تدق الساعة الواحدة ظهرًا ويبدأ "ناصر علي" ابن مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، في فرش مجموعة من الكتب على الرصيف، يبيع منها ما يكفي بيته ويكسبه قوت يومه، حامدًا الله على مصدر دخله وطامعًا في دعم بلده له بكشك صغير.
بدأت حكاية "ناصر" بسوء ظروف أسرته وحرمانه من التعليم وخروجه للعمل في مختلف المهن، ورغم صعوبة ما مر به إلا أنه حبه للقراءة كان الدافع الذي يحركه للبحث عن العلم، بدأ بتعلم الحروف شيئًا فشيئًا حتي اتقنها، وأصبح اليوم أشهر بائع كتب في جرجا.
ولأن جرجا بلد العلم والعلماء، بدأ ناصر بمجموعة كتب صغيرة وصل بها اليوم لفرش كبير به أكثر من 600 كتاب مختلف، يتردد عليه عشرات من القراء يوميًا يطلبون كتب منوعة، فأصبح يجلب لهم كتب جديدة مخصصة وغير موجودة بالصعيد.
ويقول بائع الكتب لبلدنا اليوم "الناس بتقولي جبت لينا معرض الكتاب في جرجا، أصل القراء بتضطر تسافر القاهرة مخصوص عشان الكتب و دا مشوار صعب، والبنات بيحبوا القراءة أكتر من الشباب".
وعن دعم المحيطين به، يضيف البائع لحديثه السابق قائلًا "الناس دعمتني ولقيتهم مقبلين على الشراء، حتي في شعراء من جرجا بعرض ليهم شغلهم في سبيل التعاون والدعم، العلم نور حياتي ومن غيره مكنتش عايش، ونفسي بلدي تدعمني بكشك صغير احط الكتب فيه".