أكد خبراء سياسيين أن جماعة الإخوان المسلمين ارتكبت جرائم ضخمة في حق الوطن كان أبرزها هو محاولة الجماعة اختطاف الوطن وتغيير هوية مصر لتتحول مؤسسات الدولة ككل لتعمل لصالح الجماعة وكافة أفرادها، ومن أجل تحقيق ذلك شهدت البلاد اختلالات أمنية وعمليات إرهابية متعددة، فيما وجه العنف لمؤسسات الدولة خاصة مقرات ورجال وزارة الداخلية.
وشدد الخبراء، على أن الجرائم التى شهدها عام حكم الإخوان شكلت شرارة اندلاع ثوة عارمة ضد الجماعة المتطرفة.
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن جماعة الإخوان المسلمين ارتكبت جرائما جسيمة في حق الوطن خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، بداية من سعي الجماعة لاختطاف الوطن، فالطبيعي أن الوطن يكون للجميع وليس لجماعة بعينها، كما أن هوية الدولة تأثرت أي أن شخصية الدولة تحولت للعمل لمصلحة فئة بذاتها .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، أنه على الجانب الأمني فقد كانت هناك اختلالات أمنية متزايدة، مثل تزايد معدلات الجريمة كالسرقات وأعمال العنف، حيث وجه العنف إلى المؤسسات المعنية بحفظ الأمن كوزارة الداخلية ومقراتها، كما ظهرت جماعات غير منظمة تزعم بأنها ستحفظ الأمن، فهناك الكثير من الممارسات الرسمية التي يفترض أن تمارسها الدولة ومؤسساتها كان يقوم بها أفراد من جماعة الإخوان، كما أن انتشار الإرهاب وتزايد الأعمال الإرهابية خلال فترة حكم الإخوان وما تلاها كانت تسير التساؤلات حول أسباب العمليات الإرهابية ومن المتسبب فيها، مضيفًا كل هذه الأزمات كانت بمثابة عوامل زادت من رفض المصريين لاستمرار حكم الإخوان وقيامهم بثورة عارمة في كل ربوع الوطن.
وأشار بدر الدين، إلى أنه بنجاح ثورة ال30 من يونيو، فإن الدولة عادت للمصريين وطنًا للجميع دون تفرقة أو تمييز، وعادت لهيبتها، مما وضع مصر على الطريق السليم.
بدوره رأى الدكتور سعيد صادق، استاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن المصريين قاموا بثورة ال30 من يونيو، لأنهم أدركوا كذب المزاعم التى كانت تثار بأن الإخوان فصيل وطني، وإنما جماعة الإخوان تنظيم دولي يتعاون مع أجهزة مخابرات دولية بدليل أنه عندما هربوا خارج مصر عقب اندلاع الثورة توجهوا لتركيا وقطر ولندن، مشيرًا إلى أن دولًا أوروبية كثيرة لم تعلن جماعة الإخوان جماعة إرهابية مثلما أعلنت مصر، وذلك لأن أعضاء الجماعة يمثلون أعين لأجهزة المخابرات الغربية في الشرق الأوسط، كما أن أعضاء جماعة الإخوان يحققون هدفًا آخر للدول الأوربية وهو التجسس على الجاليات الإسلامية في أوروبا، ولذلك يحصلون بسهولة على الفيزا والإقامة.
وأكد أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، على أن إصرار المصريين على رحيل الرئيس المعزول محمد مرسي كان في محله لأنه لو ترك لإكمال مدته الرئاسية كان سيتوغل في كل مؤسسات الدولة، وكان رحيله عن الحكم سيؤدي إلى حرب أهلية مثلما شهدت البلاد المجاورة مثل السودان واليمن وليبيا وغيرها.
وشدد، صادق، على أن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لم تكن هي محرك الثورة الوحيد، وإنما الأساس الذي حرك الثورة هو محاولة الجماعة اختطاف الدولة المصرية، كما أن الشعب انتخب محمد مرسي، إلا أنه فوجئ بمكتب الإرشاد هو الذي يحكم البلاد.