تحل اليوم الخميس 15 سبتمبر، ذكرى ميلاد أسطورة الكوميديا، الفنان الراحل إسماعيل ياسين، والذي ولد بمثل هذا اليوم في محافظة السويس عام 1912، ورحل عن عالمنا في 24 مايو 1972، عن عمر يناهز الـ 60 عامًا.
نشأ الفنان إسماعيل ياسين في ميدان الكسارة بمنطقة الغريب بالسويس لأسرة ثرية معروفة بتجارة الذهب، وتوفيت والدته وهو صغير فتزوج الوالد من سيدة أخرى، كانت سببًا في تراكم الديون عليه والزج به في السجن، وكان إسماعيل يعاني من ذلك، لذا حاول البحث عن عمل ليبعد عن السويس وبطش زوجة والده.
وانتقل إسماعيل يس إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، حيث كان يعشق أغنيات محمد عبد الوهاب ويغنيها ويحلم بأن يكون مطرباً منافساً له.
وعندما بلغ إسماعيل 17 عاما قرر أن ينتقل إلى مدينة القاهرة، وعمل في البداية صبياً في مقهى بشارع محمد علي، وسكن وقتها في فندق شعبي صغير، والتحق للعمل بعدها مع الأسطى نوسة وهي راقصة شعبية، ولكن بعد فترة تركها ليعمل وكيلاً في مكتب محامٍ، ليوفر المال الكافي للمعيشة.
ذهب إسماعيل يس للعمل مع الفنانة بديعة مصابني، ليكتشفه توأمه الفني وصديقه المؤلف الكوميدي أبو السعود الأبياري، والذي رشحه لبديعة مصابني لتقوم بتعيينه بفرقتها، وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة مصابني.
وظل إسماعيل ياسين من عام 1935 وحتى عام 1945 يلقي مونولوجات، فكان الفنان الأشهر في هذا المجال، وكان يحصل على أربعة جنيهات على المونولوج.
قدم لنا الفنان الراحل إسماعيل يس خلال مشواره الفنى العديد من الأغنيات والمونولوجات، ومنها عايز أروح، وصاحب السعادة، ومتستعجبش متستغربش، وعيني علينا يا أهل الفن، والليل الليل يا ميمون، واحنا التلاتة.
و في عام 1939 قدمه فؤاد الجزايرلي في فيلم "خلف الحبايب"، ليقدم عددا كبيرا من الأفلام بين البطولة المطلقة، والدور الثاني، ومن أشهر أعماله مصنع الزوجات، ونمرة 6، وعلي بابا والأربعين حرامي، وحب من السماء، والطريق المستقيم، وتحيا الستات، ومن الجاني، والقلب له واحد، وأحلام الحب، وصاحب بالين، وسلطانة الصحراء، وقلبي دليلي، وعنبر، والروح والجسد، وأميرة الجزيرة، وحب وجنون،وصاحبة العمارة، ومنديل الحلو، وعلى أد لحافك، وعفريتة هانم، وغيرها.
وكانت من أبرز أعماله الفنية التي أنتجت باسمه، بعد أن أنتجت أفلام باسم ليلى مراد مثل، إسماعيل ياسين في متحف الشمع، وإسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، وإسماعيل ياسين في الجيش، وإسماعيل ياسين بوليس حربي، وإسماعيل ياسين في الطيران، وإسماعيل ياسين في البحرية، وإسماعيل ياسين في مستشفى المجانين.
تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، من زوجته الأخيرة السيدة فوزية.
وكان فيلم "الرغبة والضياع" الذي عرض 1973، هو آخر أعمال الفنان الراحل إسماعيل ياسين، وكان من بطولة نور الشريف، رشدي أباظة، هند رستم، نبيلة السيد، هياتم، وعدد آخر من الفنانين، والفيلم كان من تأليف محمود سماحة وأحمد ثروت وإخراج أحمد ضياء الدين.
وروى الكاتب الصحفي محمود معروف في كتابه "روائع النجوم"، اللحظات الأخيرة في حياة الضاحك الباكي الفنان الراحل إسماعيل ياسين.
وقال محمود معروف: بعدما رجع الفنان الراحل من جنازة صديقه المخرج فطين عبد الوهاب، شعر بأن الدنيا تدور من حوله لشدة البكاء عليه، وطلب أن يذهب إلى الإسكندرية لقضاء بعض الوقت للراحة، ولكن بعد أسبوع واحد رجع إلى منزله.
حيث اشتاق إلى ابنه الوحيد ياسين، قائلا له: "أنا رجعت لأنك وحشتني جدا، ووحشني الآيس كريم اللي أنت بتشتريه ليا من محل امبو، أنا نفسي آكل جيلاتي روح اشتري بس متتأخرش".
ذهب الابن مسرعا وأحضر الآيس كريم بالمانجو والفراولة كما يحب والده، الذي التهم وحده علبتين ثم ذهب كي يستريح في غرفته، وقال للموجودين: "تصبحوا على خير"، ولكن بعد حوالي ساعة سمع صديق ابنه الذي كان موجودا معهم آنذاك المخرج مدحت السباعي، صوت كحة شديدة غير طبيعية تأتي من غرفة إسماعيل ياسين.
وسارعوا جميعا لإحضار الطبيب، وحضر طبيبان في وقت واحد، الأول من طرف الفنانة مها صبري، التي كانت تتابع حالته مع طبيبها، وعندما وصل الطبيبان في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، قالا في صوت واحد: "البقية في حياتكم، لقد مات".