وجه اللواء رأفت الشرقاوى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: احتفلت مصر وشعبها اليوم بعيد الشرطة المصرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قام فور وصوله لمقر اكاديمية الشرطة بالتجمع، بوضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الوطن والشرطة بحضور العديد من السادة الوزراء والشخصيات العامة والرموز الوطنية وقيادات وزارة الداخلية، اعترافا من الشعب بأن الشرطة المصرية من الشعب وللشعب ولها بطولات وتضحيات لن يستطيع أحد على رد جميلهم وما قدموه ويقدموه وسيقدموه في سبيل اعلاء قيمة الوطن وصون كرامته والزود عنه ضد كل طاغى او باغى او معتدى او خائن او متملق ، ليصدق فيهم القول " انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى " . صدق الله العظيم.
واضاف الشرقاوي إن شهر يناير من كل عام يحل علينا ذكرى عطرة على المصريين عامة وعلى جهاز الشرطة بصفة خاصة وهى ذكرى عيد الشرطة المصرية التي توافق يوم ٢٥ يناير سنة ١٩٥٢ عندما قام مجموعة من صغار ضباط الشرطة والقوات بالدفاع والاستبسال عن مدينة الإسماعيلية ورفضوا تسليم محافظة الإسماعيلية للعدو الغاشم بعدما استشعر العدو بأن رجال الشرطة هم السند والدرع لرجال المقاومة الشعبية فى مدينة الإسماعيلية والتفوا حول شعبهم مشكلين حائط صد ضد اعتداءات الاحتلال البريطانى على المصريين وعلى اهالى منطقة القناة وخاصة مدينة الإسماعيلية وقد اتصل قائد الشرطة المصرية فى الإسماعيلية بمكتب السيد وزير الداخلية الذى طلب منهم الزود عن مدينة الإسماعيلية بكل ما أوتوا من قوة وهنا استمر القتال بين الاحتلال وقوات الشرطة رغم قلة عددهم ونقص التسليح والذخيرة معهم الا انهم ضحوا بالغالي والنفيس واستبسلوا فى الدفاع عن مدينة الإسماعيلية حتى لجأ العدو الى ضربهم بالاسلحة الثقيلة مخالفآ كل الاعراف ورغم ذلك أسقطت الشرطة المصرية اعداد كبيرة من قتلى ومصابين فى صفوف الاحتلال البريطانى ... وهنا طلب العدو الغاشم بخروجهم بطريقة أمنة بل وقاموا جنود الاحتلال بأداء التحية العسكرية لرجال الشرطة الذين قدموا ملحمة فى الدفاع والزود عن مدينة الإسماعيلية ولا نبالغ اذا قلنا ان ذكرى عيد الشرطة المصرية كان بمثابة الشرارة التى استلهم منها الضباط الاحرار بضرورة تخليص الوطن من هذا العدوان الغاشم وتم بالفعل فى يوم ٢٣ يوليو من ذات العام وقامت الثورة المصرية التى خلصت البلاد من احتلال دام أكثر من ثمانون عام .
واشار خلال حديثه إلى التحديات الجديدة التى تقابل جهاز الشرطة المصرية فقد أصبحت متشعبة ومتعددة فى ظل ما تموج به المنطقة العربية والعالم من ظروف سياسية واقتصادية وعسكرية لا مثيل لها تفاقمت بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية والنزاعات المسلحة فى ليبيا والسودان وغزة والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والحوثيين وقيام اثيوبيا ببناء سد النهضة بالمخالفة للاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها فى هذا الشأن ثم قيامها بعقد اتفاقية مع أرض الصومال بتخصيص ميناء على البحر الأحمر ، لتصبح مصر وسط كل هذة الموجات من النزاعات المسلحة والمشاكل الإقليمية والدولية والعالمية، مما القى مهام وتحديات جديدة للشرطة المصرية لتواكب التطور فى كافة هى النزاعات فى ظل ما يقرب من عشرة مليون وافد من كافة الدول العربية والافريقية والاسيوية .
واكد ان الشرطة المصرية استعدت لكل التحديات السابقة بالاعداد الجيد لرجل شرطة عصرى مدرب يواكب، التطورات الحديثة فى شتى انواع الجرائم السياسية والجنائية من جانب وبالوسائل والتقنيات الحديثة والتحول الرقمى وربط أنحاء الجمهورية بقاعدة بيانات جنائية وسياسية وتطوير المقرات الشرطية وتزويدها بأحدث الأجهزة وتقديم الخدمات فى سهولة ويسر فى كل مجالات العمل الشرطى فى التعامل مع المواطنيين وخاصة الاحوال المدنية - الجوازات - المرور - تصاريح العمل صحف الحالة الجنائية - الأمن العام والربط مع النيابات والمحاكم لمنع أى خارج عن القانون من الافلات من العقاب حفاظآ على حقوق المواطنيين في ظل مهام هيئة الشرطة التى نص عليها الدستور المصرى وقانون هيئة الشرطة والذى يتضمن انها هيئة مدنية نظامية تختص بالمحافظة على النظام والامن العام وتحافظ على الممتلكات والأعراض وتوفر السكينة وعملها الأساسى شقين الاول هو منع الجريمة بكافة صورها وأشكالها والثانى هو ضبط مرتكبيها وتقديمهم للعدالة للقصاص منهم ثم تتولى الحاقهم بمنظومة الاصلاح والتأهيل تمهيدا لدمجه فى المجتمع بعد أنتهاء فترة العقوبة .
