يعاني قائدو السيارات بسبب نقص المعروض من إطارات السيارات بالسوق المحلي، وبالرغم من افتتاح مصنع بيراميدز بمنطقة بورسعيد لتصنيع الإطارات، إلا أن إنتاجه لا يزال قاصرًا على الدراجات البخارية والتكاتك والتروسيكلات.
وتعد مصر من ضمن قائمة الدول المستوردة لإطارات السيارات بمختلف أنواعها، حيث يتم استيراد نحو 15 مليون إطار سنويا، مع وجود 10 ملايين مركبة في مصر وفقا لأخر احصائيات حكومية، وبحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن حجم فاتورة الاستيراد لإطارات السيارات بلغت 556 مليون دولار.
إطار السيارة يمثل 30% من الأمان
يشير المهندس جمال عسكر خبير السيارات أن السير على الإطارات التالفة يؤدي لانخفاض الأمان بنسبة لا تقل عن 30%، ومتوسط عمر الإطارات في مصر ودول الخليج 50 ألف كيلومتر، بعدها يجب تغييره لضمان سلامة قائد المركبة، وأضاف أن تركيب إطار أقل أو أكبر من المخصص للسيارة يتوقف على تصميم السيارة فبعض السيارات تحتمل أكثر من مقاس، والبعض الأخر لا يصح له إلا تركيب مقاس واحد وعند تغييره بأقل أو أكبر يؤدي إلى تغيير مركز الثقل بالسيارة وبالتالي يقلل من درجات الأمان.
الإطارات أعدادها محدودة ومقلدة
ويقول شلبي غالب نائب رئيس شعبة قطع الغيار باتحاد الغرف التجارية أن إطارات السيارات لا تتوافر حاليا في الأسواق إلا بأعداد محدودة للغاية وبعض المقاسات غير متواجدة، مشيرًا أن مصر لا تمتلك إلى الأن مصنع لإنتاج إطارات السيارات وأن مصنع بيراميدز ينتج مقاسات صغيرة لا تصلح للسيارات وإنما للتكاتك والتروسيكلات وخلافه، وأكد أن مصر تعتمد على استيراد كاوتش السيارة بنسبة 100%، وأن الأسعار تضاعفت للمستهلك بنسبة 300% تقريبا مقارنة بأسعارها بداية العام الماضي 2022.
وأردف غالب أنه يعتقد أن الإطارات المطروحة في السوق حالية هي مجرد نسخ مهربة من الماركات المعروفة في سوق الإطارات أو مصنعة بعيدًا عن المواصفات الفنية المتعارف عليها، وأن العميل يصعب عليه التعرف عليها بسبب رغبه في الحصول على إطار كي لا تتوقف سيارته، وحذر المستهلكين من شراء مثل هذه الأنواع التي لن تضمن السلامة لقائد السيارة كما أن عمرها الافتراضي ستجده قصير لا يتجاوز خمسة أو ستة أشهر على الأكثر مقارنة بالإطار الأصلي الذي تمتد صلاحيته إلى 30 ألف كيلو على الأقل أو لمدة ثلاث سنوات أيهما أقرب.
وناشد نائب شعبة قطع الغيار المسؤلين بالاهتمام بهذا الأمر عبر إما إنشاء مصنع لتعويض العجز سريعًا، أو توفير العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد الكاوتش وقطع الغيار الأخرى حتى لا تتوقف ملايين السيارات عن العمل ومن ثما إعاقة عمليات نقل البضائع والركاب على حد السواء.
نقص الإطارات بسبب نموذج (4)
محمد رستم الأمين العام للشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة، أوضح أن مشاكل نقص الإنتاج العالمي امتدت للإطارات كغيرها من السلع، وتكمن الصعوبة في استيراد الإطارات حاليا بسبب امتناع البنوك عن منع نموذج (4) من البنوك للمستوردين بصفة عامة، فلابد لكي يقوم المستورد بإتمام عملية الاستيراد من الجمارك أن يحصل على هذا النموذج وبدونه لا يستطيع المستورد الإفراج عن الشحنة، ويعود عدم حصول المستورد على النموذج بسبب الاشتراطات الصادرة من البنك المركزي والتي تلزم البنوك بتدبير العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد أو أن تكون العملة ناتجة عن حصيلة صادرات، بالتالي في ظل عدم قدرة البنك على التدبير وعدم قدرة المستورد على توفير الدولار من حصيلة صادرات لأنه مستورد بالأساس، فلن يحصل صاحب الشحنة على النموذج الخاص بإتمام الإفراج الجمركي عن البضائع الواردة، بالتالي تطول فترة انتظار الشحنات بالميناء ما يترتب عليه دفع غرامات تأخير للشركات المالكة لساحات الانتظار الجمركية في الميناء.
