نقص الجيلاتين ينذر بكارثة.. برلمانية: يؤثر على كمية الأدوية المنتجة ..وصاحب مصنع: نواجه صعوبات في توفير المادة الخام

الاحد 17 سبتمبر 2023 | 09:51 مساءً
ارشفية
ارشفية
كتب : عامر عبدالرحمن

_ برلمانية: نقص الجلاتين سيؤدي إلى توقف إنتاج كثير من الأدوية

_برلماني: هناك أدوية كثيرة لا تعتمد على الجلاتين وتستخدم مواد أخرى للحفظ

_ رئيس شعبة الأدوية: الجلاتين المحلي يتمتع بجودة ومواصفات مماثلة للجلاتين المستورد

_صاحب مصنع : نواجه صعوبات وتحديات في توفير المادة الخام للجلاتين

تعتبر إضافة مادة الجلاتين إلى بعض الأدوية أمرًا شائعًا في صناعة الأدوية، والصناعات الغذائية ،حيث تلعب دورًا هامًا في حفظ الأدوية وتعزيز امتصاصها في الجسم، يعتبر الجلاتين مادة آمنة ومعتمدة من قبل الهيئات الصحية العالمية، وفي إطار ذلك تسعى الحكومة إلى التوسع في إنتاج الجلاتين من خلال استغلال مخلفات الحيوانات، وهو الأمر الذي قد يواجه صعوبات في توفير المادة الخامة للجلاتين، خاصة في ظل الانخفاض الملحوظ في ذبح الحيوانات نتيجة لارتفاع أسعار اللحمة وعزوف المواطنين عنها مما يسبب نقص شديد في توفير الجلود.

في هذا الشأن سنتعرف على آراء بعض الخبراء والمسؤولين حول أهمية الجلاتين في صناعة الدواء والغذاء ،والتحديات التي تواجه الدولة في تنفيذ هذه المشاريع.

في البداية ذكر الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية في الغرفة التجارية، إن الجيلاتين يستخدم في صناعة الأدوية في شكلين رئيسيين: كبسولات الدواء الصلبة وكبسولات الدواء الرخوة، وتعتبر البرازيل وبعض الدول الأخرى مصادر رئيسية لاستيراد الجلاتين الخام إلى مصر.

وأضاف رئيس شعبة الأدوية في الغرفة التجارية: الجلاتين في مصر يلعب دورا كبيرا في قطاع صناعة الدواء، وتوجد ثلاثة مصانع لإنتاج الجلاتين الرخوة، ومصنعين لإنتاج الجلاتين الصلب، وتستورد المادة الخام المستخدمة في إنتاج الجلاتين من الخارج، وعادة ما يتم استيرادها من البرازيل.

وأشار "عوف"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إلى أهمية ضمان خلو المادة الخام من الأمراض التي قد تصيب الحيوانات، وذلك من خلال الحصول على شهادات صحية تصدرها السلطات الصحية في البلدان المصدرة، يتعين على الشركات المستوردة الحصول على موافقة هيئة صناعة الدواء قبل استيراد الجلاتين، ويتم إجراء التحاليل اللازمة للتحقق من جودة وسلامة المنتجات قبل استخدامها في صناعة الدواء.

وأكد رئيس الشعبة، أن الجلاتين المحلي يتمتع بجودة ومواصفات مماثلة للجلاتين المستورد، مع وجود فرق في السعر نظرا لاختلاف أسعار العملات. ولذا، يعد وجود صناعة محلية للجلاتين ضروريا ومهما.

وأضاف: تلبي المصانع المحلية فقط 30٪ من الاحتياجات من الكبسولات الصلبة، في حين يتم استيراد 70 % وهي النسبة الباقية من الخارج، أما بالنسبة للكبسولات الرخوة، فإن الجلاتين الخام يتم استيراده من الخارج وتتم عملية التصنيع في مصر.

من جانبها، أكدت النائبة إيرين سعيد عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب أهمية مادة الجلاتين في صناعة الكبسولات الجلاتينية للأدوية ومستحضرات التجميل، وأشارت إلى أن الجلاتين هو الإطار الذي يحتوي على المادة الخام لجميع الكبسولات المتواجدة في السوق، وأن مادة الجلاتين تمثل أهمية كبيرة في قطاع الأدوية.

وأضافت البرلمانية, بالنسبة لنقص الأدوية في الفترة الماضية، فمادة الجلاتين ليست هي السبب الرئيسي وإنما كان النقص يرجع إلى عوامل أخرى مثل ارتفاع سعر الدولار الذي تسبب في نقص المواد الخام.

