قال كفاح سنجاري، الكاتب والباحث السياسي المختص بالشأن العراقي، إن كركوك واحدة من المدن التي تعرضت للتغيير الديموغرافي منذ 1958 وحتى يومنا هذا، وكان ذروتها في حكم الرئيسين البكر وصدام حسين، وتم تهجير مئات الآلاف من سكانها الكورد الأصليين إلى مناطق جنوب ووسط العراق.
وتابع الباحث السياسي المختص بالشأن العراقي في تصريحات خاصة ل «بلدنا اليوم» قائلا: "واستقدم بدلهم سكانا من المحافظات الجنوبية والوسطى لقاء إغراءات مادية كبيرة وتم إسكان الكثير منهم في بيوت المهجرين".
وأضاف: "إنه بعد عام 2003 اتفقت القوى السياسية على وضع خارطة طريق لحل وإنهاء تداعيات تلك العمليات وتم تضمينها في المادة 140 من الدستور الدائم، لكن للأسف القوى المنفذة وخاصة الطائفية أاذرعها الميليشياوية عملت على عدم تطبيق تلك المادة واستمرت في سياسة التغيير الديموغرافي التي وصلت ذروتها في 16 أكتوبر 2017".
وأردف: "إن ميليشيات الحشد الشعبي اجتاحت المحافظة بقيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني والتي أدت هي الأخرى إلى احتلال المدينة وتهجير ما يقرب من 80 ألفا من سكانها الكرد".
وأشار "سنجاري" إلى أن ما جرى خلال الأيام السابقة في كركوك يترجم نهج تلك القوى بعودة أهاليها والأحزاب التي تمثلهم وفي مقدمتهم الحزب الديمقراطي.
وأكد أن أحداث كركوك تأتي في سياق دعايات انتخابية مبكرة خاصة، مشيرا إلى أن الحزب الديمقراطي يشكل ثقلا كبيرا بين سكان المحافظة لذلك تخشى تلك القوى من عودته.