أكد رافائيل ماريانو جرروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الاضطرابات العالمية تزيد من الاعتماد على المفاعلات النووية.
وشدد جرروسي، خلال لقائه ببرنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، على أن أزمة الطاقة الأخيرة وبما عكسته من أهمية الطاقة النووية، أعطت دفعة لوكالة الطاقة الذرية، قائلًا: "بدون شك نعرف من البداية، ونعمل على ذلك؛ لأنها تعد مهمة الوكالة، ولكن ما شاهدناه هو أن بعض الدول بصفة خاصة والتي كانت تعتمد كليًا علي مصدر واحد فقط، مثل الغاز علي سبيل المثال فى شرق أوروبا، فإن هذه الدول بعضها كانت لديها طاقة نووية، والبعض الآخر مثل بولندا تتحرك بقوة نحو الطاقة النووية، والمجر وسلوفاكيا والتشيك ورومانيا وبلغاريا.
وأكد أن كل هذه الدول، ونظرًا للمشكلات الجيوسياسية الواضحة والتي شكلت الظروف الحالية جعلتها تزيد من نسبة اعتمادها على الطاقة النووية.
وقال إن "هذا يحدث في أوروبا ومصر ودول الخليج، مثل الإمارات وهي دول يبدو بديهيًا أنها دول بها غاز ونفط، فلماذا يتحولون نحو الطاقة النووية؟ ولكنني أري أنها ظاهرة سائدة في كافة أرجاء العالم".
ولفت جرروسي إلى أن مشاركة وكالة الطاقة الذرية في مؤتمر المناخ تأتي في وقت هام حيث تواجه تحديات شديد الأهمية حيث نشاهد بعض الدول تعاني من مشكلات فى الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في وقت سابق.
وشدد على أهمية الطاقة الذرية التي تقدم قرابة 25 % من إجمالي الطاقة النظيفة التي يتم إنتاجها حول العالم – 25 % وفى أوروبا 50 % من الطاقة النظيفة خالية من الانبعاثات ونفس النسبة فى الولايات المتحدة.
وعلى صعيد مشاركة الوكالة في قمة كوب 27 قال جروسي : “هنا فى شرم الشيخ ، وللمرة الأولى لدينا جناح نووي حيث سنعرض أربعين نشاطاً حول طبيعة الطاقة النووية، و الإسهامات التي تقدمها ليس فقط فى مجال إنتاج الطاقة ولكن أيضا تطبيقات نووية تساعد علي الجانب الآخر فى عملية التكيف لإنه باستخدام الوسائل النووية يمكن إنتاج محاصيل مقاومة للجفاف ،وإدارة استخدام المياه وأشياء أخري ، وبالتالي فإن الطاقة النووية موجودة فى نواحي عديدة كجزء من الحل لهذه المشكلة التي تواجهنا كمجتمعات بشرية”.
وبسؤاله عن مخاوف العالم في ظل الأزمة الحالية والمتمثلة بالحرب في أوكرانيا، والتي تثير رعب العالم من وقوع كارثة نووية، أجاب: "بالطبع هنا نحن أمام حالة خاصة وموقف فريد من نوعه، خاصة ما يتعلق بمحطة الطاقة النووية في زابوريجا والتي قمت بزيارتها فى سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين وأنا أسعي لإنشاء منطقة حماية حول المحطة النووية، والمشكلة المتعلقة بهذه المحطة، هي أنها تقع على الخط الأمامي للمواجهة، مشددًا على أنه بنظرة على الخريطة لمن يتابع الحرب سيجد أن محطة "زابوريجيا" على التماس الأمامية، وهو ما يجعلها معرضة إلى القصف، وهو أمر يتكرر بشكل واضح.