وعلقت على إعلان الحكومة بشأن التوسع في إنتاج الجيلاتين من مخلفات الحيوانات، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم توفر كميات كبيرة من الجلود والعظام بسبب انخفاض نسبة النحر في مصر، إلا أنه يمكن تنفيذ مشاريع إنتاج الجلاتين بتوفير المستلزمات الزراعية وتشجيع المزارعين على العمل.

وأشارت "إيرين" إلى أن التوسع في الزراعة وتوفير العلف والرعاية البيطرية للمواشي سيؤدي إلى زيادة الثروة الحيوانية وانخفاض أسعار المواشي واللحوم، مما يزيد الإقبال عليها ويؤدي في النهاية إلى توفر مخلفات الحيوانات بما في ذلك الجلود والعظام وبالتالي توفير المادة الخام لصناعة الجلاتين وتعزيز صناعة الدواء في مصر, كما أشارت إلى إمكانية تصدير الجلاتين إلى الأسواق الخارجية.

وأوضحت النائبة، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" ،أن مصر تستورد معظم المواد الخام من الصين والهند ولم تواجه أي مشاكل في توفير المادة الخام من هذين البلدين في الفترات الماضية، بسبب العلاقات الطيبة والمصالح المشتركة. وشددت على أن نقص مادة الجلاتين سيؤدي إلى توقف إنتاج العديد من الأدوية، وأكدت أن موضوع الجلاتين أمر هام جدًا لا يمكن تجاهله.

وطالبت عضو لجنة الشؤون الصحية , الحكومة بأن تولي اهتمامًا للفلاح والثروة الحيوانية، إذ سيؤدي ذلك إلى توفر المحاصيل والسلع الغذائية المحلية بشكل أكبر وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى توفير المادة الخام لصناعة الجلاتين وتعزيز صناعة الدواء في مصر, كما أشارت إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في مشاريع إنتاج الجلاتين من مخلفات الحيوانات وتوفير الدعم اللازم للمزارعين والمنتجين في هذا القطاع.

وفي الوقت نفسه، يتعين أيضًا على الحكومة البحث عن بدائل لمادة الجلاتين في صناعة الكبسولات الجلاتينية للأدوية ومستحضرات التجميل، مثل استخدام مواد بديلة طبيعية أو صناعية قابلة للتحلل، يمكن أن تساهم الأبحاث والتطوير في هذا المجال في إيجاد حلول بديلة مستدامة وفعالة.

على المستوى العالمي، يجب أيضًا أن تتعاون الحكومات والمنظمات الدولية للعمل على توفير موارد مستدامة لصناعة الجلاتين والأدوية بشكل عام، يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعاون الدولي في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، وتوفير الدعم التقني والمالي للبلدان التي تعاني من نقص في موارد الجلاتين والأدوية.

بشكل عام، يتطلب حل مشكلة نقص مادة الجلاتين في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل جهودًا مشتركة من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع العلمي لتعزيز صناعة الجلاتين وتوفير مصادر مستدامة للمادة الخام ، يجب أن تكون هناك استراتيجيات شاملة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنمية صناعة الدواء المحلية في مصر وفي العالم بشكل عام.

ومن جانبه قال النائب أحمد عبد اللطيف الطحاوي، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب ،وحاصل على دكتوراة في الأدوية والعلاج، إن إضافة مادة الجلاتين إلى بعض الأدوية لها هدفين رئيسيين. الهدف الأول هو الحفاظ على استقرار وجودة الأدوية، بينما الهدف الثاني هو تعزيز امتصاص الأدوية التي تحتوي على كبسولات الجلاتين في الجسم، سواء عبر الأمعاء الدقيقة أو الدورة الدموية.

وأكد الطحاوي, أن هناك العديد من الأدوية التي لا تحتوي على مادة الجلاتين وتستخدم مواد أخرى للحفظ، وأشار إلى أن الجلاتين متوفر ولا يوجد نقص في إمداداته، كما أكد أنها آمنة للاستخدام وليس لها آثار جانبية سلبية، حيث تمت الموافقة عليها من قبل الهيئة الفدرالية الأمريكية ولا تصدر إذنًا لأي مادة أو دواء قبل التأكد من سلامته وعدم تسببه في ضرر على صحة الإنسان.

بينما قال المهندس أحمد أمين رئيس مجلس إدارة إحدى شركات صناعة الجيلاتين، إن الشركة تُعتبر من أكبر مصنعي وموردي مادة "الجيلاتين الحلال"، الذي يستخدم في صناعة المواد الغذائية وحفظها، وتشمل المُنتجات الغذائية التي تحتوي على مادة الجيلاتين الحلال أطعمة مثل الحلوى الصلبة والحلوى اللينة، والمارشميلو، واللحوم المُصنعة، والزبادي وأغذية الحيوانات الأليفة، والشيكولاتة.

