وليد الغمرى يكشف تفاصيل سرية فى مخطط الحرب الأقتصادية على مصر

من البكباشى عبد الناصر إلى الجنرال السيسى هكذا دخلت القاهرة الحرب

الاحد 28 يناير 2024 | 02:37 صباحاً
وليد الغمرى
وليد الغمرى
كتب : وليد الغمرى

محطات من المعارك على شرف الإمبراطورية المصرية من العاصمة البريطانية!!

قبل البدأ أبرأ بنفسى كصحفى مصرى أن تكون السطور التالية تحمل أى نفاق أو رياء للنظام المصرى الحالى أو حتى لتاريخ حكم قيادات الجيش لمصر.. ولكنها شواهد لحقائق ومؤامرة قديمة أعلنت على هذ الأمة ووجب علينا كشفها وفضحها.. خاصة مع أيمانى المطلق أننا الأن نخوض حرباً عظمى وضخمة وقديمة، وأننا نشهد الأن واحدة من أشرس معاركها ونعيشها شعباً وحكومة.

المحطات الأولى لمعارك الحرب علينا

التاريخ يقول أن مصر كانت مجرد بلد تخضع تحت أحتلال التاج البريطانى، ومع بداية الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) وضعت كافة موارد مصر تحت تصرف بريطانيا وحلفاءها، وقدمت مصر للمجهود الحربي البريطاني كل ما لديها من أغذية ومحاصيل وموارد الطاقة والبترول والمواد الخام والعمالة، كانت تحت تصرف بريطانيا كل مرافق مصر بالكامل.. وكان مقابل ما تحملته مصر من استعباد ونهب.. وما قدمته من تضحيات في كافة مواردها لصالح بريطانيا صكوكاً على الخزينة البريطانية تستحق لمصر بعد الحرب، وفي الوقت والوسيلة التي تراها الحكومة البريطانية، وهو ما يعرف في التاريخ الاسود لأحتلال مصر بقضية الأرصدة الاسترلينية، وقد ماطلت بريطانيا في تسديد تلك الأموال طويلاً، كما ضاع على مصر جزءاً كبيراً منها..

من هنا يمكن أن نبدأ فالحكاية قديمة جداً، فلازالت بريطانيا تعتبر مصر وحتى الأن جزء من ميراثها فى العالم القديم، فقد كانت كل منطقتنا ليست غير حظيرة خلفية للنهب كى تصنع أروبا كلها تاريخها الحديث الملوث بعرق المصرين وجيرانهم فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. ومع إجبار المصريين بريطانيا على رحيل أخر جندى لها من أرضنا عام 56، لم تكن غير مجرد بداية لتاريخ جديد من الحرب على مصر ولكن هذه المرة دون الشكل التقليدى للإحتلال، بل الحقيقة أن هذا الرحيل كان بمثابة بداية لانتهاء نظريات العلوم السياسية فى احتلال الدول ودخلنا أيضا إلى نهاية حروب الجيل الثالث التى أيضاً أنهتها مصر فى حرب 73مع الكيان الصهيونى..

المحطة الثانية فى معارك الحرب على مصر

لم تنسى بريطانيا ما تعتبره حقوقها التاريخية فى بلد كانت تستنزف كل مقدراته لتبنى نهضتها، وبالطبع كان الرئيس عبد الناصر ورفاقه فى الجيش المصرى هم العدو الأول ليس لبريطانيا فحسب بل لكل لصوص أروبا، خاصة بعد أن ساندت مصر عبد الناصر كل حركات التحرر الوطنى فى العالم، ولم يفطن المصريون وربما حتى اليوم إلى أن بلدهم غيرت كل تاريخ العالم الحديث، وغيرت كل نظريات الحروب واللصوصية الدولية فى العالم، وهو ما يعرفه لصوص الغرب جيداً جداً ويفطنون له ولايزالوا يعتبرون مصر الجائزة الكبرى التى لم ولن يحصلون عليها أبداً..

