تمر السنوات والأيام وتظل ملاحم الشرطة المصرية التى عاشها التاريخ المصرى منذ 25 يناير 2011 وحتى اليوم هى رمز جديد للصمود الوطنى، ولتستكمل الشرطة المصرية ورجال الأمن فى هذا البلد فى حفر أسمائهم بحروف من نور، ولا يمكن لنا اليوم ونحن نستحضر ذكرى 25 يناير وأعياد شرطتنا المصرية غير أن نكتب سطور جديدة عن رجال ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، لكى يعلم أبنائنا اليوم ولكى نوثق تاريخ لن ينساه المصريون أبداً، بعد أن تركت الاحداث فى الاف المنازل المصرية صوراً وحكايات لرجال منا قدموا حياتهم فداء لهذا الوطن، فى واحدة من أشرف معارك التاريخ المصرى التى خاضتها الشرطة المصرية، وهى معركة الحفاظ على الهوية المصرية ضد تجار الدين الذين حاولوا سرقة الوطن..
من أجل هؤلاء الشهداء وعنهم نكتب هذه السطور، نكتب ونحن نجنى ثمار لحظات الأمان التى ضحوا من أجل أن يحياها أجيال ربما لم يدركوها وقتها وربما ستكون لهم مجرد سطور فى التاريخ، ولكنها بالنسبة لى ولجيلى هى لحظات من العزة والفخر أنه حينما استدعانا الوطن كان رجال منا على شرف المسؤولية، أستطاعوا أ، يحافظوا على مجد وعزة الأمن المصرى، فدعونا نقف سويا على محطات هامة لأرواح شهدائنا، ونذذكر كل منهم ونخبر أرواحهم أننا لن ننساهم ما حينا أبدأ..
يحضرنى فى البداية أسم المقدم محمد مبروك بطل قضية التخابرفهو بطل حفر اسمه بين الكثير من شهداء الشرطة الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن أمن واستقرار الوطن، وفى 18 نوفمبر 2013، كان يوم استشهاد المقدم محمد مبروك، حينما فتح أشخاص ملثمون الأعيرة النارية عليه لحظة خروجه من منزله متجهاً إلى عمله، فاستُشهد فى الحال بـ12 رصاصة.. وكان الراحل مشرفاً على قضايا أمنية مهمة للغاية، ومنها قيامه بالإدلاء بأقواله أمام نيابة أمن الدولة بقضية تخابر قيادات الجماعة الإرهابية مع دول أجنبية، إضافة إلى قيامه بالإشراف على تحريات هروب المعزول محمد مرسى وجماعته من سجن وادى النطرون، وكان له دور كبير فى القبض على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو، هذا البطل الذى قدم حياته ثمناً غاليا لكى يكشف واحدة من أهم قضايا بيع الوطن.
فى 19سبتمبر 2013 سجل اللواء نبيل فراج الضابط الصعيدى ابن سوهاج فى هذا التاريخ، اسمه ضمن شهداء الوطن، خلال مواجهة مجموعة من الإرهابيين، الذين كانوا يسعون للسيطرة على منطقة كرداسة، ليسقط شهيداً، وتخرج اللواء فراج فى كلية الشرطة عام 1981، والتحق بالإدارة العامة لاتصالات الشرطة عام 2004، وحصل على رتبة عقيد سنة 2007، وعرف بكفاءته فى العمل، حتى ترقى لدرجة لواء فى يوليو 2013، ومنها تمت ترقيته مساعدا لمدير أمن الجيزة حتى استشهد أثناء اقتحام كرداسة، ليحفر اللواء فراج أسمه بحروف من النور فى تاريخ الشرطة المصرية..
ولا يمكن لأحد أن ينسى أسم الشهيد البطل المقدم محمد عفت القاضي، الذي استشهد أثناء تصديه لسجناء حاولوا الهرب من سجون طرة في القاهرة، واستبسل حتى سقط شهيدًا وعمل البطل محمد عفت القاضى ضابطاً مباحث بسجن شديد الحراسة بطرة وهو خريج كلية الشرطة دفعة 2007 ، وكان يبلغ من العمر وقت استشهاده 34 عاما..
قائمة الشرف والعزة تضم الكثير والكثير من الأسماء التى لا يسعنا ذكرها جميعا ولكن يحضرنى هنا أسم العميد امتياز اسحاق هذا البطل الذي كان محبًا للجميع، فقد أفنى حياته في خدمة الوطن، وأدى رسالته الأمنية بإخلاص وأمانة حتى سقط شهيدًا وهو يؤدي واجبه في حادث الواحات الشهيد البطل الذي تمنى الشهادة، نالها وهو في عمله الذي كان يعشقه، خلال مواجهات دامية مع عناصر إرهابية، بطريق الواحات، يوم 20 أكتوبر 2017، والتى أسفرت عن استشهاد 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين، ومقتل وإصابة 15 من الإرهابيين، كان محبوباً بين زملائه، معروف عنه الشجاعة والتقدم في طليعة الصفوف للدفاع عن الوطن..
قائمة العزة والشرف لا تنتهى ويكفى أن نعلم أنه منذ أحداث يناير 2011 أستشهد ما يقرب من 20 الف شرطى برتب مختلفة وافراد أمن دفاعا عن هذا الوطن وبالطبع لن تسع هذه السطور القليلة فى ذكرهم جميعا، ولكننا سنستكمل الحديث فى مقالات قادمة عن مزيد من الاسماء والتضحيات التى قدمها رجال منا أخلصوا فى الدفاع عن شرف هذا الوطن وعزته، وفى نهاية هذه السطور لا يسعنا غير أن نقدم التهنئة لكل رجال الشرطة فى مصر بعيدهم ونحن ننحنى لهم إجلالا عما يقدموه من أجل هذه البلد.