بعث اجتماع القوات المسلحة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالكثير من الرسائل الهامة التي تخص المنطقة، والتي أكدت على أن سياسة مصر قائمة على عدم الدخل في شؤون الآخرين الداخلية، وأن الدولة المصرية لا تتخلى عن أشقائها وموقفها ثابت في دعم السودان وحرصها على أمن واستقرار كافة الأشقاء.
وفي هذا الشأن أكد النائب جمال أبوالفتوح عضو مجلس الشيوخ: أن الاشتباكات العنيفة التى أندلعت في دولة السودان الشقيقة، تمثل خطرا على أمن واستقرار المنطقة بأكملها، مؤكدا على حرص مصر على تهدئة الأوضاع حتى بستعيد السودان الشقيق أمنه واستقراره مرة أخرى، لافتا إلى أن الرئيس السيسي قاد اتصالات مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية من أجل الدفع نحو التهدئة وتغليب الحوار.
وقال "أبوالفتوح"، إن الرئيس السيسي كان حريصا خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، على عرض ركائز السياسة الخارجية المصرية، التى تقوم على التوازن وعدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام سيادتهم واستقلالهم، موضحا أن القوات المصرية فى السودان هى قوات رمزية للتدريب مع الأشقاء فى السودان وليس لها أي هدف آخر كما يروج البعض، داعيا إلى ضرورة تسليم هذه القوات في أقرب وقت ممكن.
النائب وحيد قرقر: حديث السيسي بشأن السودان تأكيد لسياسة مصر المتوازنة
وقال النائب وحيد قرقر وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أهمية رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة، والتى أكدت موقف مصر من الأحداث في السودان، وهو ذات الموقف الثابت لمصر دائما تجاه مايجرى من أحداث داخلية بالدول.
وأضاف قرقر في تصريحات له اليوم، ذلك الموقف يتماشي مع سياسة مصر الخارجية التى تقوم على التوازن والاعتدال دائما من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد النائب وحيد قرقر وكيل لجنة النقل بمجلس النواب، أن حديث الرئيس السيسي جاء برسائل هامة تقضي على حالة اللغط ومحاولات البعض ببث شائعات حول وجود دورا لمصر في أحداث السودان، متابعا، كان الرئيس واضحا بشأن عدم تدخل مصر في شئون الدول الداخلية، وأنها تتعاون مع الدول بمبدأ السلام و البناء والتعمير والتنمية وهذا هو موقف مصر الثابت الذى لن يتغير.
هاني العسال: كلمة السيسي عكست سياسات مصر المتوازنة تجاه قضايا المنطقة
فيما اعتبر المهندس هاني العسال، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي باجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كانت كاشفة وقاطعة بشأن الموقف المصري إزاء الوضع الراهن بالسودان، وما تنتهجه مصر من أن تكون عنصرا متوازنا ومعتدلا في إدارة سياستها مع قضايا المنطقة، بأنها لا تتدخل أبدا فى شئون الدول حتى لا يحدث تأجيج للصراع يهدد المنطقة بأكملها، مع السعي وبذل الجهد لوقف التصعيد من أجل استعادة استقرار وسلامة دولة السودان الشقيقة وشعبها.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن كلمة الرئيس ترجمت عدد من الثوابت لسياسة مصر الخارجية بالوقوف على مسافة واحدة بين أطراف النزاع، مشيرا إلى أن مصر دائما ما تحرص على القيام بدور الوساطة ولعب دور إيجابي لإحداث هدوء واستعادة الأمن والاستقرار سواء في دولة السودان أو غيرها، إذ تنطلق من قناعة تدعو لتسوية كافة الأزمات من خلال المسارات السياسية وهو ما دعا إليه الرئيس حول أهمية الجلوس على مائدة المفاوضات والحديث وطرح كافة الملفات للوصول إلى إجراء يجنب السودان مزيدا من التدهور وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي.
برلماني: رسائل السيسي واضحة بشأن السياسة الخارجية
وأكد المهندس محمد رزق القيادي بحزب مستقبل وطن: أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته باجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كانت واضحة وحاسمة بشأن الأوضاع الجارية بالسودان، والتي عكست الأسس والمرتكزات الرئيسية التي تسير عليها السياسة الخارجية لمصر، والمعتمدة على التوازن وعدم التدخل في شئون الدول الآخرى، إيمانا بأن كل دولة لها خصوصيتها فى إدارة سياستها وأوضاعها الداخلية، إذ أن موقف مصر الذي لا يتغير هو التعاون الرامي لإرساء مع مبدأ البناء والتعمير والتنمية.
وأضاف «رزق»، أنها بعثت بنقاط محورية بشأن موقف مصر في التعامل مع النزاع الجاري، أولها أنه يعد شأن داخلي ولا دعم لطرف على حساب الآخر، كما أن مصر لا تتوانى عن جهودها في السعي للحفاظ على عدم تصعيد الموقف فى السودان أو أي دولة آخرى، وتجنيب الشعب الشقيق تبعات الأزمة الحالية وهو ما تنتهجه مصر في التعامل مع أي أزمة محيطة بإرساء الحل الداعم للاستقرار والسلام، وبذل الجهد لحماية مقدرات الشعب السوداني وطموحات ثورته المجيدة، إذ أنها ترى أن ترسيخ الأمن والاستقرار، هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار وتحقيق البناء والتنمية في السودان.
ولفت القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أنها حملت تأكيد صريح في الحرص على سلامة وأمن القوات المصرية في السودان حتى استعادتهم في أسرع وقت، وأن تواجدهم يأتي بهدف التدريبات فقط وليس لدعم طرفا على حساب آخر، فالثوابت المصرية هي عدم التدخل والتوازن في العلاقات، مؤكدا أن الرئيس قدم رؤية واضحة لإنهاء الوضع الحالي، بما نوه إليه بأن التفاوض هو السبيل الأمثل لحقن الدماء ووقف إطلاق النار، وإعلاء صالح الشعب مع الاستعداد للتوسط بين الأطراف السودانية، معتبرا أن ذلك يتسق مع ما تشكله مصر كطرف مؤثر وفاعل في مُحيطها الإقليمي، لحفظ توازن المنطقة.