زمن العجائب.. عامل بمحل كشري ينتحل صفة دكتور علاج طبيعي بالسويس

"كان نفسي اطلع دكتور" هكذا قال محمد عامل الكشري بالسويس أثناء التحقيقات، لم يعجبه حاله في البداية ولا المسكنات التي كان يسيقها البعض إليه بأن حالة سوف ينصلح قريباً ويمتلك محل من الكشري أكبر من الذي يعمل به.

الحُلم الذي استعصي على صاحب العقد الثالث من عمره راود تروس مكينة عقله مجدداً وعاود للتمرد على شخصيته وهويته، فتخيل نفسه طبيب علاج طبيعي بارع، وقام بفتح عيادة طبية للعلاج الطبيعي، أخذ محمد من شقته مقراً له وقام بتجهيزها على شكل عيادة، وجمع الإدوات اللازمة لأي طبيب.

وضع "تربيزه" أمامه وأسند عليها جمجمة وسماعة وبعض الأوراق وبدأ في استقبال ضحاياه حتى كشف أمره وتمكنت قوات الأمن بالسويس من ضبطه وإحضاره.

وأعلنت مديرية الشئون الصحية بالسويس، أنها قد تابعت خلال الساعات الأخيرة الماضية، ما تناولته وسائل الإعلام وما تم تداوله بوسائل التواصل الاجتماعي، حول قيام أحد العاملين بمحل كشري شهير في حي السويس، بدعوة المواطنين أصحاب الأمراض المزمنة إلى الاستفادة بخبرات مركزه الطبي في علاج المواطنين.

وتابع البيان أنه قد ظهر صاحب المركز في صور مرتديًا ملابس الأطباء، وأمامه مجسم لهيكل عظمي و "سماعة" طبية، معلناً عن تقديم عدد من الخدمات العلاجية والوصفات الطبية، والبلازما لعلاج الثعلبة وخشونة الركبة، ومشاكل الفقرات، ومفصل الكتف.

وأشار البيان إلى أن المقبوض عليه تضمن إعلانه أنه يقدم تمارين الإطالات، والحجامة، والمساج العلاجي، والعناية الكاملة للجسم، كما أعلن أيضاً عن توصله لعلاج لتليف الرئة بشراب حلبة مغلية بعد أن تبرد محلاة بالعسل، بغير ذي صفة طبية.

وعلى الفور، وجه الدكتور إسماعيل الحفناوي وكيل وزارة الصحة والسكان، التعليمات لإدارة العلاج الحر بقيادة الدكتور أيمن قابيل، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وفي سياق مُتصل، نفي الدكتور تامر البوهي نقيب أطباء السويس حصول عامل الكشري على مؤهل طبي، أو تصريح لممارسة النشاط الطبي من نقابة الأطباء، أو عضويته بالنقابة.

يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء أ ح عبد المجيد صقر محافظ السويس.