وكان من الطبيعى أن يقتل الرئيس السادات الذى كسر نظرية خلق الكيان الصهيونى فى منطقتنا، وكان يعلم جيداً دروس هذا التاريخ وبدأ فى اللعب بورقة الاقتصاد وهو يحلم بدولة جديدة.. هم أيضاً منذ أن ملك الضباط الأحرار السلطة فى مصر، وبدأت معارك زرع الكيانات الضالة التى أشرفت عليها وزارة المستعمرات البريطانية، والتى تحولت فيما بعد إلى المخابرات البريطانية، وكانت ورقة الاسلام السياسى وجماعاته، فى مصر والسعودية وحتى الصومال، هى النظرية الجديدة للمؤامرة على هذه الشعوب وفى القلب منها مصر، والحديث هنا يطول جدا عن ما كان وما حدث من مؤامرات تكشفت جميعها وكانت أخر ورقة فيها هى ثورة 30 يوينة والإطاحة بالتيار الدينى فى مصر، والتحول الدريماتيكى للمؤامرة على شعوبنا، وكان نتيجة حتمية لهذا السقوط وتخليهم عن هذه اللعبة فى المؤامرة، هى سقوط تنظيم داعش، وسقوط الوهابية فى السعودية، وأيضا لا تسعنا هذه السطور فى شرح الربط بين هذه الملفات وبعضها، ولكننى مجبر على التعريج عليها للوصول لشرح المحطة الأخيرة فى المعارك التى نخوضها فى هذه الحرب والمؤامرة الطويلة على مصر.

المحطة الأخيرة مع الجنرال السيسى فى القاهرة

ماحدث فى 30 يونية وعشناه جميعاً كان إنهاء سريع وقوى لواحدة من أهم نظريات المؤامرة ليس على مصر وحدها فحسب بل على كامل الشرق الأوسط، وسحق اتنظيم الأخوان فى مصر كان ثورة حقيقية جديدة خاضتها الدولة المصرية وعلى رأسها الجيش وأجهزة المعلومات المصرية وساندها الشعب المصرى كله، حتى وإن بدت له على أنها مجرد معركة للحفاظ على هوية الدولة، ولكنها فى حقيقتها كانت ثورة مصر العميقة على المؤامرة الكبرى على هذه الأمة وما حولها من بلاد، وأعترف العدو بخسارته، وتخلى بشكل رسمى عن أوراق اللعب فى الجماعات الدينية فى الشرق الأوسط وكانت النتيجة الحتمية سقوطهم فى العراق والسعودية وسوريا وبالتأكيد مصر، حتى مع المحاولات المستميتة من بعض دوائر صنع المؤامرة فى الغرب، لمنحهم قبلة أخيرة للحياة، وأعلنت بريطانيا بشكل رسمى أنها الداعم الحقيقى لكل ما يحدث، وتم سحب أوراق الوكالة من دول مثل قطر وتركيا، وأعلنت اللعب على المكشوف وتم إدارة "قبلة الحياة" للتظيم الأخوانى "الماسونى"، عبر فضائيات تبث رسمياً من عاصمة الضباب!!

على الجانب الأخر كان الجنرال السيسى فى مصر يعتلى السلطة كرئيس للبلاد، ويعلن هو الأخر ومن حلفه لاعبو "الشطرنج العسكرى" فى أجهزة المعلومات المصرية تحويل دفة المعارك من الحرب على الهوية الدينية إلى معركة أقتصادية شديدة الضراوة، بدأت بتطوير قناة السويس والإعلان عن المحور الأقتصادى للقناة والذى تم دعوة الشرق له كلاعب رئيسى فى هذه المعركة، فلم يكن اللاعب الشرقى المتمثل فى روسيا والصين بمعزل عن كل ما يحدث فى العالم وفى القلب منه مصر، بل كان حاضراً طوال الوقت، وأيضاً لا تتسع هذه السطور لشرح دوره فى المعارك القديمة والحديثة.

