تستضيف فرنسا يومي الخميس والجمعة باستضافة القادمين قمة دولية، وستجمع هذه القمة رؤساء الدول والحكومات وقادة المنظمات الدولية الكبرى وممثلي المؤسسات المالية العالمية وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وتهدف القمة إلى وضع الأساس لنظام مالي جديد، أكثر عدلاً وأكثر تضامناً، لمواجهة تحدياتنا العالمية المشتركة كمكافحة الفقر، وتغير المناخ، وحماية التنوع.
وقالت سفارة فرنسا بالقاهرة: إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه القمة، ستسمح بحمل صوت مصر، كدولة عربية وإفريقية ومتوسطية كبيرة، والتي تسعى إلى تعزيز تنميتها المستدامة.
واضافت: تتماشى هذه القمة، التي ستعقد في قصر برونجنيارت في باريس مع العديد من الاجتماعات الدولية التي ستعقد في أواخر العام الجاري، بما في ذلك قمة مجموعة العشرين برئاسة الهند، والاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي و قمة الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك حول أهداف التنمية المستدامة ، ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) في دبي.
وتابعت: ستمكن هذه القمة من تحديد المبادئ التي تقوم عليها الإصلاحات المستقبلية وتحديد مسار نحو شراكة مالية جديدة أكثر توازناً بين بلدان الجنوب والشمال.
كما أنها ستمهد الطريق لاتفاقيات مستقبلية لمكافحة الإفراط في المديونية والسماح لمزيد من البلدان بالحصول على التمويل الذي يحتاجون إليه للاستثمار في التنمية المستدامة وحماية البيئة بشكل أفضل وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية السكان المعرضين لأكبر خطر من العوامل البيئية.
القمة والاتفاق على خطوات ملموسه
وفي هذا الصدد، قال خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي، إن مشاركه الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيارته للعاصمة الفرنسية باريس أحد اهم نتائج قمة شرم الشيخ للمناخ cop27.
وأوضح شقير ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الرئيس أكد خلال كلمته أن مصر والدول الأفريقية والاكثر ضعفا في انتظار خطوات من الدول الاكثر غني لتنفيذ خطوات ملموسه من أجل المناخ وتداعياته على الجميع وانه ليس من العدل ان تتحمل هذه الدول نتائج ما يحدث من تلوث بيئي في وقت تتحمل الدول الاكثر غني المسئولية الاولي عن هذه الازمه وانه يجب الاتفاق على خطوات ملموسه يمكن ان تؤدي الي مساعده هذه الدول.
وتابع: وخلال حضور الرئيس الي فرنسا سيحمل السيسي صوت مصر وصوت الدولة الأفريقية الكبيرة والعربية والمتوسطية التي تبحث في مواجهة العديد من التحديات عن تعزيز استراتيجيتها في خدمة نمو مستدام للشعب المصري" والشعوب الأفريقية والدول الاكثر ضعفا.
وأكد أنه جاء في بيان، للسفارة الفرنسية بالقاهرة (تنعقد قمة باريس في مناخ يتسم بزخم إيجابي في الوقت الذي تعد فيه عملية إصلاح البنك الدولي والرئاسة الهندية الحالية لمجموعة العشرين والبرازيلية القادمة لهذه المجموعة، بالإضافة إلى مراجعة أهداف التنمية المستدامة، والالتزامات المتخذة خلال مؤتمرات الأطراف COP دوافع أمل).
فرنسا وتنفيذ خطاب الرئيس السيسي
ولفت: اذن يظهر جليا ان فرنسا اخذت خطاب الرئيس السيسي في شرم الشيخ في الحسبان وتقوم على تنفيذه من خلال انها مسكت بطرف الخيط لأنها صاحبه فكره مؤتمر المناخ من ناحية وتخشي من عده خسائر تتكبدها البشرية في ظل تلوث بيئي ومناخي يؤثر ليس فقط عليها بل على الجميع وليس من العدل ان تتحمل الدول الفقيرة مسئولية اعتداء الدول الصناعية الكبرى على المناخ والبيئة وعليها.