أسعار الإطارات مرتفعة للغاية
أيمن الأصيل صاحب محل لبيع الإطارات، يقول إن الأسعار مرتفعة كغيرها من السلع، والمتوافر منها محدود، فالإطار الصغير مقاس 13 إنتاج صيني أصبح سعرها يتراوح من 1250 إلى 1350 حنيه، والأندونيسي منها أو التايلاندي يباع بسعر من 1500 إلى 1650 جنيه، بينما مقاسات 15 الماليزي والأندونيسي فتتراوح أسعاره ما بين 2400 إلى 3000 جنيه، السوق به عجز كبير في الماركات الواردة من اليابان والأوربي بصفة عامة فأسعارهم مرتفعة للغاية مقارنة، بالإنتاج التايلاندي والأندونيسي وأقل منهم الإطارات الصيني فهم الأنسب لميزانيات الأغلبية.
وبخصوص إطارات الميكروباص فإنها الأقل توافرًا ويصعب الحصول عليها، ما جعل سائقي الميكروباص لا يقومون بتغيير العجل إلا بعد استهلاكه تماما، وتبلغ أسعار إطارات الميكروباص ما بين 4000 إلى 5000 جنيه بحسب المقاس.
واستطرد أن بعض قائدي السيارات يلجأون لتركيب إطارات مستعملة، ونحصل عليها من خلال بعض الشركات والتوكيلات التي تقوم بتغيير الإطارات بعد قطع كيلومترات معينة، إلا أن هذه الإطارات أخذت في التناقص حاليًا، وتمنى أن تقوم الحكومة بتسريع وتيرة العمل داخل مصنع الإطارات الجديد كي يتمكن من إنتاج إطارات السيارات بمختلف المقاسات ما سيعود بفائدة كبيرة على المستهلكين من حيث الوفرة وتراجع الأسعار.
وأضاف أن حركة مبيعات الإطارات أصبحت بطيئة للغاية حيث لم يعد العميل يقبل على تغيير الإطار بسهولة بل يحاول إصلاحه بكافة الطرق والوسائل، أضف إلى ذلك أن العميل في حالة الشراء أصبح أكثر إصرارًا على الفصال في السعر عن ذي قبل، وبدورنا نحاول أن نوفر للعميل ما يناسب إمكانياته.
إبراهيم حسين سائق ميكروباص يوضح أن الكاوتش الخاص به أصبح من الصعب العثور عليه سواء جديد أو مستعمل، مشيرًا أنه بسبب عدم توافر المقاس الخاص بسيارته اضطر للتوقف عن العمل لحين العثور على الإطار اللازم لسيارته ومواصلة العمل، وأضاف أحمد مانجة سائق أخر أن بعض السائقين يضطر للاستعانة بمقاس أصغر لمواصلة العمل.
ارتفاع أسعار الإطارات الهالكة
عصام محمد تاجر كاوتش مستخدم أوضح أن الإطار الهالك أصبح يباع في بسعر 20 جنيه، وأن طن الهالك أصبح بسعر يتراوح مابين 2300 إلى 3000 آلاف جنيه، بعد أن كانت تباع بـ1600 جنيه، وأوضح أن ندرة الكاوتش الهالك تسببت في رفع أسعاره بعد أن بات أصحاب السيارات يستخدمون الكاوتش حتى يكون غير صالح على الإطلاق، واستطرد أنه كان يجمع الكاوتش قديما ويفرزه للعثور على إطارات تصلح للاستخدام نوعا ما، فكان يجد من ضمن كل 200 إطار من 7 إلى 10 إطارات، أما الأن فمن الصعب العثور على عجلة أو اثنين صالحة للاستخدام في السيارات من ضمن الهالك، فالسائق أصبح حريص على استهلاك العجلة حتى الرمق الأخير.
مصنع جديد وإنتاج محلي للإطارات بداية العام المقبل
لكن في ظل النقص الحاد للإطارات فإن هناك خطة عمل تسير على قدم وساق لإنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت عبر إنتاج مصري بإيدي مصرية، حيث بدئت مصر مطلع العام الحالي في العمل على تدشين مصنع لإنتاج الإطارات بجميع أنواعها من خلال توقيع عقد بين الهيئة العربية للتصنيع، وشركة هيل العالمية، للبدء في تدشين المصنع الجديد لتنيع إطارات المركبات بكافة أنواعها، من سيارات الركوب والنقل الخفيف والثقيل والأتوبيسات والجرارات الزراعية والمونوريل والمعدات الثقيلة بقدرة إنتاجية تصل إلى 7.5 مليون إطار سنويًا، كما أن المهندس إبراهيم جودة رئيس مجلس إدارة شركة بيراميدز لإطارات السيارات قد كشف أن الشركة تستعد لطرح إطارات السيارات الملاكي الأكثر انتشارًا من مقاسات ( 12، 14، 15) مطلع العام المقبل بحسب تصريح سابق له.