"درع واقي وسيف حامي للشعب ومقدرات البلد، منذ قديم الأزل"، هذا أبسط وصف يمكن أن يقال عن الجيش المصري حامي عرض وشرف أرض مصر الغالية، ودائمًا ما يثبت أنه عنصر مهم في المعادلة المحركة للبلاد، وهذا ما حدث في ثورة يوليو المجيدة "الثورة البيضاء"، التي انتشلت مصر لتجعلها في مكانتها التي تستحقها ومجدها المعروف، وفي العهد الحديث أثبت الجيش المصري للجميع في ثورة 30 يونيو أنه كان ومازال وسيزال درع الشعب وحامي الأرض.
وتحتفل مصر بذكرى ثورة 23 يوليو التي دعمت مطالب المصريين، وبالأخص الطبقات التي كانت تعاني الظلم والتهميش، فجاءت الثورة لتغير الأوضاع السياسية والاقتصادية لصالح الأغلبية في مصر، حيث اشتعلت الصحف المصرية بمرحلة ميلاد ثورة 23 وانتشار آثارها على الشعوب المجاورة التي كانت تحتاج إلى وميض الحرية لتنتفض ضد الظلم والاستعمار، لتستقر كل دولة وتستغل مقدراتها الداخلية، وثرواتها.
أهمية ثورة 23 يوليو
استهدفت ثورة 23 يوليو منذ أول شروق لها قضايا عدة، كان الأغلبية العددية في مصر يعانون منها وبالذات الطبقة الكادحة والعاملة، لذا قامت على ستة أسس وهي؛ القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة، وبناء جيش وطني.
وتميزت الثورة الشعبية 23 يوليو بأنها كانت ثورة بيضاء أي لم ترق فيها الدماء، فضلا عن تأييد الشعب ودعمه للثورة، وظهور وجوه للجيل الجديد والشباب في الدفاع عن البلد واكتمال الثورة.
رأفت: الثورة لاقت التفاف شعبي وعربي كبير ووصلت بالدولة لبر الأمان
ويقول محمود رأفت أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن فترة ما قبل ثورة يوليو المجيدة كانت بها عدة عوامل سلبية تجمعت مع بعضها فكانت هي شرارة الثورة التي عرفت بالثورة البيضاء، والتي قادها الضباط الأحرار ولاقت التفاف شعبي كبير حولها.
وأشار رأفت إلى أن قبل ثورة يوليو من الناحية الصحية كانت الأوضاع متدهورة حيث انتشرت الأوبئة والأمراض والتي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين دون أدنى اهتمام من الملك وحاشيته والتي كانت سبباً في زمجرة الشعب منه.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الأوضاع الاقتصادية كانت في تدهور مستمر حيث سيطر النظام الاقطاعي على مفاصل اقتصاد الدولة، ما جعل طبقة العاملين والفلاحين يعانون أشد المعاناة.
ونوه إلى أن صفقات الأسلحة الفاسدة التي تمت وتورط حاشية الملك في أمور فساد كثيرة كان سببًا رئيسيًا في تشكيل مجموعة الضباط الأحرار التي قادت الثورة لتكون سببًا في النور الذي جب الظلام الحالك، لتتحول مصر إلى دولة تضاهي الدول الكبرى باقتصاد متماسك وأوضاع صحية وتعليمية جيدة.
إنجازات عربية قدمتها الثورة
ويعتبر دور الثورة المصرية والرؤية الواضحة التي قدمها الجيش المصري لحماية الشعب والبلاد ومساهمة الثورة في المساندة الثورات التحررية في العديد من البلدان على المستوى الوطن العربي، وعلى مستوى العالم في تأثر كبير برؤية الزعيم جمال عبد الناصر، ولكن ما ميز الثورة المصرية أنها بيضاء تمام كما أنها كانت طفرة تقدمية سريعة دون وقوع أو تدهور ما بعد الثورة التي وقعت فيه الكثير من البلاد.