الإعلان الرسمى عن بداية الحرب الأقتصادية على مصر

وأعلن اللاعب المصرى أن المعركة هذه المرة ستكون اقتصادية، وما أشعل النيران فى مراكز المعلومات لدى "لصوص الغرب" وعلى رأسهم "عاصمة الضباب" أن هذه المعركة والتى تلقفتها روسيا والصين وحتى إيطاليا على حجز مقاعد لهم على المحور الجديد والبوابة الأقتصادية الجديدة والتى تم تدشينها فى قناة السويس، كان تزامن ذلك مع بناء دولة جديدة داخليا على كافة مستوياتها، بداية من الطرق وحتى عاصمتها الأدارية الجديدة مرورا بمحطات الطاقة والمياة وانتهاء ببناء أكبر وزارة دفاع على سطح الكوكب، وبات من الواضح للعالم أجمع أن الجنرال الصاعد فى مصر قد قرر اللعب ورفاقه على وضع حجر أساس لعودة بناء قوى عظمى جديدة فى هذا العالم إسمها مصر.

ومع هذا التاريخ الطويل للمؤامرة يصبح من السذاجة تخيل أنهم سوف يتركونك ببساطة تقوم بتنفيذ هذا المشروع أو لنقل هذا الحلم.. وأجبرت مصر عل دخول معارك كانت أوراقها معدة سلفاً لدى أصحاب المؤامرة فى عاصمة الضباب وأعوانهم، فمجرد بحث بسيط على شبكة الانترنت سوف تعلم أن مراكز الدرسات والمعلومات فى بريطانيا كانت قد أعدت قبل 5 عقود من اليوم ورقة مياه النيل واللعب مع مصر عبر العميل الأثيوبى، وسد النهضة على وجه التحديد كان مشروع فى أدراج الصهيوماسونية التى ترعاها بريطانيا منذ عقود، وهو أمر كشفته الوثائق السرية المفرج عنها حديثاً فى بريطانيا.

ويجب أن نعترف أن النظام المصرى وقع فريسة فى فخ صندوق النقد الدولى والمؤسسات الاقتصادية الدولية العاملة لصالح المؤامرة، الغريب فى الأمر أن مراكز المعلومات لدينا تعلم جيداً هذا الفخ والذى تجنبته فى عصر مبارك بشكل قوى، والأكثر غرابة أن كل الخطط الغربية فى هذا الملف ضد مصر كانت معلنة، ووصل الأمر أن كل وكالات الإعلام الغربية كانت تضع عناوينها فى سياق أن المستهدف فى مصر هو الوصول إلى السيناريو اللبنانى، وأعلن الوكلاء الإعلامين فى الفضائيات التى تبث من بريطانيا ضد مصر وبشكل واضح التبشير لهذا السيناريو دون أدنى أستحياء.

وقبلت مصر شروط صندوق المؤامرة "النقد الدولى" وسقط الجنيه المصرى كضحية معلنة فى هذه الحرب، ومورست علينا بمنتهى الوقاحة الاقتصادية لعبة التصنيفات الاقتصادية، لتزلزل عرش الثقة فى الاقتصاد المصرى دوليا، وكان نتيجة حتمية لعشرات المعارك التى تخوضها مصر، وسط حصار أقتصادى غير معلن، وحصار عسكرى معلن جغرافيا على كامل الحدود الجغرافية للدولة المصرية، أن يتراجع المشروع الرئيسى لمحور قناة السويس رغم اللبنات الأولى التى وضعت له، بل أن التأمر على القناة نفسها وصل لمرحلة كبرى لم نصل لها منذ العدوان الثلاثى على مصر عقب قرار تأميم القناة!! على أى حال فملف الحرب الأقتصادية على مصر أكبر من حصره فى هذه السطور خاصة مع ربطة بالمؤامرة الكبرى المعلنة منذ عقود علينا، وسيظل الملف مفتوحاً مع يقينى أن فى مصر لاعبين هم الأكثر احترافاً فى العالم وهناك نقلات ضخمة منتظرة على رقعة الشطرنج سنرصدها قريباً جداً فى سطور تالية لنا.

اقرأ أيضا