يواصل منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الذي يقام في الفترة من 15 إلى 18 يونيو الجاري، بحضور ومشاركة زعماء ورؤساء أكثر من 69 دولة من بينهم مصر، "ضيف شرف المنتدى"، فعالياته واحتفالاته.
ويضم الوفد المصري عددا كبيرا من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال، الذين يمثلون اهتماما متبادلا كبيرا بين الشركات المصرية والروسية، ومؤسسات الدولتين، في إعطاء دفعة جديدة لتعميق التعاون الصناعي والتجاري والاقتصادي بين البلدين.
وافتتحت وزيرة الصناعة والتجارة نيفين جامع، بالاشتراك مع وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف الجناح المصري في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
وتمثل مصر فرصة واعدة لفتح أسواق جديدة لروسيا في القارة الإفريقية، وكذلك في فتح مجالات تعاون جديدة، وتعزيز المجالات الجارية بالفعل، سواء على مستوى قطاع النقل أو الطاقة، في ظل بناء محطة الضبعة النووية، باستثمارات روسية ضخمة في قطاع الطاقة، وكذلك على خلفية صفقة شركة "ترانس ماش هولدينغ"، التي تعد أكبر صفقة عربات قطارات جديدة في تاريخ السكك الحديدية المصرية.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة إلى المشاركين في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي تقدم من خلالها بالتهنئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة حلول اليوبيل الفضي لتدشين منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الذي أصبح منذ عقده لأول مرة عام 1997، منصة رائدة لمجتمع الأعمال، وحدثًا اقتصاديًا متميزًا يسعى لمناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية التي تواجه الأسواق الناشئة والعالم.
وقال الرئيس السيسي: تحل جمهورية مصر العربية كدولة ضيف، في دورة المنتدى لهذا العام، في ذكرى انطلاقه الخامسة والعشرين بما يؤكد على المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية على مدى السنوات الأخيرة.
وأكد الرئيس، أن منتدى سانت بطرسبرغ يعقد هذا العام، في ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، وذات طبيعة استراتيجية معقبا: "نأمل في أن تسهم مخرجات المنتدى في إيجاد الحلول الفعالة لهذه التحديات وبالشكل الذي يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية، وتداعياتها السلبية على العديد من دول العالم، وخصوصـًا على اقتصادات الدول الناشئة وكذلك على النحو الذي يأخذ في الاعتبار مخاوف ومصالح جميع الأطراف ويحقق أمن الشعوب والطمأنينة لها عبر تفاهمات سياسية طويلة المدى تفتح المجال لنمو الاقتصاد العالمي لاسيما في أعقاب جائحة "كورونا" الحادة التي كلفت مجتمعاتنا ضحايا وأموالًا وموارد طائلة تجعلنا حريصين على تفادي أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي".
وأشار الرئيس السيسي: "لقد انخرطت جمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية على مدار السنوات الأخيرة، في تنفيذ مشروعات كبيرة وطموحة تخدم بلدينا، وتستجيب لتطلعات شعبينا، في تحقيق مزيد من التقدم الاقتصادي ولعل أبرزها: مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، والذي يأتي في سياق استراتيجية الدولة المصرية للتوسع في المشروعات القومية لاستخدام مصـادر الطاقة الجديدة والمتجددة وكذا مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية، بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ليكون منصة مهمة، للنهوض بالصناعة في أفريقيا بالإضافة إلى التعاون بين البلدين، لتطوير شبكة السكك الحديدية المصرية وغيرها من المشروعات المشتركة، التي تحقق مصلحة الشعبين
من جهته وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات شديدة للغرب، وأكد أن العالم يمرّ بمرحلة تغيير جذري، وأن ما بعد الحرب في أوكرانيا لن يكون كما قبلها، وأن عهد أحادية القطب انتهى.
وقال بوتين -في خطاب طويل له اليوم الجمعة أمام منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي- إن الولايات المتحدة اعتبرت نفسها رسول الرب على الأرض عند إعلانها الانتصار في الحرب الباردة، وإن النخب الغربية تتمسك بأشباح الماضي وتعتقد أن هيمنة الغرب الاقتصادية عامل استقرار للعالم.
وأشار في خطابه الذي استمر 73 دقيقة أمام هذا التجمع السنوي، إلى أن الغرب عندما لا يتمكن من السيطرة على من يتمرد عليه يحاول عزله، مضيفا "علينا أن نكون مستقلين، فنحن أقوياء ويمكننا مواجهة أي تحدّ".
وبشأن الوضع الاقتصادي في روسيا، قال بوتين إن بلاده تخلصت من موجة التضخم، ومنظومتها المالية مستقرة، وهدفها الأساسي اليوم هو زيادة الإنتاج والمعروض واستعادة الطلب.
وأشار إلى أن بلاده تحتاج إلى المزيد من أدوات الاقتراض لتعزيز الاقتصاد، وأنه يمكنها تخفيض سعر الفائدة الأساسية إلى 7%.
وأكّد بوتين -في كلمته اليوم- أن الاتحاد الأوروبي فقد "سيادته السياسية"، منتقدا السياسات الاقتصادية للاتحاد مثل "طباعة النقود" لمعالجة ارتفاع التضخم.
كما شدد على أن الحرب الاقتصادية على روسيا محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن الغرب أضرّ باقتصاده، وهو ما يظهر واضحا في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال إن التضخم مرتفع في أوروبا رغم أنها لا تخوض أي حرب، وقد بلغت الخسائر المباشرة فقط التي تكبدها الاتحاد الأوروبي من العقوبات 400 مليار دولار، بحسب قوله.
وذهب بوتين إلى أن الاتحاد الأوروبي فقد سيادته تماما، فهو ينفذ كل ما يملى عليه من فوق، وهو بذلك يضرّ بمواطنيه واقتصاداته، معتبرا أن الوضع الحالي في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية وتغيير النخب في المستقبل.