مهرجان المسرح المصري يقيم ندوة للاحتفاء بالزعيم بحضور محمد أبو داود والناقدة سامية حبيب

الثلاثاء 01 اغسطس 2023 | 08:53 مساءً
مهرجان المسرح القومي دورة الزعيم
مهرجان المسرح القومي دورة الزعيم
كتب : إيمان جلال

عمرو دوارة عن الزعيم: استطاع أن يحافظ علي كرامة الفنان المصري

محمد أبو داود: عادل إمام ذكي ومن القلائل الذين استطاعوا إدارة موهبتهم

أقيمت خلال فاعليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته 16 ندوة الاحتفاء بالنجم عادل إمام والذي تحمل الدورة اسمه، وأدار الندوة الدكتور عمرو دوارة، بمشاركة كل من الكاتب الصحفي أشرف غريب، الفنان محمد أبو داوود، والناقدة الدكتورة سامية حبيب.

وأستهل الدكتور عمرو دوارة حديثه حيث قال: عادل إمام هو رمز الفن الجاد وأنا أختصر مسيرته في عدة مواقف مهمة منها موقفه كممثل مصري استطاع أن يضع الممثل المصري في قيمته ويحافظ على كرامة الفنان المصري، وموقفه عام 88 في أسيوط خير شاهد، وفي ٢٠٠٥ في حريق بني سويف كان له موقف، حيث كان يخرج بالشموع علي المسرح في مسرحية بودي جارد، فعادل إمام قدم للمسرح 15 عرضا وفي السينما ١٥٠ فيلما.

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي أشرف غريب: أنا موجود معكم اليوم في حضرة عادل إمام، وتجربة كتابي لعادل أمام تجربة فريدة من نوعها،، فهذا الكتاب هو 31 في مسيرة كتبي، وطيلة الوقت وأنا أعمل على فكرة السير الذاتية، وكان لدي رغبة أن أكتب عن عادل إمام ولكنه كان قد صدر عنه العديد من الكتب ولكن وجدت أن معظمها سطحية، وكنت أريد أن أكتب شيئا مختلفا، إلي أن حدث أمر قدري وهو تكليفي بكتابة كتاب للمهرجان القومي للمسرح والتي تحمل الدورة اسمه.

وأشار غريب: تأليف كتاب عبر المهرجان له طابع خاص، فالجوانب الشخصية غير مستحبة وغير موجودة بالكتاب.

وتابع أشرف غريب: الحقيقة دائما أقف عند عادل إمام بمنتهى التقدير ليس فقط لأنه فنان عصامي ولا لأنه بدأ بالتدرج في المسرح والسينما ولا لأنه أغلي نجم في مصر لسنوات كثيرة، ولكن لأن عادل إمام كان لديه نقطتان اتكأ بهم علي مشواره الفني، وهو أنه ابن الشارع، وفي مشاهد لا يمكن أن ننساها في فيلم "الإرهاب والكباب" في المشهد الأخير عندما التحم عادل إمام بالناس، وعندما سألوه عن شكل الإرهاب رد أنه شبههم، وفي "المنسي" عندما حاولوا ضربه فاحتمي أيضا بالناس، هذا هو عادل إمام، والنقطة الثانية هي القدرة على إدارة الموهبة والقدرة على إدارة هذا الكيان الكبير، كان يعلم متى يتحدث ومتى يصمت، وهو لم يشتت نفسه وذهنه ولم يبدأ في الاندماج في الحياة العامة إلا بعد أن أكاد علي موهبته وحضوره، هو الأطول عمرا والأكثر غزارة في الأعمال وموجود طيلة الوقت، وموجود فقط كممثل.

وقال الفنان الكبير محمد أبو داوود خلال الندوة: عادل إمام ذكي ومن القلائل الذين استطاعوا أن يديروا موهبتهم، لأن من الممكن أن يكون الشخص موهوبا لكنه لا يستطيع إدارة تلك الموهبة، ومن حظ عادل إمام أن الله سبحانه وتعالى وضع في طريقه اثنين أضافوا له الكثير، وهو الأستاذ سمير خفاجة، والذي نطلق عليه مكتشف النجوم وصانعهم، وهو كان يستطيع أن يحدد من هو الفنان الجيد، عندما طلب سمير خفاجة ممثلا وكان طلبه محددا بشخص عينه بها لؤم فجاءه عادل إمام، وبالفعل عمل مع خفاجة، ونجح في أول عمل.

