طعنها وشوهها بالسكين هربت منه فركب سيارتها وانطلق باتجاهها ثم دهسها ذهابا وإيابا حتى ذاب جسدها على الأرض وحولها إلى أشلاء ودماء، "يا ويله من الله دمر حياتنا ودمر عائلتنا ودمر حياة أطفالها"،فكانت بهذه الكلمات وبصوت يتلاشى بين البكاء والنحيب تروي السيدة "رتيبة العاكوم"، شقيقة الضحية "راجيا العاكوم" 49 عامًا تفاصيل جريمة قتل شقيقتها على يد طليقها، التي هزت الرأي العام اللبناني وشكلت صدمة لأهالي بلدة بسابا، في قضاء الشوف بمحافظة جبل لبنان، لما حملته من مشاهد وتفاصيل مروعة ارتكبت في وضح النهار.
وبحسب أقوال شقيقة الضحية لم يكن قد مضى أكثر من يومين قبل الجريمة على قيام "راجيا" بتثبيت طلاقها من "علي العاكوم" 51 عامًا إلا أنها وانطلاقاً من "حسن نية وطيبة قلب" توجهت صباح يوم الخميس 25 مايو/ 2023 برفقة أولادها من مدينة صيدا حيث تقطن إلى بلدة بسابا حيث بات يعيش زوجها في منزل جدته عقب حصول الطلاق لكي تمكنه من رؤية أولاده بعدما كان قد طلب ذلك منها بنفسه.
وتضيف: حين وصلت إلى البلدة طلب إليها أن تترجل من سيارتها والحديث إليه جانباً بحجة أنه يريد العودة عن الطلاق من أجل مصلحة الأولاد.
وأكد أحد الأقارب المجاورين لموقع حصول الجريمة فضل عدم الكشف عن هويته تجنباً لحساسيات عائلية أنه بعد أن طلب منها التحدث إليه جانباً، وكان أولادها لا يزالون في السيارة، اشتدت الأمور بينهما في الحديث وسحب سكيناً من جيبه، ثم طعنها به أمام أطفالها الذين أخذوا يصرخون من بشاعة المنظر وهربوا من السيارة، ولم يكتفي بذلك إلا أنه استقل السيارة ولحقها بها بعدما هربت من أمامه بعد طعنها أول طعنة، ودهسها باستمرار حتى تمزق جسدها، ثم اصطدمت السيارة بالحائط فغادرها ليهرب من ملاحقة أهالي البلدة الذين تجمع عدد منهم على صوت الصراخ وما تبعه.
استمر الجاني مختفي عن الأنظار حتى يوم الجمعة 26 مايو/ 2023، القت القوى الأمنية القبض عليه مختبئا على سطح منزلهم في البلدة، الذي لايجلسوا فيه عادة، لأنهم يعيشوا في مدينة صيدا، وجدوا في النهاية في بيت أهلها، بعد ان قتل ابنتهم عثر عليه بعض أبناء البلدة في المكان وأبلغوا عنه القوى الأمنية.
وتضيف شقيقة الضحية: كان يريد قتلنا نحن، فقد سبق له أن هددنا بالقتل قبل فترة وجيزة من وقوع الجريمة، وكان سبق أن حذرنا أقاربنا في البلدة من أن نتوجه إلى منزل العائلة قبل إلقاء القبض عليه خوفاً من تنفيذ تهديداته.
وفيما يربط بين "راجيا" وطليقها "علي" قرابة عائلية ينقل قريبهم صدمة لدى العائلة الكبيرة وأهالي البلدة، إذ أن الجاني لم يكن ذو سمعة عاطلة لاسيما وأنه كان ينتمي إلى قوى الأمن الداخلي وسبق أن كان مسؤولاً عن أحد المخاف، وقالوا كلنا صدمنا جداً مما أقدم عليه الطلاق وارد في أي عائلة أن يحصل ذلك، لكن لم يكن متوقعا أن يصل الأمر إلى حد القتل المتعمد بهذه الطريقة الشنيعة.
وتبين السيدة "رتيبه" شقيقة الضحية أن للجاني سوابق مع العنف الأسري من عنف وضرب وسوء معاملة بحق طليقته والأولاد، وتضيف: سبق له أن صرف أموالها وضيع ذهبها وأرزاقها ولم يتوقف حتى سلبها حياتها.
يذكر أن الضحية راجية وهي أم لثلاثة أولاد في العقد الرابع من عمرها كانت تملك صالوناً نسائياً مشهوراً في منطقة عبرا شرق مدينة صيدا جنوب لبنان.
وصـدر بيان عـن المديريّة العامّة لقـوى الأمـن الدّاخلي اللبنانية ـ شعبة العلاقـات العامّـة البلاغ التّالي : بتاريخ 25-05-2023 أقدم المدعو "علي عاكوم" من مواليد عام 1972 لبناني) على قتل زوجته المغدورة "راجيا عاكوم" (من مواليد عام 1974 لبنانية) في بلدة بسابا - الشاهد بالبلاغ قال دهسها بالسيارة نتيجة خلافات بينهما بعد حصول المجني عليها على الطلاق مؤخّرًا وفرّ إلى جهة مجهولة.
أعطيت الأوامر بإقفال مداخل ومخارج البلدة وبتسيير أكبر عدد من الدوريات بهدف توقيفه بالتنسيق مع مكتب اقتفاء الأثر في وحدة الشرطة القضائية اللبنانية، لتمشيط الأحراش الملاصقة للبلدة وبأقل من 24 ساعة توافرت معلومات عن مكان تواجده داخل أحد أحياء البلدة، فتوجّهت قوة من الفصيلة المذكورة إلى المكان وعملت على توقيفه الأمر الذي أدى ارتياحًا لدى أهالي البلدة والمنطقة والتحقيق جاري بإشراف القضاء المختص.