الشرطة المصرية اضافت لدورها السابق دور جديد هو البعد الإنساني ،المجتمعى واعدت بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى منظومة أمان - مبادرات كلنا واحد واعدت قوافل طبية من اطباء قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية تجوب كل قرى ونجوع البلاد للكشف الطبى على المواطنيين وصرف الأدوية اللازمة مجانآ وإجراء العمليات الجراحية بمستسفيات هيئة الشرطة للحد من قوائم الانتظار ، والاهتمام بجانب حقوق الانسان ومجالات العنف ضد المرأة والتنمر والتميز فقد اصبح للشرطة المصرية نهج جديد انها شرطة الشعب وللشعب لا يفرقها آحد عن خدمة ابناء الوطن الذين اقسموا على حمايته وحماية شعبه .
وأوضح أن الشرطة المصرية لها سجلات وبطولات خالدة تقدم كل يوم شهداء لرفعة هذا الوطن ومكافحة الارهاب الذى دب فى الجسد بفعل الجماعة المحظورة المارقة الضالة والمضلة والموالين لها الذين اتخذوا الدين والعمل الاجتماعى شعار لخدعة البسطاء فى حين كانت اهدافهم استعمارية وهو القضاء على الهوية المصرية والسير فى فلك التنظيم الدولى للاخوان الذى لا يعترف بقيمة الدولة وانما شعارهم هو استاذية العالم وهو لفظ استعماري استقوه من شعارات جماعات متطرفة موالين لهم وهو لا صوت يعلو فوق صوت مرشدهم والولاء بالسمع والطاعة العمياء دون نقاش .
واسترسل الارهاب هو العدوان الذي يمارسة أفراد او جماعات أو دول بغيا على الانسان فى دينه ودمه وماله وعرضه ويشمل ( التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق وما يتصل بصور الحرابه واخافة السبيل وقطع الطريق ) كما يشمل كل فعل من أفعال العنف والتهديد يقع تنفيذا لمشروع اجرامي فردي او جماعي ويهدف إلى القاء الرعب بين الناس او ترويعهم بإيذائهم او تعريض حياتهم او حرياتهم او امنهم او اقوالهم للخطر ، كما ان من صوره ايضا الحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والاملاك العامة والخاصة او تعريض احد الموارد الوطنية او الطبيعية للخطر فكل ذلك من صور الفساد فى الارض التى نهى الله عباده عنها بقوله ( ولا تبغى الفساد فى الارض إن الله لا يحب المفسدين ) صدق الله العظيم .
واستطرد ولمواجهة الارهاب فأن المولى ورد فى كتابه الكريم ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا فى سبيل الله يوف اليكم وأنتم لا تظلمون وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع البصير ) صدق الله العظيم، فأخافة الباغى او الارهابى المعاند سبيل لكف شره وظلمه ( يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) فالارهاب حصد من ارواح الشرفاء من رجال الشرطة المصرية والقوات المسلحة والمدنيين العديد والعديد وكان اول من تولى هذا الفكر الارهابى فى البلاد هى الجماعة المحظورة الضالة والمضلة والموالين لها التى استغلت البسطاء بأسم الدين واوهمهوم بأن نصرة الجماعة هو نصر للدين الاسلامى وقد استعانت بالشيطان لمحاولة العودة للسلطة كما استعانت بالبلطجية والمسجلين خطر باعتبار ان هولاء محركهم الاساسى هو المادة فكانوا يلهسون وراء من يدفع دون النظر للوطن بل واقنعوا الاشقياء والخطرين بان الله قد غفر لهم طالموا التزموا بتعليمات الجماعة التى تملى عليهم .
وأختتم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعلن فى عيد الشرطة ان خسائر الدولة المصرية فى احداث يناير ٢٠١١ بلغت ٤٥٠ مليار دولار، ولاستعادة ما فقدناه فى الدولة وتوفير البديل لدحر الإرهاب والسير فى مسار البناء والتنمية ، كان لزامآ على الدولة المصرية ان تشمر سواعدها وتفتل عضلاتها وتتحدى الصعاب للعودة الى مكانة مصر بين الدول والأمم والعالم اجمع وبالفعل نجت ولكن المخاطر التى عمت بالعالم من جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية والنزاعات المسلحة فى كل دول الجوار كان له الأثر السلبى ولكن نأمل بعون الله تعالى ان نتجاوز كل تلك الآزمات وتعود مصر الى ركب موقعها الطبيعي، يد شرطة سعيد على مصر وشعبها على مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن.