أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن العرب عبروا بوضوح وعلى نحو لا لبس فيه عن رفضهم القاطع لكل محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير السكان من أراضيهم، مستغلة أحداث 7 أكتوبر لتسريع وتيرة تنفيذ مخططات التطهير العرقي وأوهام الانفراد بالأرض كلها من النهر إلى البحر، وكأنها أرض بلا سكان.
وقال أبو الغيط خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، على المستوى الوزاري، أن هذه الدورة تنعقد أعمالها وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والخطورة، وأشير هنا على نحو خاص إلى تلك التي يشهدها قطاع غزة الصامدة منذ تاريخ 7 أكتوبر الماضي، وما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية ترتكبها قوة الاحتلال وسط عجز دولي شجع الاحتلال على الاستمرار في همجيته، وهو احتلال لم يعد يخفي خططه الممعنة في الوحشية والمتجردة من كافة الإنسانية.
وتابع أننا نتابع جميعا بقلق شديد ما يعلن عنه قادة الاحتلال من عزمهم اجتياح مدينة رفح التي فرّ إليها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني هربا من القصف العشوائي لباقي أراضي القطاع، إن هذا الاجتياح إن حدث، يهدد بكارثة إنسانية واشتعال للوضع الإقليمي على نحو نحذّر بشدة، ومعنا عقلاء كثيرون عبر العالم (من بينهم حتى داعمون للاحتلال)، مجددا التحذير بشدة من تبعاته وآثاره الممتدة على كافة الأصعدة، ونناشد كل الأطراف التي تدرك خطورة الموقف التحرك بشكل عاجل لوقف هذه الخطط الجنونية قبل فوات الأوان.
وأوضح أن تلك الأحداث الأليمة أزاحت الستار عن الوجه الحقيقي والقبيح للمعايير المزدوجة للسياسة الدولية، إذ تحطمت المبادئ وتلاشت حين اصطدمت بجدار الأمر الواقع، وسقطت الأقنعة عن وجوه من يدّعون الدفاع عن القيم الإنسانية، أولئك الذين يدافعون عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وينكرون أنها قوة محتلة أو يتعاملون عن هذه الحقيقة ويلتفون عليها، وأقول: ما قيمة العدالة والنظم الدولية إن ظلت عاجزة عن تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء هذه المذبحة اليومية البشعة.