التي تصيب البشر، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن أفعال الله سبحانه وتعالى في العباد ومقاديره تجري كما أراد الله، ومنها ما يتصور الإنسان أنه أذى وضرر له، بينما فيه الخير والنفع؛ مبينًا أنه لابد أن يفهم الإنسان أمرين، أولًا أن الله يتصرف في ملكه ولذا فلا يُلام ولا يُقال إنه ظالم؛ بل بالضرورة أن يكون عادلًا، ثانيًا أن الله سبحانه وتعالى أثبت له العدل في القرآن الكريم عن طريق نفي الظلم عن نفسه بنصوص قرآنية صريحة، ثالثًا أن ما يحدث لنا هو قدر مقدور إما للمصلحة أو بحسب مآل الشيء، وحينما يصاب الإنسان بضرر عليه أن يدرك أن هذا إما يكون كفارة للذنوب أو رفع درجات بالصبر والرضا بالقضاء ووضع الشيء في موضعه وهو العدل المطلق