وأكد أن القمة ستكون لوضع ميثاق لنظام مالي جديد لتوفير الدعم للتنمية المستدامة للدول الاكثر ضعفا وتمكينها من القيام بحمايه دولها من التلوث والحفاظ على البيئة، معقبا: لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم دورا كبيرا في ان يتحمل العالم الغربي والدول الاكثر غني مسئوليته ولهذا كان من المهم تواجد الرئيس السيسي علي قمة المدعوين الي هذه القمة بجانب عدد كبير من مسئولين المؤسسات الدولية ورؤساء الدول والحكومات.
وواصل: أستطيع القول ان العالم أدرك خطورة هذه المرحلة وبالرغم من تداعيات الازمه الصحية وفيروس كرونا ثم تداعيات الازمه الاوكرانية على الاقتصادات وخطورتها على دول الجنوب ولتجنب ازمه غذاء عالميه بجانب ازمه الهجرة والتي السبب الاول فيها كما أكد على هذا الرئيس السيسي في قمة العشرين والتي استضافها فرنسا في 2019.
وأوضح أن الرئيس السيسي حذر فرنسا والجميع من اهميه التنمية في دول افريقيا وجنوب المتوسط لأننا جميعا نعيش في كوكب واحد وان الجميع سيدفع الثمن وحل المشاكل في الدول الاكثر ضعفا ليس الا من خلال البحث عن اسباب الازمه الحقيقية (للتطرف والهجرة الفقر والعوز وعدم توافر فرص للعمل).
ماكرون وتبني وجه النظر المصرية
واختتم قائلا: هذا ما يحاول ان يقوم بتنفيذه اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من خلال تبني وجه النظر المصرية للرئيس السيسي والذي يتحرك في جميع الاتجاهات لمحاوله ايجاد حلول عادله وتحقيق التنمية لمصر وللدول الاكثر هشاشه من خلال مشاركه في 22و23 بهذه القمة التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس.
والجدير بالذكر، تتميز العلاقات المصرية الفرنسية بالقوة والمتانة، وشهدت منذ تولى الرئيس السيسي طفرة هائلة وكبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وتشهد العلاقات بين البلدين الصديقين حالة زخم بدأت منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لباريس في شهر ديسمبر 2020، بالإضافة إلى التواصل المستمر والدائم بين الرئيسين السيسي و ايمانويل ماكرون والتنسيق المشترك في الملفات المختلفة.
وتميزت العلاقات المصرية الفرنسية بخصوصية حيث ظلت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية.
وتعد فرنسا شريكا اقتصاديا بالغ الأهمية لمصر، كما تعد مصر أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للشركات الفرنسية كما تعزز في الفترة الأخيرة، خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الزيارات المتبادلة بين البلدين
وكانت بداية الزيارات المتبادلة عام 2014 عندما توجه الرئيس السيسي إلى فرنسا في زيارة رسمية، مكررًا الزيارة مرة أخرى في شهر أكتوبر من عام 2017 على رأس وفد رفيع المستوى، استقبله فيها ماكرون.
في 2019، استقبل الرئيس السيسي نظيره الفرنسي في مصر، وركزت الزيارة على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتطوير ركائزها في مختلف المجالات ذات الأولوية وفي مقدمتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية وفي شهر أغسطس من نفس العام توجه الرئيس السيسي إلى فرنسا للمشاركة في اجتماعات شراكة مجموعة الدول السبع الكبرى مع دول إفريقيا التي تترأسها فرنسا بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي.
وفي ديسمبر 2020، توجه السيسي مرة اخرى إلى فرنسا بناء على دعوة رسمية من ماكرون، التقى خلالها برئيس الوزراء الفرنسي وكبار المسؤولين الفرنسيين، عرض خلال الزيارة الرؤى المصرية للقضايا الإقليمية وسبل تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين.
حيث تلقى الرئيس عدة دعوات لحضور عدد من الفعاليات الدولية الكبرى في فرنسا، ففي مايو من 2021، شارك السيسي في كلٍ من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، حيث استقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه.
وفي نوفمبر من العام نفسه، شارك السيسي في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، وفي فبراير من 2022، شارك السيسي في قمة "محيط واحد"، وزار الرئيس السيسي باريس في شهر يوليو من العام نفسه.
بينما تلقى ماكرون دعوة من مصر لحضور فعاليات قمة المناخ "كوب 27" التي عقدت في مصر خلال شهر نوفمبر الماضي في مدينة شرم الشيخ.