وتابع داوود: عندما عرضت مسرحية "أنا وهو وهي" قرر فريد شوقي أن يشتريها وينتجها ويقدمها في السينما، ولكن أعترض سمير خفاجة لأنه وجد أن الرواية ستفشل وأن الدور ليس دورا فريدا، وأقتنع فريد ولكنه قرر أن يقدمها بنفس فريق عمل المسرحية، وبعد عرض الفيلم نجح عادل إمام نجاحا كبيرا بشخصية دسوقي أفندي الذي قدمها وبعد يوم واحد عرض عليه عشرة أعمال ولكنهم جمعيهم طلبوا تكرار شخصية دسوقي أفندي، فكتب عادل إمام علي السيناريو "دسوقي أفندي مات".

وأضاف: والشخص الثاني الذي أثر بحياة عادل إمام هو فطين عبد الوهاب الذي ٱمن به وقدمه في السينما، وعادل إمام كان لديه إصرار، فمثلا سعيد صالح ممثل عظيم ولديه خفة دم وعمل أدوار كثيرة ممتازة، فمثلا في مسرحية (المشاغبين) كان أجره اغلي من عادل إمام، ولكن الفرق بينهما أن عادل لديه دأب وإصرار أن يستمر في النجاح، وقد عملت معه عشر سنوات بمسرحية بودي جارد وطيلة عمرنا نشاكس بعضنا البعض، فكان يحبني ويثق في ويعلم جيدا أنني أمين على العمل،

وتابع محمد أبو داوود: "الضلع الأهم في حياة عادل إمام هي زوجته هالة الشلقاني، فدائما نقول إن وراء كل عظيم امرأة وهي سيدة عظيمة ربت الأبناء بطريقة جميلة، عادل إمام نجاحه ليس من فراغ، شاطر وذكي ولماح ويعرف جيدا ماذا يفعل، في كل مرحلة من مرحلة حياته كان يطور نفسه.

ومن جانبها، قالت الناقدة الدكتورة سامية حبيب: عادل إمام هو أكثر ممثل استمر فني لفترة طويلة على أفيشات السينما المصرية، بعد الفنانة الكبيرة لبلبة والفنانة الكبيرة فاتن حمامة، ففي الرجال هو الأطول زمنيا لأنه من عام ١٩٦٤ وهذه ظاهرة فريدة، عادل إمام ملم لديه ذكاء في إدارة الموهبة ومن السمات التي رصدتها أيضا أنه تواصل مع أجيال كثيرة في فترة ال60 عاما، من أول سيد بدير لابنه رامي إمام، مرورا بسمير سيف ومحمد خان فهناك ثراء في التجربة، وكذلك على مستوى الكتابة، وكان يكتشف كتاب جدد مثل يوسف معاطي، هذا هو الذكاء كيف تتواصل، وأعتقد أن من ذكاء عادل أنه تعلم ذلك من الذين سبقوه.

وأضافت حبيبا: مرحلة مسرح الجامعة كانت مهمة في حياة عادل إمام، تلك المرحلة التي تجمع بين حماس وفتوة الشباب، وروح الهواية، والجرأة على مواجهة الجمهور، ثم ننتقل لنوعية الأعمال التي اختارها عادل إمام في المسرح بمرحلة نجوميته من أول شاهد ماشفش حاجة، فدائما كان يميل لشخصية الشاب المسالم الذي يرضى بحياته، وفجأة يجد نفسه يقع بين الكبار سواء الأغنياء أو السياسيون، وهذه السلطة تحرك هذا المواطن البسيط حسب أهوائها، وهذه الشخصية الأسيرة عند عادل إمام انطلقت من قناعاته الشخصية أنه واحد منا.