واحد من عمالقة التمثيل، يمتلك نبرة صوت مميزة وموهبة كبيرة، قدم خلال مسيرته العديد من الشخصيات التي ما زالت عالقة في ذاكرة جمهوره، هو "مدبولي" في "باب الحديد" والشيخ المنافق في الزوجة الثانية، والشيخ الطيب في "حسن ونعيمة " هو الفنان حسن البارودي.
ولد حسن البارودي في 19 نوفمبر 1890 درس في مدرسة الأمريكان، وكان والده يعمل مترجما وجعله يحب المسرح ويتعلق به وكان بعد عودته من المسرح يقوم بتقليد الممثلين، في إحدى المرات زرار سعد زغلول مدرسته ووقف أمامه ليقى كلمة ومن براعة أداءه مازحه "زغلول" وقال له "انت اسمك حسن وصوتك حسن أنا أرشحك لما تكبر تشتغل محامي لطريقة كلامك وألقائك هتاخد براءة من أول جلسة".
عين ملقن في فرقة يوسف وهبي، وفي إحدى المرات تغيب الفنان استيفان روستي عن مسرحية "غادة الكاميليا" ليحل مكانه ونجح لحفظه الدور ومن يومها أصبح أحد نجوم فرقة رمسيس.
انفصل عن فرقة رمسيس وانضم إلى فرقة عزيز عيد ثم كون فرقة خاصة به مع الفنانة نجمة إبراهيم ثم انتقل الى المسرح القومي، تأثر "البارودي" بالمخرج زكي طليمات وربطته علاقة صداقة مع الفنان حسين رياض والفنان عبد الوارث عسر.
استعان به مخرجي السينما وبرع في عدة أدوار أبرزها دور البخيل فى فيلم "درب المهابيل " ورئيس عصابة نشل من الأطفال في "جعلوني مجرما" وشارك في العديد من الأفلام أبرزها "بنت النيل، هارب من السجن، الأفوكاتو مديحة، الفتوة، باب الحديد، هجرة الرسول، الطريق، الشيماء، الزوجة الثانية" وكان المخرج يوسف شاهين من أشد المخرجين بموهبته وشارك معه في 3 أفلام "باب الحديد، فجر يوم جديد، العصفور" وهو الأخير هو آخر أفلامه، وشارك في 3 أفلام اجنبية "القاهرة" وهو فيلم إنجليزي وفيلم "الخرطوم" وفيلم "ثلاث قصص مصرية".
بلغ رصيد حسن البارودي 200 مسرحية و100 فيلم بينما قدم للإذاعة "كتاب الأغاني للأصفهاني" من 450 حلقة وكان الجمهور ينتظر عرض كل حلقة حتى أن الشوارع كادت تخلو من المارة وقت إذاعة الحلقات.
في أواخر أيامه ضعف نظره وتواصل مع وزارة الثقافة للسفر إلي لندن للعلاج ولكن الوزارة اعتذرت وبوساطة من أم كلثوم تمت الموافقة على طلبه وسافر وقام بإجراء العملية، كانت نبرة صوت "البارودي" مميزة وساعدته في أداء الكثير من الشخصيات وعن صوته قال المخرج الأمريكي جورج راتوف أن صوته يساوي مليون جنيه.
تزوج مرتين من رفعية الشال وله منها أبنة وتزوج مرة ثانية وأنجب 3 أبناء، وتوفي في 17 سبتمبر 1974.