وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة للمواطنين، وجاءت نص الرسالة على النحو التالي: الوطن هو مصدر العزة والرفعة والملجأ لابنائه والمكان الذي يعطى الاحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة والسكينة، وهو الذي يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علي كرامتهم وهو الذي يجمع الأهل والأحبة والأقارب والاصدقاء وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع وهو الكيان الذى ينتمي إليه ويعتبره أساس بداياته ونهايته وهو الحضن الذى يضم ابناءه ويحتويهم وهو المستقر والأمان فهو أغلى ما في الوجود وهو المكان الذي تظل الروح تهفو اليه مهما ابتعدت عنه ويظل الفؤاد يهوى إليه مهما شعر فيه بالحزن والألم، فمن كان بلا وطن حرم من تلك المشاعر الفياضة والحنين إلى نبت الأرض التى ولد وتربى فيها.
واضاف الشرقاوي أن حب الوطن فرض على افدية بروحي، ليه بس ناح البلل ليه فكرني بالوطن الغالي، قضيت أعز شبابي فيه وفيه حابيبي وعذالي، وان شاف هوان ولا قسية افديه بروحي وعيني، يا مصر انا رضعت هواك من الصبا وجرى في دمي، ارواحنا وشبابنا فداك وفداك روحي وعيني، ما ليش يامصر حبيب غيرك اميل اليه فى الدنيا دى ، دا انا متربي في خيرك وازاى راح انسى هوى بلادي، ونيلك الحلو الصافي افديه بروحي وعيني، حب الوطن فرض على ومين يلومني في حبه ده مين ، ده ورده احلى فى عيني من كل ورد تشوفه العين، يا يعيش كريم يا اموت كريم، وافديه بروحي وعيني .
وأشار أن الادباء والمفكرين والشعراء والكتاب تغنوا بحب الوطن فهم خير من يعبر عن تلك الاحاسيس والمشاعر تجاه روح الانسان المزروعة فى تراب الاوطان، وقد قالها الشيخ الشعراوى عن مصر أم الدنيا ( من يقول عن مصر انها أمة كافرة ؟ إذن فمن المسلمون ؟ مصر التى صدرت علم الاسلام الى الدنيا كلها ، حتى للبلد الذى نزل فيه أتقول عنها ذلك ؟ ذلك تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، ودفاعا عن الاسلام والمسلمين، من الذى رد همجية التتار ؟ انها مصر، من الذى رد الصليبيين ؟ انها مصر، وستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد اوحاسد او مستغل او مدفوع من خصوم الاسلام من هنا او او خارج هنا .
وأوضح أن البابا شنودة ... أعلى من شأن مصر ايضا عندما قال ( مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا )، وظهرت تلك الكلمات النفيثة والعالم يموج حاليا بالصراعات بسبب الأزمة الاقتصادية التى تجوب العالم ولم يسلم منها دولة عظمة او دولة نامية ، كبوات تتوالى دون فاصل زمنى بل وتتزامن، بداية بجائحة كورونا ، فالحرب الروسية الاوكرانية، والانقسام السودانى بين الفريق عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلى للبلاد من جانب ونائبه حميدتي من جانب آخر، والصراع الليبى، والإرهاب بالمنطقة الشرقية، ازمات عصفت بدول وارهقت اقتصاديات دول اخرى ولم يسلم منها القاصي او داني.
وتابع يا شعب مصر الكريم لا تخدعكم المطالب الحسية ولا تتشدقوا بالظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، والى كل من ينهشوا فى قدرة الدولة المصرية على تخطى الظروف المعيشية، الى كل من يلونوا الحياة باللون القاتم، الى كل من يتصدروا المشهد حاليا ويرغبون فى النيل من استقرار الدولة المصرية، الى كل من نسوا وتناسوا كيف كانت مصر فى احداث يناير 2011 وما تلاها من خراب ودمار استكملت مأساته فى 2013، الى كل من نسوا منظر الحرائق فى كل منشأت مصر وبنياتها التحتية، الى كل من غسل ايديه بدماء رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمدنيين، الى كل من كان يرغب فى تقسيم مصر بخطة الشرق الأوسط الجديد، الى كل من كان يأمل ان تنال رياح الربيع العربى من مصر وشعبها، الى كل من كان يستهدف تشريد مائة مليون مصري، الى كل من كان يرغب فى طمس الهوية المصرية، الى كل من كان يرغب فى حرب أهلية تسود مصر، الى كل من كان يرغب فى محو وسطية الدين بمصر ويجرفها الى الارهاب والتطرف، الى كل من وصف مصر وعلى رأسهم مرشدهم ( ما هى الا حفنة من التراب )، الى كل من كان يرغب فى بيع النساء والفتيات المصريات فى سوق النخاسة، الى كل من يتم الأطفال ورمل النساء، الى كل من بث الخوف والرعب فى قلوب المصريين، الى كل من تسبب فى دخول مصر مرحلة الجفاء العربى والافريقي والعالمي، لن تفلحوا فى ذلك فلحمة الشعب المصرى مع جيشه منذ الأف السنين .
وشدد الشرقاوي في حديثه شعب بلادي هل نسيتم دماء آلاف المصريين من رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمدنيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الحفاظ على مصر، هل نسيتم مخطط تقسيم مصر، هل نسيتم حفنة الاموال التى دفعت للجماعة المحظورة لبيع سيناء، هل نسيتم فتيات ونساء الربيع العربي التى شردت فى كل بلدان العالم، هل نسيتم من تاجروا ببلادهم اين بلادهم الآن واين شعوبهم، يؤسفنا ان نقول ان هناك شعوب تريد الآن ان تشترى وطن بعدما فرطوا فى اوطانهم .
وأختتم الشرقاوي تصريحاته شعب مصر العظيم التاريخ لن ينسى من باعوا الوطن ومصيرهم ( سلة المهملات ) ولن ينسى من قدموا اراوحهم لفداء الوطن فى الدنيا والآخرة وهم الآن فى جنة الخلد ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا ولكنهم احياء عند ربهم يرزقون ) حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن .