تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير صلاح منصور، يعد أبرز نجوم الصف الثاني في القرن الماضي، حيث بدأ مشواره الفني في فترة الأربعينيات، ونجح في تجسيد أدوار الشر بخلاف الأدوار المركبة والمُعقدة.
نرشح لك: دراما رمضان 2023.. انطلاق تصوير المسلسل التاريخي الديني "معاوية" في تونس
رغم النجاح الكبير لصلاح منصور، الذى بدأ فى البداية بتعلقه بالتمثيل منذ عام 1938، لكنه عاش حياة حزينة، أولها بسبب إصابة ابنه الأصغر هشام، بضمور في أعضائه، وكان يسافر معه كل عام إلى لندن، لعلاج الصمم والتخلف في النمو، وهو ما جعل صلاح ينفق كل ما يملك على مرض ابنه.
وتقدم صلاح منصور، بطلب لعلاج نجله على نفقة الدولة، وتمت الموافقة عليه لمدة 3 أشهر فقط، وبعدها تم رفض التجديد، لأسباب غير معلومة.
وصادف زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للعاصمة البريطانية لندن، والتقى السادات هناك الجالية المصرية في السفارة وطلب منه صلاح منصور، مد فترة علاج ابنه ووافق الرئيس على الأمر بشكل شفاهي، ولكنه أصر أن يكتب السادات القرار حتى يطمئن قلبه وهو ما نفذه السادات بالفعل.
لم تستمر رحلة العلاج كثيرًا حيث توفى الابن بعد 10 سنوات من الرحلة التي بدأها صلاح منصور، وانتهت بعد إجراء الابن عملية جراحية في العاصمة البريطانية أيضًا.
ولكن لم يكتب له النجاة بعدها، ليرحل مخلفا في قلب صلاح منصور حزنا لم يستطع أن يداريه طوال فترة حياته.
أصيب صلاح منصور، بصدمة عصبية كبيرة، وتم علاجه أكثر من مرة لدى أطباء ومستشفيات مختصة بهذا النوع من الصدمات، ولكن في كل مرة كان يخرج فيها المستشفى كان يفاجأ بمرض عضوي مختلف.
هاجمه سرطان الرئة وتليف الكبد، ومع ذلك لم يكن يظهر ألمه العضوي، ولم يشأ أن يخفي ألمه النفسي، وتوالت الصدمات في حياة صلاح منصور، باستشهاد نجله الآخر في حرب أكتوبر سنة 1973، هذه المرة وعندما جاء له خبر الاستشهاد وزع حلويات على جيرانه والمارة في الشارع.
وفى حفل تكريم أسر الشهداء، عانق صلاح منصور، الرئيس السادات، وبكى في حضنه وتبرع بمكافأة ومعاش ابنه الشهيد لتسليح الجيش المصري.
وفي اللحظات الأخيرة من حياة صلاح منصور، كانت دخوله مستشفى العجوزة وهو يعاني الكثير من الأمراض، وكانت معه زوجته وابنه الأكبر مجدي، وعندما كان على سرير الوفاة وقبل وفاته بساعات دخل عليه أخيه جمال وطلب منه صلاح منصور أن يعيد له أداء دوره في فيلم "هاملت" رغم مرضه، وبعدها أسلم روحه إلى بارئها في صباح يوم الجمعة 19 يناير 1979.
وكانت آخر كلمات صلاح منصور، لزوجته: "لا تبكى، فقد عشت حياتي وأنا أكره أن أرى الدمع فى عيونك، ولن أحبها بعد موتي".