تستضيف روسيا النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية التي تم تدشينها عام 2019 تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، والتي تسهم في تعزيز التعاون الروسي الشامل والمتساوي مع الدول الأفريقية في جميع أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن المجالات العلمية والتقنية والثقافية والإنسانية، وموارد الطاقة ورقمنة الاقتصاد ضمن القمة الحافلة والمليئة بالأجندات، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.
وفي هذا الصدد تستعرض "بلدنا اليوم" اراء خبراء العلاقات الدوليه والسياسية حول القمه الافريقة الروسية في نسختها الثانية:
قوة العلاقات بين القاهرة وموسكو
يقول الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية والعلوم الساسية, إن العلاقات المصرية والروسية هي علاقة قوية وقديمة, وتحتفل البلدين بمرور 80 عاماً علي إنشاء وتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي بدأت عام 1943, ومنذ ذلك الوقت ذادت وتعمقت العلاقات في كافة المسارات والقطاعات , وعندما جاءت ثورة 30 يونية 2013 دعمت روسيا اختيارات الشعب, وهذا ساعد علي تقريب العلاقات بين القاهرة وموسكو بشكل كبير للغاية .
مصر تستحوذ علي نسبة كبيرة من الاستثمارات الروسية
وأضاف "سمير" , تمتلك مصر 3 مليارات دولار حجم التجارة البينية بين البلدين بالإضافة الي 7 مليارات دولار استثمارات روسية في المنطقة الصناعية بمحور قناة السويس والتي توفر 35 ألف فرصة عمل, وهناك مشروعات ضخمة في الاستثمار السياحي المشترك أو من خلال محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة النووية السليمة في مصر كل هذا تشكل اتفاق التعاون بين البلدين وخصوصاً أن مصر تستقبل 83% من إجمالي الاستثمارات الروسية في افريقيا, وأكثر من 33% من استثمارات الروسية في المنطقه العربية ,وهو مؤشر كبير علي استحواذ مصر لنسبة كبيرة من الاستثمارات الروسية .
توافق بين البلدين في القضايا والقيم المشتركة
وتابع: ومن هذا المنطلق تعتبر مشاركة الرئيس السيسي في النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية هي مشاركة فعالة وحيوية ومهمة للعلاقات بين البلدين الصديقين خصوصاً أن هناك توافق بين البلدين في بعض القضايا والقيم المشتركة مثل مكافخة الأرهاب ودعم القضية الفلسطنية ,ودعم السلام والاستقرار والازدهار في المنطقه , ولعل رئاسه مصر للجانب الأفريقي في قمة سوتشي في أكتوبر 2019 , خير دليل علي التعاون والتقارب والتنسيق المشترك بين موسكو والقاهرة .
هدف الانعقاد الثاني
ومن جانبة أوضح السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن روسيا تعقد مؤتمرا سنوي للعلاقات الروسية الإفريقية، وتقوم بتوجيه دعوة إلى معظم رؤسائها، لتقيم ما حدث من مؤتمر العام الماضي, وأن القمة تبحث التطورات التى حدثت فى أفريقيا واحتياجات الدول الإفريقية لعمليات التنمية وأثار الحرب الأوكرانية على الدول الافريقية سواء في أزمة الطاقة او الغذاء والمشاكل التى تحدث في القارة الأفريقية.
روسيا تسعى لتكوين حلفاء داخل القارة الافريقية
بينما يؤكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، علي ان النسخة الثانية للقمة الروسية الإفريقية مبشرة، وأن روسيا بدون شك تسعى لتكوين حلفاء داخل القارة الافريقية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية لتوسيع تمثيلها الدوبلوماسي في قارة إفريقيا وأنها ستقيم سفارة في كل عاصمة بالدول الإفريقية,ويأتي ذلك في إطار التنافس بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بصورة مباشرة، وبينها والدول الغربية من ناحية أخرى"
كما يتوقع السفير الأسبق, أن يتصدر قرار روسيا بالانسحاب من مبادرة تصدير القمح انعقاد النسخة الثانية من القمة الإفريقية الروسية في ظل آثار الحرب الروسية الأوكرانية.