رغم القمع العنيف للمتظاهرين، إلا أن حركة الاحتجاج لا تزال متواصلة في مناطق إيرانية عدة، والتي أشعلها مقتل مهسا أميني قبل قرابة شهر، وامتدت إلى اعتصامات طلابية وإضرابات عمالية.
وأعلنت المملكة المتحدة، أمس الاثنين، فرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين و"شرطة الأخلاق" المتهمة بأنها مسؤولة عن مقتل الشابة الإيرانية الكردية البالغة من العمر 22 عاماً، وقبلها فرضت الولايات المتحدة وكندا عقوبات على طهران.
ونشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية ومقرها أوسلو، أمس الاثنين، اعتصامات نظمها طلاب من جامعة جيلان في شمال البلاد ومن مدرسة مهاباد للبنات (شمال) ، ظهرت فيها طالبات وهن يخلعن الحجاب.
وفي العاصمة طهران احتشدت جموع أمام جامعة البوليتكنيك؛ للتنديد بالفقر والفساد، مكررين شعار "الموت للديكتاتورية".
وذكر "مركز حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومي، ومقره في نيويورك، أن تجمعات في جامعات أخرى نظمت حشودا، مثل جامعة أمير كبير في طهران.
وإلى جانب الطلاب أفادت تقارير بانضمام عمال في مصافي عبدان وكانجان ومشروع بوشهر للبتروكيماويات للاحتجاجات.
وأظهر مقطع مصور على "تويتر" إغلاق عشرات العمال للطريق المؤدي إلى مصنع بوشهر للبتروكيماويات في عسلوية على ساحل الخليج الإيراني، وهم يهتفون "الموت للديكتاتور".
وعلى هامش الاحتجاجات تصاعدت التوترات بين السلطات والأقلية الكردية التي قالت منظمات حقوقية إنها تتعرض للقمع منذ فترة طويلة، وهو ما نفته طهران.
وذكرت منظمة "هنجاو" لحقوق الإنسان أن هناك وجوداً مكثفاً لقوات أمن مسلحة في مدن سنندج وسقز وديواندره الكردية، وأكدت أن خمسة أكراد على الأقل قتلوا وأُصيب أكثر من 150 شخصاً في احتجاجات منذ يوم السبت.
كما أظهرت بعض مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجات في عشرات المدن في أنحاء إيران، وظهرت فيها اشتباكات عنيفة بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب في مدن وبلدات بأنحاء إقليم كردستان مسقط رأس مهسا أميني.
ولدى إيران تاريخ طويل في قمع الاضطرابات بين أكثر من 10 ملايين كردي من مواطنيها طالبوا بالحكم الذاتي، وامتدت الاضطرابات إلى صراعات تركيا والعراق وسوريا.
وذكرت منظمات حقوقية أن ما لا يقل عن 185 شخصاً بينهم 19 قاصراً لقوا حتفهم كما أُصيب المئات واعتقلت قوات الأمن الآلاف. وحملت السلطات خصوم إيران الأجانب مسؤولية الاحتجاجات، وقالت إن "مثيري الشغب" قتلوا ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن.
كما أظهرت مقاطع أخرى انضمام فتيات المدارس في جميع أنحاء إيران إلى الاحتجاجات.