نادية لطفي.. بطلة روايات نجيب محفوظ وحبيبة "العندليب"

الاحد 04 فبراير 2024 | 05:59 مساءً
نادية لطفي
نادية لطفي
كتب : محمد أحمد أبو زيد

تمتلك ملامح أوروبية وروح مصرية خالصة، هي واحدة من أجمل فنانات السينما المصرية في عصرها الذهبي، وقفت أمام العمالقة وغنى لها عبد الحليم حافظ "الحلوة برموشها السودا الحلوة"، ولقبها الجمهور بـ"الحلوة"، هي صاحبة كل الأدوار تجدها "زنوبة العالمة" في "قصر الشوق" و"سهير" في "الخطايا" وهي "لويزا" التي تتحدى "الناصر صلاح الدين"، هي الفنانة نادية لطفي.

 

اسمها الحقيقي بولا محمد شفيق، أطلق عليها والدها "بولا" تيمنا باسم الراهبة التي ساعدت زوجته في الولادة بالمستشفى القبطي، ولدت في 3 يناير بحي عابدين في القاهرة لعائلة ارستقراطية، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية وأتقنت لغتها وأجادت بجانبها عدة لغات آخرى "الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والعربية"، كانت تهوىرقص الباليه والرسم والعزف على البيانو، تزوجت وهي في الـ16 من عمرها من الضابط بحري "عادل البشاري" وأنجبت منه ابنها "أحمد".

شاهدها المنتج رمسيس نجيب في إحدى السهرات وقدم لها عرض بالتمثيل في فيلم "سلطان" 1958 مع فريد شوقي، واختارت لنفسها اسمها الفني "نادية لطفي" على اسم شخصية بطلة رواية "إلا أنا" للكاتب إحسان عبد القدوس، وقدمت في الفيلم دور "صحفية" باتقان لدرجة أن البعض اعتقد أنها تعمل بالصحافة في الحقيقة.

فتحت لها السينما ذراعيها وقدمت في فترة الستينات عدة أفلام أبرزها "للرجال فقط، لا تطفئ الشمس، السبع بنات، مذكرات تلميذة، الباحثة عن الحب" ورشحها عبد الحليم حافظ لتشاركه بطولة فيلم "الخطايا" بعد اعتذار هند رستم.

تألقت نادية لطفي في فيلمي "النظارة السوداء، الناصر صلاح الدين" وبرعت في أداء الأدوار الرومانسية، وحرصت على التنوع في الشخصيات، وجسدت دور "زنوبة العالمة" أمام يحيى شاهين، في "قصر الشوق" وفي "جريمة في الحي الهادي" مع رشدي أباظة.

باتت نادية لطفي بطلة في روايات نجيب محفوظ التي تحولت إلي أفلام في الثلاثية وهي "قصر الشوق، السكرية، بين القصرين"، وقدمت واحد من أهم أفلامها وهو "المومياء" مع شادي عبد السلام، وتقابلت مع "العندليب" في "أبي فوق الشجرة" في دور "فردوس".

شاركت نادية في مرحلة السبعينات في عدد كبير من الأفلام أبرزها "أبدا لن أعود، الزائرة، الأخوة الأعداء، أين تخبئون الشمس، منزل العائلة المسمومة" وقدمت خلال مشوارها مسلسل وحيد هو "ناس ولاد ناس" ومسرحية واحدة هي "بمبة كشر".

بداية التسعينات انسحبت نادية لطفي من السينما وقررت أن تحتفظ بمكانتها ورصيدها في السينما ولم تنساق حلف موجة أفلام المقاولات، واهتمت بالعمل السياسي ووقفت مع المقاومة الفلسطينية.

وزارت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وسافرت إلي بيروت في 1982 أثناء الحصار ووثقت بكاميراتها الخاصة حياة المناضلين وما حدث في مجزة "صابرا وشاتيلا" وعرضته أمام الصحافة العالمية.

آواخر أيامها عانت نادية لطفي من المرض وتوفيت في 4 فبراير 2020 عن عمر يناهز 83 عاما، رحلت إحدى جميلات السينما وتركت إرثا فنيا يليق بموهبتها وتفردها.