قالت الدكتورة وفاء علي أستاذة الاقتصاد والطاقة، إن توقعات وكالة الطاقة الدولية قد تم تعديلها فيما يتعلق بالطلب والمخزونات النفطية، متأثرة بعوامل تحكمها فوضى البحار والمحيطات والمضايق المائية، والسياسات النقدية، ووفرة المعروض في السوق العالمية، خاصة من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك بلس"، فوكالة الطاقة وهى إحدى الاذرع البحثية تتحدث عن ديناميكية الأسواق العالمية فيما يخص عناصر الاقتصاد الكلى للعرض والطلب على النفط خلال عام ٢٠٢٤.
وأضافت الدكتورة وفاء،في تصريح خاص ل "بلدنا اليوم" , أن الأسواق النفطية قد تعرضت لتقلبات وتذبذبات بسبب الأحداث المتلاحقة، ولكن التوقعات والواقع قد يكونان أموراً مختلفة تمامًا، ففي هذه الأسواق غير المستقرة والقطعية، من الصعب التنبؤ بالتطورات المفاجئة التي يمكن أن تحدث في غضون لحظات، على الرغم من ضعف البيانات الصينية، قد يحدث زيادة في الطلب بمقدار 50 ألف برميل يوميًا في حالة تغير ديناميكية الأسواق ومعدلات النمو.
وتابعت: أن الأسعار ليست مثالية، إلا أن جميع الخيارات مفتوحة بين منظمة أوبك بلس والبيانات الصينية وتوقعات وكالة الطاقة الدولية والسياسات النقدية، ولإتمام صورة كاملة لحالة عدم اليقين والضبابية، تأتي فوضى البحار والمحيطات والمضايق المائية كعوامل أخرى تؤثر على الأسواق.
وأوضحت أستاذة الاقتصاد والطاقة، أن الأرقام ستترك بصمة على بداية ونهاية هذا العام فيما يتعلق بالعرض الافتتاحي لأسواق النفط وآثار التوترات الجيوسياسية عليها، بعد انسحاب أنغولا من منظمة أوبك بلس، شهدنا تأثير السياسات التوافقية التي اتبعتها المنظمة خلال العام الماضي للحفاظ على توازن العرض والطلب وفقًا للبيانات العالمي، ولا تزال البيانات الصينية ضعيفة، والركود الاقتصادي ينتشر في الاقتصاد العالمي، مع استمرار الفوضى العالمية والصراعات الجيوسياسية التي تحولت إلى مناطق مثل البحر الأحمر وخليج عدن بعد هجمات الحوثيين، شهدنا تشكيل تكتلات وتحركات عسكرية تؤثر على أسواق النفط، مما أدى إلى زيادة علاوة الشحن بنسبة 20٪ وتأجيل وصول الشحنات حتى شهر مارس المقبل.
ونوهت الدكتورة وفاء علي, أن بعض التقارير أفادت بتغيير مسار بعض الشحنات،على الرغم من خروج أنغولا، استطاعت منظمة أوبك بلس التحكم في الوضع، حيث قدمت تخفيضات متوازنة للأعضاء، وتحملت السعودية وروسيا الحصة الأكبر من التخفيضات، ومع وجود منافسة منتجي النفط خارج منظمة أوبك بلس، زادت الفائضة في العرض العالمي، مما جعل الأسواق غير متأثرة بالأحداث الجيوسياسية والسعر يتحرك عرضيًا.
وأكملت: هناك منافسة كبيرة في سوق النفط وتلعب الولايات المتحدة دورًا هامًا في هذا السياق،مستخدمه استراتيجية شراء النفط من فنزويلا وخلطه بنفطها لزيادة مخزونها الاستراتيجي بعد انخفاضه، على الرغم من ذلك، ما زالت منظمة أوبك بلس متماسكة حتى الآن وقد أظهرت قوتها عبر الفترة السابقة بتوقعاتها لتفاوت الطلب وتنفيذ قرارات التخفيض،والأسواق تتلقى تصريحات من المنظمة بشأن البقاء أو الانسحاب من دون رد فعل قوي، حيث أنها مشغولة حاليًا بالتوترات في البحر الأحمر.
وفي سياق متصل, وانه تم الإعلان عن انضمام الكونغو والعراق ونيجيريا،وانضمام البرازيل كممثل لأمريكا اللاتينية إلى أوبك بلس بإنتاج يبلغ 1.7 مليون برميل يوميًا، وهذا سيعزز فعالية أوبك بلس بعد خروج أنغولا من المنظمة من حيث الكميات، بالإضافة إلى ذلك، تواصل أوبك بلس الحفاظ على استقرار الأسواق النفطية ومراقبة السلوك السعري، ومع استمرار الأوضاع العابرة في البحر الأحمر وتصاعد الفوضى في الأحداث، من المبكر جدًا أن نحكم على السلوك السعري لأسواق النفط.