وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " لقد اقترب عيد الحب الذى يوافق الرابع عشر من فبراير كل عام ويتبارى كل عاشق ومحب وولهان فى الهدايا التى يرغب فى أن يقدمها للمحبوب تعبيرًا عن مشاعره للطرف الآخر وتبادلًا لمشاعر الحب الرومانسى.
وأضاف أن عيد الحب حرم منه الشعب الفلسطينى فلم يعد هناك غزة التى أصبحت تحت الركام، ولم يعد هناك شباب يتبادل الهدايا مع محبيهم فلم يعد هناك حبيب ولم يعد هناك محب فقد بلغ عدد شهداء قطاع غزة فى الشهر الخامس ما يربو من خمسة وثلاثون ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ ويستشهد يوميآ ٤٠٠ طفل فلسطينى وتبتر اعضاء عشرة أطفال، والمصابين خمسة وسبعون الف، والمفقودين ثمانية الاف ولم تعد لديهم كنائس ولم تعد لديهم مساجد ولم تعد لديهم منازل ولم تعد لديهم مدارس ولم تعد لديهم جامعات ولم تعد لديهم أطعمة ولم تعد لديهم ماء ولم تعد لديهم كهرباء ولم تعد لديهم حياة وانما جنابات وطرقات وشوارع غزة يسكنها الأشباح والشهداء لم يعد هناك أحد لموارتهم الثرى، واسرائيل وبمعاونة أمريكا والدول الأوربية تساندهم فى حرب الإبادة والتهجير القسرى لمن تبقى منهم الى دول الجوار، دون مراعاة لقواعد القانون الدولى الإنساني وفى تحدى صارخ للعالم بالوقوف ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار باستخدام أمريكا لحق الفيتو.
وأوضح أن العالم ينظر الى غزة ويغض الطرف وكأنما هذا الشعب تكالبت علية دول وأنظمة لا تستحق لفظ البشر ولا يعرفوا للإنسانية طريق ولم تجرى الدماء فى عروقهم، ما يتم فى غزة الآن هو جرائم حرب لن تسأل عنها اسرائيل وأمريكا وانجلترا وفرنسا وايطاليا والمتعاطفين معهم فقط بل سيسأل هذا الكون على هذة المجازر البشرية التى نالت كل شى فى قطاع غزة، الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس والطرق والدواب، قضوا على مظاهر الحياة البشرية واصبحت غزة يسكنها الأشباح وارواح الشهداء وتحطمت تماما البنية التحتية للشعب الفلسطينى الاعزل .
وتابع ليس أمامنا الآن سوى عدالة السماء بعد ان أختفت عدالة الأرض، الدول العظمى وقادتها وجيوشها وأجهزة مخابراتها وابواق اعلامها ضد الشعب الفلسطينى الاعزل، الأف من الجنود بأحدث الاسلحة والمعدات الثقيلة والبوارج والطائرات والصواريخ وترسانات بحرية كلها مسخرة للقضاء على الشعب الفلسطينى وتهجير من تبقى منهم الى دول الجوار ومحو القضية الفلسطينية من الوجود ومن خرائط العالم لتنهى الصراع الأبدى بين الحق والباطل ولا يثار أسم القضية الفلسطينية مرة أخرى.
وشدد خلال حديثه قائلا هيهات هيهات لما تفكرون فيه، فإن وعد الله حق، " وظنوا انهم منعتهم حصونهم من الله فأتهم الله من حيث لم يحتسبوا"، عودوا الى الكتب السماوية، عودوا الى التاريخ، عودوا الى الأمم السابقة التى غزت العالم ثم مسحها الله من على ظهر الأرض ، عودوا الى الفرس والروم وغيرها لتعلموا وتدركوا ان الايام دول مهما طال التكبر والتجبر واستضعاف الشعوب والاستيلاء على ثرواتها، الخزى والعار يلوث تاريخكم الأسود، اياديكم ملطخة بدماء الأطفال والنساء والشيوخ، ولن ينسى العرب تاريخكم الأسود انكم زرعتوا فى كل قلب كل جنين ثورة على الظلم وعلى العنصرية ولن ينتهى هذا الصراع " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم ويدخلوا المسجد كما دخلوا اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".
واسترسل لم يعد لعيد الحب ذكرى فى غزة الجريحة، فقد قصف الاحتلال الاسرائيلى المستشفيات وقصف الاحتلال الاسرائيلى المدارس وقصف الاحتلال الاسرائيلى المخابز وقصف الاحتلال الاسرائيلى المنازل، فلم يعد فى غزة مدارس او مستشفيات او منازل او مخابز، وقطعوا المياة والكهرباء والطعام والأدوية وقتلوا الإنسانية بعد ان اغتالوا بصواريخهم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، وقصفوا المساجد والكنائس ولم يعد فى غزة شئ، بل ورفضوا وقف اطلاق النار والصواريخ بعد ان تضامنت معهم أمريكا والدول الغربية، كما عرقلوا دخول المساعدات واتهموا مصر كذبآ وافتراء بأنهم وراء غلق معبر رفح، أنها جرائم حرب لم نشهدها فى التاريخ الا فى عهد الهكسوس والتتار.
واختتم أهل غزة ستشرق الشمس وينقشع الليل وتتبدد الظلمة ولكل ظالم نهاية وهذا هو وعد الله وستعودى يا قدس زهرة المدائن قبلة للمسلمين وحج للمسيحيين وينبت شجرة الزيتون يا مدينة الصلاة، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن والدول العربية.