وأضاف "أمين" تعتبر الشركة الآن أكبر شركة لصناعة الجيلاتين في مصر،حيث تقوم الشركة بتصنيع مادة الجيلاتين من جلود الحيوانات، وليس العظام نظراً لعدم توافر الخبرات في ذلك،ونستخدم بشكل خاص جلود الأبقار والجاموس المذبوحة وفقًا للشريعة الإسلامية.

وتعتمد الشركة على طرق تصنيع وإنتاج الجيلاتين الحلال، حيث يتم إزالة المواد غير الكولاجينية من الجلود عن طريق عمليات مختبرية متخصصة تتبع أحدث التكنولوجيا العالمية. وبعد ذلك، يتم إنتاج الجيلاتين الحاصل على شهادة حلال والذي يستخدم في صناعة المنتجات الغذائية.

وتابع: وتحظي منتجات الجيلاتين التي تصنعها الشركة بالعديد من الفوائد الصحية، حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين والأحماض الأمينية،بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الجيلاتين الصناعي كمكون هام في صناعة الصمغ والغراء، مثل الصمغ الهلامي والصمغ المنصهر الساخن، كما يتم تصنيع أنواع جيلاتين صناعي متميز يستخدم في إنتاج الغراء غير السام والقابل للتحلل، مما يجعلها مفضلة في العديد من الصناعات التي تبحث عن منتجات صديقة للبيئة.

وفي سياق متصل كما تستخدم منتجات الجيلاتين في صناعة الآلات الموسيقية والمفروشات والأثاث، نظرًا لقوتها ومرونتها في الوقت نفسه.

وأكد المهندس أحمد أمين من خلال تصريحات خاصة " لبلدنا اليوم" ، علي جودة منتجاتنا التي تعتمد علي استخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا المتطورة في عمليات الإنتاج، وتلتزم الشركة بالمعايير الدولية في جميع مراحل الإنتاج، وتخضع جميع منتجاتها لفحوصات ومراقبة الجودة من قبل وزارة الصحة المصرية والهيئة البيطرية، حصلت الشركة أيضًا على شهادات ISO 20000 و ISO 18000. جميع منتجات الجيلاتين التي تنتجها الشركة تتوافق مع المعايير الغذائية والصحية العالمية.

وأوضح "أمين"، أنه يعاني من صعوبات وتحديات في توفر المادة الخام المستخدمة في صناعة الجيلاتين، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم، هذا الارتفاع يؤدي إلى انخفاض عمليات الذبح، مما يقلل من توافر الجلود اللازمة لإنتاج الجيلاتين، ونتيجة لذلك، اضطرت الشركة إلى شراء المادة الخام بأسعار مرتفعة.

وفقاً للمدير التنفيذي لشركة الأمين، فإن الشركة تعمل حالياً بنصف طاقتها الإنتاجية بسبب قلة توافر الجلود اللازمة لصنع الجيلاتين، والتي تعد المادة الخام الأساسية، ورغم توفر قدرات الشركة الإنتاجية العالية، إلا أنها غير قادرة على الاستفادة الكاملة منها نظراً لنقص الجلود وتفاقم تكاليف المواد الخام، ومع ذلك، فقد أكد المدير أنه يتعامل مع الوضع بشكل إيجابي، حيث يستمر في تشغيل جميع العمال ولم يقم بالاستغناء عن أي منهم في هذه الظروف الصعبة.

واستطرد: أن كمية الإنتاج الحالية لا تتناسب مع حجم العمال الموجودين في الشركة، حيث يوجد طاقة إنتاجية كبيرة لديهم ولكنها لا تستغل بالشكل المطلوب نظراً لنقص الجلود، مشيراً إلى أن هناك حاجة كبيرة للجيلاتين في السوق، وعلى الرغم من وجود إمكانية إنشاء مصانع أخرى لإنتاج الجيلاتين، إلا أن كمية الجلود المنتجة في مصر غير كافية لتلبية احتياجات مصانع إضافية. وفكرة استيراد الجلود من الخارج تواجه عدة قيود، مثل نقص الدولار والشروط المعقدة لاستيرادها، مما يجعلها خياراً صعباً ويمكن أن يتسبب في مشاكل إضافية.

وفي نهاية كلامه لفت رئيس الشركة إلي أن منتجات الجلاتين المصرية تحظي بمنافسة الشركات الأخري عالميا , وهو الأمر الذي جعل الطلب علي منتجات الشركة في تزايد مستمر سواء محليا أو في الشرق الأوسط ،وكذلك في امريكا وغالبية دول الاتحاد الأوروبي .

اقرأ أيضا