يُعد الذكاء الاصطناعي تقنية واعدة يمكن أن تساعد في تحسين أداء الموانئ المصرية لاسيما وإن الدولة المصرية تسعى إلى تحديث منظومة النقل البحري بها لتواكب أحدث التقنيات العالمية التنافسية الشديدة في مجال النقل البحري خاصة.
تطور الذكاء الاصطناعي بالموانئ
وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور إبراهيم جلال فضلون، في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، إن العالم يشهد تطورًا متسارعًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوقعات بإسهامه بـ 320 مليار دولار في الناتج المحلي بحلول 2030، موضحا أن هذا سيؤثر بشكل كبير في مختلف جوانب الحياة البشرية، والشرق الأوسط خاصة، حيث تتضمن مكوناتها فيها من المبادئ العامة 34 %، والحوكمة 76 %، والسياسات 49 %، والأدوات والتنفيذ 49 و51 % على التوالي.
لذا يتزايد الاهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي (بنهم) والاستفادة منها في منطقة تتبنى مسار التحول الرقمي على نحو فريد ومتزايد، وقد أطلقت مصر «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الصناعي» في يوليو عام 2021، والتي تتركز على 3 محاور أساسية.
وأضاف إبراهيم فضلون أن مصر احتلت المرتبة الثانية إفريقيا بعد موريشيوس و الـ56 عالمياً في تقرير عام 2022، موضحا أن هذا تقدم كبير مقارنةً بتقرير عام 2019 حيث كانت في المرتبة الثامنة أفريقياً، و111 عالمياً من أصل 194 دولة، بل وكشف تقرير التنمية البشرية عام 2021 عن تقدم مصر بـ55 مرتبة في مؤشر «الجاهزية الحكومية للذكاء الصناعي».
ووفقاً لمؤشر المعرفة العالمي، أشار أن مصر تقدمت من المرتبة 72 من أصل 138 دولة في عام 2020، إلى المرتبة 53 من بين 154 دولة في عام 2021.
أسباب انطلاق الذكاء الاصطناعي نحو النقل والاقتصاد
وتابع : أن هناك ثلاثة أسباب لانطلاق الدولة نحو بيئة الذكاء الصناعي في النقل الشريان الحيوي للاقتصاد والتجارة، وكأنه "نفط ق 21 خاصة كمصدر ذات التعداد السكاني الكبير وثانيها الطبيعة الديمغرافية وتوصف بأنها (فتية ديمغرافياً)، لكثرة استخدام الهواتف بيد القاعدة الكبيرة من السكان وهم الأطفال والشباب، وأخيراً سهولة تدريب تلك الفئة على هذه التكنولوجيا، وتطويعها كي تكون صديقة للمناخ مع تحول الصناعات إلى اللون الأخضر.
وأوضح أن إجمالي الإنفاق على مشروعات الطرق والسكك الحديدية والمترو والنقل البحري خلال الفترة (2014-2024) أي تسع سنوات من عُمر الرئيس (تريليونا جنيه)، وهو رقم تم إعلانه أمام الرئيس فى ثاني أيام مؤتمر «حكاية وطن ، وهذا يجعل أن يكون هناك سباق زمني لربط شبكة الموانئ المصرية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كأحد عوامل القوة الاقتصادية للدول فالموانئ المصرية استقبلت 1.5 مليار طن بضائع و60 مليون حاوية خلال 9 سنوات.
واسترسل إبراهيم فضلون كلامه، قائلا " أن تكون مصر مركزا للتجارة العالمية واللوجستيات، لابد أن تكون قادرة على خدمة التجارة الدولية خاصة على طريق الممرات اللوجستية المتكاملة، وبالتالي إعلان الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل بحلول 2030 ستكون شبكة الموانئ المصرية مجهزة بمحطات تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لتحقيق قوة الاتصال مع الأسواق العالمية، التي تم تجهيز الموانئ المصرية بأحدث معدات التشغيل والتداول بالعالم (أوناش الرصيف الكهربائية العملاقة – أوناش الساحة الكهربائية – شاحنات نقل الحاويات)، وتسهيل إجراءات الدخول والخروج بالموانئ مقارنة الوضع في 2014 و2023، والتي كانت بنظام الفحص اليدوي وفي عام 2023 أصبحت بوابات الدخول اليه.
إنشاء خطوط جديدة للسكة الحديد
وفى مجال البنية الأساسية، أوضح أن هناك إنشاء خطوط جديدة للسكة الحديد ضمن الممرات اللوجيستي بتكلفة تقديرية 70 مليار جنيه لربط الموانئ الجافة والمناطق اللوجيستي، والعمل على خطة توطين صناعة السكة الحديد، التي تخدم الموانئ حيث تم تطوير النقل البحري، وبناء أسطول القاطرات البحرية ليصل الى ٥٢ قاطرة عام ٢٠٢٣، ومستهدف أن تصل إلى ٨٠ قاطرة بقوة شد تصل إلى 90 طنا قادرة على خدمة السفن العملاقة.
وتابع : أن فى 2023، أصبح عدد الموانئ البحرية 18 ميناء وزادت مساحات الموانئ البحرية من 40 مليون م2 عام 2014 إلي 75 مليون م2 عام 2023 لتصل إلى 100 مليون م2 بحلول 2030.
وأكد أن حاليا يتم ايضاً تطوير الأسطول البحري المصري ليصل الي 31 سفينة عام 2030 بدلاً من 20 سفينة عام 2014 ليكون قادر علي خدمة البضائع الإستراتيجية من الغلال والبترول والركاب بين مصر وباقى دول العالم.
أحدث نظم الموانئ الخضراء
واختتم كلامه بأنه يتم حاليا تطبيق أحدث نظم الموانئ الخضراء من حيث الاعتماد على مشروعات الطاقة الشمسية وتطبيق نظام البيئة المستدامة، بالتزامن مع التحول الرقمي في الموانئ المصرية والشراكات الاستراتيجية بين الموانئ والشركات والخطوط العالمية وهو مشروع قد يصل تكلفتهُ لربطه بالذكاء الاصطناعي 3 تريليون جنيه.
مجموعة متنوعة من العمليات التي يمكن استخدامها بالموانئ
ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من العمليات ومن أبرزها إدارة محطات الحاويات مثل محطة الحاويات الجاري إنشاؤها حاليا في ميناء الدخيلة ومن تلك العمليات :
تحسين تخطيط وإدارة العمليات ،
تحسين السلامة والكشف عن المخاطر المحتملة، واتخاذ إجراءات وقائية ،
توفير معلومات ودعم أفضل للعملاء
تحديد وتمييز الحاويات، وتتبع حركتها، واكتشاف الأخطاء.
زيادة دقة التنبؤ بالطلب على البضائع، وتحديد فرص التخطيط وإعادة التوزيع
أداء المهام المتكررة أو التي تنطوي على درجة من الخطورة، مثل نقل الحاويات وتفريغها.
تحسين الكفاءة التشغيلية للموانئ، من خلال تقليل الوقت والتكلفة المطلوبين لمعالجة الحاويات والبضائع.
زيادة الإنتاجية للموانئ، من خلال رفع سرعة ودقة العمليات.
تقليل الأخطاء البشرية واكتشاف المخاطر المحتملة.