اتجه مركز البريد الأمريكي لاعتماد خدمة الطرود البريدية في عام 1913، وسمح لسكان الولايات الأمريكية لأول مرة بإرسال الأشياء التي يتجاوز وزنها 4 أرطال عبر البريد مقابل ثمن بخس.
ومع بدء توافر تلك الخدمة أقدم الأميركيون على إرسال العديد من الأشياء الغريبة عبر البريد كالبيض والدجاج والآجر والإسمنت والحديد. فضلا عن ذلك لم يتردد البعض في استغلال خدمة الطرود البريدية لإرسال أبنائهم من منطقة لأخرى حيث استغل هؤلاء غياب قانون يمنع ذلك ليقدموا على إرسال أطفالهم في وقت وجيز عبر البريد لزيارة أقربائهم.
ارسال الاطفال بالبريد
شهدت ولاية أوهايو (Ohio) الأميركية أول عملية إرسال للأطفال عبر البريد، وفام زوجان بإرسال ابنهم الذي يبلغ وزنه 11 رطلا نحو منزل جدته على بعد ميل واحد مقابل 15 سنتا كثمن للطوابع البريدية، ونحو 50 دولارا كتأمين.
نرشح لك: للأباء.. نصائح مهمة لتربية أطفال مثالية
ومع نجاح عملية إرسال الطفل بالبريد تناقلت الصحف ذلك الخبر، اتجه العديد من الأميركيين نحو القيام بخطوة مشابهة، حيث تحول البريد حينها إلى وسيلة آمنة وسريعة لنقل الأطفال وإرسالهم لزيارة أقاربهم بالمناطق البعيدة.
وفي يوم التاسع عشر من شهر فبراير سنة 1914، أقدمت إحدى العائلات القاطنة بولاية إيداهو (Idaho) على إرسال ابنتها ماي بييرستورف البالغة من العمر ست سنوات نحو منزل جدتها على بعد 73 ميلا مقابل طوابع بريدية بلغ ثمنها 53 سنتا ألصقت إلى معطفها ومن أجل نقل الفتاة بسرعة اعتمد ساعي البريد على القطار.
نرشح لك: الإفتاء توضح حكم وشروط البيع بالتقسيط
وعلى إثر انتشار خبر حادثة الطفلة ماي بييرستورف، أمر المشرفون على البريد الأميركي بوقف عمليات إرسال البشر عبر الطرود البريدية. وفي الأثناء ألهمت قصة ماي بييرستورف الكاتب الأميركي Michael O. Tunnell والذي لم يتردد في تحويلها إلى رواية للأطفال.
وعلى الرغم من صدور قرار منع إرسال البشر عبر الطرود البريدية، واصل الأميركيون اعتماد هذه الممارسة لأشهر إضافية غلى أن منعت تماما.