مع أول لقطة، ومع رائحتها، والشكل المتعارف عليه منذ سنوات طويلة، والأدوات التى لا تتغير مع مرور الزمن رغم التقدم التكنولوجي، ما زالت الكنافة البلدى تمثل التراث بنكهة رمضان والتى لا تكاد تمر ايام رمضان دون أن يقف أمام هذا الفرن العشرات من المواطنين الذين يحافظون على الشراء دوما من بائع الكنافة البلدى .
فرن بلدى بسيط، هو الذى يستخدمه عم هاشم محمود، كما يحب أن يناديه الزبائن الذين يترددون عليه من أكثر من مكان بالقرية والقرى المجاورة بمركز اشمون بمحافظة المنوفية، يروى قصته مع هذا الفرن والكنافة فى رحلة استمرت على مدار أكثر من عشرين عاما يقف فيها كل عام ليقوم برش الكنافة البلدى وصناعتها لزبائنه، الذين اعتادوا على التردد عليه بشكل مستمر .
يقول عم هاشم، قبل رمضان بايام، اقوم بإحضار الطوب والخامات الخاصة بالفرن، وقوم ببنائه، بشكل دائرى على ارتفاع معين اعتدت عليه واضع صينيه مستديرة أعلى هذا الفلرن، وهى التى سيتم رش الكنافه عليها، ومن تحتها اقوم بتوفير شعلة من الغاز تقزم بالتسخين لتلك الصينية حتى تكمل العمل للكنافة .
وأضاف عم هاشم، مع أول أيام رمضان اقوم بإحضار الدقيق والنشا، والأدوات التى استخدمها فى رش الكنافة، وابدا اول أيام العمل بمزج الماء بالدقيق بطريقة معينة تساعد على العمل وبدرجة ليونة معينه تساعدنى على العمل بشكل متميز، ومن ثم أبدأ فى العمل .
وتابع عم هاشم، مع أول رشة للدقيق على الصينية، أقوم بالرش بشكل دائرى تعلمته منذ سنوات، ولا يستطيع أى أحد العمل بهذا الشكل الا بعد التدريب، حتى تقوم بالرش بشكل دائرى من الخارج إلى الداخل حتى تنتهى الدائرة، وأنتظر قليلا حتى تتمكن الحرارة من إنهاء العمل ومن ثم أقوم بجمع الكنافة.
وأوضح عم هاشم، أنه يعمل بهذه الصنعه منذ أكثر من 20 عاما، مؤكدا أنه يعشق تلك الصناعه وينتظر العمل لها من العام للعام، لما ترسمه من بسمه على وجة المواطنين وبخاصة مع قيامى قبل رمضان بإقامة الفرن والذى يفرح معه الناس كثيرا ويحتفلون معى بقدوم الشهر الكريم .
وتابع عم هاشم، أن سعر الكيلو للكنافة العام الحالى يتراوح ما بين 30 جنية أو 35 جنية ما بين أكثر من مكان، مؤكدا أنه يسعى بقدر الإمكان أن يتعاون مع المواطنين وبخاصة أن له زبائنه الذى اعتاد عليهم بشكل دورى، ويمدحون دائما فى صناعته .
وأكد عم هاشم، إن تلك الصنعه مرتبكة ارتباط كبير بالشهر الكريم، وأنه يعشقها ويعشق العمل بها، مؤكدا أنه يتمنى أن يكون هناك أى مركز التعليم تلك الحرف التى قاربت من الاندثار، وحتى يتم الحفاظ على تاريخ كبير من الصناعة، والتى ترسم البهجة على وجوة الجميع .