قال الدكتور رائد حلس، الخبير الاقتصادي الفلسطيني، إن البنية التحتية والمؤسسات المالية بالولايات المتحدة تتعزز هيمنة الدولار الأمريكي من خلال البنية التحتية المالية الواسعة والمؤسسات المرتبطة به، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبورصة نيويورك، ونظام الدفع سويفت، وبالتالي فإن تطوير بنية تحتية ومؤسسات مماثلة عملية تستغرق وقتا طويلا ومليئة بالتحديات وتتطلب قدرًا كبيرًا من الاستثمار والتنسيق بين دول البريكس.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ" بلدنا اليوم" أن الدولار الأمريكي يتمتع بثقة كبيرة من المستثمرين والشركات والحكومات العالمية، وقد تم بناء هذه الثقة على مدى عقود من الزمن، وهي تتأثر بعوامل مثل استقرار الاقتصاد الأميركي، وسيادة القانون، وشفافية الأسواق المالية، في حين أن بناء مستوى مماثل من الثقة في عملة بديلة سوف يتطلب جهوداً كبيرة ووقتاً طويلاً.
وأشار إلى أن هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة الدولية والتسوية متأصلة بعمق، حيث يتم تسعير العديد من السلع الأساسية، مثل النفط، وتداولها بالدولار، وغالباً ما تتم تسوية المعاملات الدولية بالدولار، وبالتالي فإن استبدال الدولار في هذه المجالات سوف يتطلب تعاوناً واسع النطاق وقبولاً من جانب المشاركين في السوق العالمية.
وأوضح أن هناك خطوات يجب على دول البريكس اتخاذها للحد من اعتمادها على الدولار، مثل زيادة مقايضات العملات والتجارة بالعملات المحلية، وفي هذه الحالة يمكن كسر هيمنة الدولار ولكن بشكل متدرج أما كسر هيمنة الدولار بشكل كامل يستغرق وقت طويل الأمد.