قال الدكتور رمضان أبو العلا أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن ما أعلنته شركة شيفرون الأمريكية بعد شهور من التجارب عن بداية حفر أول بئر استكشافية بداية السنة الجديدة يأتي بناءً على ما أظهرته البيانات السيزمية ثلاثية الأبعاد بمناطق الامتياز بالبحر الأحمر التي تشير إلى وجود مكامن بترولية وتوفر فرص واعدة بالمنطقة، وهي لا تأخذ أي قرارات إلا بعد ما يكون لديها نتائج مبشرة باحتمالات قوية بوجود بترول أو زيت خام أو غاز طبيعي.
وأشار أبو العلا، إلى أن معظم اكتشافات منطقة البحر الأحمر تتميز بالزيت الخام وليس الغاز، وهذا سيساهم في معالجة النقص الشديد فيما يتعلق بإنتاج الزيت الخام في مصر، والذي انخفض إنتاجه مؤخرًا ،ولم يحدث اكتشافات مؤثرة في السنوات الأخيرة تزيد من الاحتياطي الاستراتيجي للبلاد.
ومن المتوقع أن يشجع هذا الاكتشاف الجديد شركات البترول العالمية علي زيادة استثماراتها في مصر لتحقيق مزيد من اكتشافات الزيت الخام، وهذا سيساعد مصر في تقليل الاعتماد على استيراد الزيت الخام وتوفير عملة صعبة بنسبة كبيرة كانت تتحملها الدولة لتوفير احتياجاتها وتحقيق استدامة الاحتياجات المحلية من الزيت الخام.
وتابع: من المعروف أن شركة شيفرون هي إحدى أكبر شركات التنقيب عن البترول في العالم، وفقًا للمعلومات العالمية، فقد حصلت شيفرون على حق امتياز على مساحة تبلغ 10000 كيلو متر مربع في منطقة البحر الأحمر، تم صرف ما يقرب من 20 مليون دولار على أعمال البحث السيزمي والجيوفيزيائي والدراسات الجيولوجية في هذه المنطقة، ومن المخطط أن تستثمر شركة شيفرون حوالي 50 مليون دولار إضافية لحفر أول بئر استكشافي في بداية عام 2024.
واستطرد قائلًا: وبناءً على الإعلانات المبشرة التي أصدرتها الشركة، من المتوقع أن يكون هذا البئر استكشافيًا ناجحًا ومنتجًا، ونتيجة لذلك، ستبدأ هذه المنطقة في جذب المزيد من الاستثمارات وشركات البترول العالمية الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد توقعات لحدوث صراع في منطقة البحر الأحمر بسبب ترسيم الحدود وتحديد المياه الاقتصادية والإقليمية بين مصر والسعودية، وهذا يعني أن المنطقة تتمتع بالاستقرار والهدوء، مما يجعلها جذابة لشركات البترول العالمية.
وأضاف أبوالعلا, في خلال تصريح خاص "لبلدنا اليوم"، بشكل عام، يمكن القول إن وجود شركات كبيرة مثل "شيفرون" واستقرار المنطقة يعززان جاذبية منطقة البحر الأحمر للاستثمارات النفطية وتفضيل شركات البترول العالمية للعمل فيها، كما تعتبر العلاقات المصرية السعودية طيبة، مما يعزز التعاون والاستقرار في المنطقة.
وأوضح أبوالعلا، أنه بالنسبة لمصر، فإنها تمتلك بنية تحتية قوية وجاهزة لاستقبال أي اكتشافات بترولية جديدة في أي وقت، فهي تمتلك محطة استقبال في العين السخنة للزيت الخام المكتشف من منطقة الخليج، ويتم ضخه إلى منطقة سيدي كرير في الإسكندرية عبر خط أنابيب يربط بينهما، كما توجد معامل تكرير كبيرة في السويس قادرة على استقبال أي اكتشافات في منطقة البحر الأحمر.