مركز بحوث الصحراء: طمي النيل مشروع قومي يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بحوالي 30%

كشف الدكتور صلاح يوسف عوض الله، رئيس شعبة الأراضي والمياه الأسبق بمركز بحوث الصحراء، عن المردود الاقتصادي لطمي النيل وكيفية استغلاله لمعالجة الأراضي الزراعية القديمة المنهكة وتغذيتها بالمعادن الأساسية، قائلا الطمي المترسب يكفي لتخصيب 10 ملايين فدان المنزرعة حاليا، وستوفر 200 مليار جنيه لخزانة الدولة.

أشار عوض الله أن الطمي يعمل على معالجة الأراضي الزراعية القديمة المنهكة التي مرضت بسبب كثرة استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات بها، وتزويدها بالمعادن الأساسية التي تحتاجها مثل (البوتاسيوم- النيتروجين- الفوسفور)، كما يحتوي الطمي على بعض المعادن الأخرى.

وتشير الأبحاث إلى وجود الذهب، لافتا أنه وبسبب ترسب الطمي لفترات طويلة تتكون الطحالب والفطريات وهي عبارة عن مواد عضوية تحتوي على عنصر الآزوت الضروري لتغذية النبات.

 ومن ناحية أخرى فهو يساعد علي تقليل الانبعاثات الناتجة من تصنيع الأسمدة الكيماوية وبالتالي يحافظ علي البيئة، شارحا الجانب الاقتصادي للمشروع بأنه إذا كانت تكلفة المشروع حوالي 50 مليار جنيه (يلاحظ أن تكلفة إنشاء قناة السويس الجديدة قد تكلفت 20 مليار جنيه كما صرحت فخامة الرئيس) ثم تم بيع الطمي فرضا ب 100 جنيه/ طن، فإن العائد سيكون حوالي 200 مليار جنيه كحد أدنى للكمية المتاحة، مشيرا إلى أن 100 جنيه/ طن يعد سعرا زهيدا جدا، لأنه سيوفر علي الفلاح تكلفة استخدام الأسمدة والمبيدات أيضا، وأنه كان قد تم عرض هذا المشروع من قبل علي شركات يابانية ونال اعجابها.

 متسائلا: لماذا لا تقوم مصر بخوض تلك التجربة؟ مشيرا كذلك إلى أنه من الممكن استغلال المخلفات الزراعية بتحويلها بالكامل إلى أسمدة عضوية (كمبوست) بدلا من حرقها وتلويث البيئة واهدار ما يقارب من 85 % منها، وذلك عن طريق دمجها مع الطمي بطرق مبتكرة معينة، حيث لن يتعدي ثمن هذه الخلطة 300 جنيه/ طن، مؤكدا بأنه بذلك لن يحتاج الفدان الي جرام واحد من الكيماويات مرة اخري، وان المردود الاقتصادي سيؤدي لزيادة الانتاج الزراعي بحوالي 30 % كحد ادني في اراضي الدلتا.